صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

الكتل السياسية بين كماشة الخداع والأصباع البنفسجية..
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الانتخابات هي العملية الرسمية لاختيار شخص لتولي منصب رسمي, أو قبول أو رفض إقتراح سياسي بواسطة التصويت. من المهم التمييز بين شكل الانتخابات ومضمونها. في بعض الحالات توجد الأشكال الانتخابية ولكن يغيب المضمون الانتخابي مثل حالة عدم توفر الخيار الحر وغير المزيف للإختيار بين بديلين على الأقل. معظم دول العالم تقيم الانتخابات على الأقل بشكل رسمي ولكن في العديد من الانتخابات تكون غير تنافسية.
في العراق ذو الديمقراطية الوليدة والتجربة الحديثة كان المال السياسي, والوعود الكاذبة هي الفيصل في كل أنتخابات فقد غابت البرامج الأنتخابية من أغلب الكتل السياسية, بأستثناء بعضها القليل, والذي يكون عاجزا أمام مغريات المال والوعود.
في الأنتخابات الماضية, أجتمع أحد المرشحين بأبناء قريتة النائية, في بيت أحد الوجهاء, وبحضور كبار القوم وشبابها, ووعدهم بأنه في حالة فوزه سيعمل على مد الماء الصالح للشرب الى قريتهم المنكوبة بالعطش, والماء الملوث, وبعد فوزه لم يكلف نفسه بالسؤال عن أحوال قريته العطشى.
دارات الأيام وأنتهت الأربع سنوات وجاءات الأنتخابات الجديدة, وعاد صاحبنا الى نفس القرية, وجمع أبنائها مطالباً أياهم بأعادة أنتخابه, وأنه سيعمل على تقديم أفضل الخدمات لهم, وعلامات الكذب بادية على محياه, كبير القرية قام بواجب الضيافة, فقدم له كأس من الماء الذي يشربون منه, مملوء بالطحالب والطين.
هنا بقى صاحبنا متحيرا, ماسكا كأس الماء, فأن شربه فقد يمر ض, وأن لم يشربه يصاب بالحرج أمام ناخبيه, هنا فجاءة دمعت عيناه, وبان الحزن عليه, فبادرة أصحاب القرية, مالذي يبكيك كلنا سوف نتخبك, ياستاذ, أجابهم بحيلة السياسية التي أكتسبها من ماله الحرام, بأنه تذكر عطش الحسين عليه السلام!.
الشعارات والخداع والكذب الذي مارسه أغلب أعضاء مجالس المحافظات والبرلمان, أثناء حملتهم الأنتخابية,ظناً منهم أنها ستنطلي على أبناء الشعب العراقي باتت مكشوفة,وفارغة المحتوى, كون العراقيين اليوم غير قبل أربع اعوام سابقة, السندات الوهمية فايلات التعينات المقاولات, كانت شعارهم فيما سبق وأنتهت الأربع سنوات فماهو جديدكم اليوم.
الكتل السياسية المخادعة اليوم بين كماشة الزيف والكذب والخداع وبين الأصابع البنفسجية للناخبين الذين دونوا ملاحظاتهم وميزوا بين الصالح والطالح وبين من خدم محافظة ووفر لها الكهرباء على مدى أربع وعشرين ساعة وشرب من ماءهم وأكتوا بحرارة الطقس معهم وبين من غاب في غياهب الخضراء, لمدة أربع سنوات سجال لن ينتهي الا يوم العرس الأنتخابي والعقل هو الحاكم فيه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/30



كتابة تعليق لموضوع : الكتل السياسية بين كماشة الخداع والأصباع البنفسجية..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net