صفحة الكاتب : صادق الصافي

حقوق الأنسان... بين رمزية الأدعاء ومحنةالتطبيق .!!
صادق الصافي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جاء عن الأمام علي -عليه السلام - قوله, لاتكن عبداً لغيرك وقد خلقك الله حراً , وقد تضمن القرآن الكريم سوراً وآيات تلزم البشر جميعاً أحترام الحقوق والحريات وأكدت الكتب المقدسة لكل الديانات المحترمة بشكل واضح أن الحريات مظهراً خارجياً للكرامات الأنسانية.

وقد وردت أغلب مواثيق حقوق الأنسان لأول مرة في التأريخ  قبل 5000عام , ضمن تشريعات القوانين السومرية التي سنها المشرع الأجتماعي أوركاجينا وفي ألواح الملك -أورنمو - و في الشرائع البابلية والأكدية وثم الآشورية وبدت على شكل نقاط أكثر تفصيلاً في شريعة الملك البابلي حمورابي 1791قبل الميلاد, وقد أحياها الغرب الأوربي بعد عصر النهضة والثورة الصناعية,بعد أن خمد نورها ..!! ويعتبر الأعلان الفرنسي لحقوق الأنسان في أعقاب الثورة الفرنسية 1789م نقطة الأنطلاق المهمة لصياغة نظرية عامه للحريات
 
  عرف -توماس هوبز- الحرية - معناها بأختصار عدم التدخل , وأعتقد أن جميع القوانين تمثل قيوداً على حرية الفرد , أما الفيلسوف- بنثام - فأعتقد أن كل حرية تعطى لفرد تنطوي على تقييد لحرية  فرد غيره ,كما أن القانون الذي يحميك هو قيد عليك . وقرر- جان جاك روسو - أن جميع الناس يولدون أحراراً متساويين.!! وقسم الفلاسفة الحقوق الفردية الى صنفين أولا- الحقوق الطبيعية و ثانياً الحقوق الدستورية أو التعاقدية
 
في أغلب النظم السياسية العربية تتعرض الحريات والحقوق الأنسانية للأنتهاك ويشكل معول الهدم ممارسة يومية لاتقابل بأي رد فعل حكومي بسبب ميل الحكومات الى مد وتوسيع صلاحيتها,.وترسيخ قواعد نظامها الديكتاتوري
ويمكننا الاستعانة بالتعريف الشائع -للحرية - بأنها سلطة وأمكانية السيطرة على الذات , بموجبها يختار الأنسان بنفسه تصرفاته الشخصية ويمارس نشاطاته دون عوائق أو أكراه,أما الحريات العامه -بصفة الجمع- فهي ذلك النوع من الحريات الذي لايظهر للوجود القانوني الا بتفرعاته ووجوهه العملية ,أي الحقوق والأمكانيات المعطاة للفرد بشكل جمعي لوجود تعبير-العام- ويشمل تدخل الدولة وفق أسس دستورية للأفراد و الأعتراف بحريات وحقوق وأمكانيات الأفراد وتنظيمها وضمانها بموجب الدستور.وبهذا تكون العلاقة بين الدولة والحريات العامة في أطار قانوني وثيق ومحدد  ,ويتضمن مجموعة محدده من الحريات نظمها القانون وأعترف بها
أما مفهوم حقوق الانسان- الشائع - كمجموعة الحقوق الطبيعية التي يمتلكها الأنسان واللصيقة بطبيعته,والتي تظل باقية حتى لو لم يتم الأعتراف بها. أوأنتهكت من قبل سلطة أو نظام سياسي معين .وبهذا تكون حقوق الأنسان خارج أطار القانون للدولة أونظامها ويشمل كل ما تحتاجه الطبيعة الأنسانية ,من الحد الأدنى من الأمن المادي والحد الأدنى من الحماية الصحية والأجور والتعليم ,لكن أغلب هذه الأحتياجات لايمكن تأمينها الا عن طريق الدولة ومؤسساتها العامة . مثل الضمان الصحي والمدارس للتعليم , ومؤسسات الصحة ,وجميعها تحظى بأهتمام ورعاية المجتمع الدولي .
ويمكن تقسيم الحريات سواءاً كانت فردية أو جماعية الى الفئات التالية..1-الحريات البدنية و2- الحريات السياسية و3- الحريات الفكرية و4- والحريات والحقوق الأجتماعية - و5- الحريات الأقتصادية.
 
 وكان صدور الأعلان العالمي لحقوق الأنسان هو الأنجاز الفعال للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أقرته في 10كانون الأول1948 والذي الزمت بموجبه كل حكومات الدول الأعتراف والألتزام به وأحترامه, وأن الحكومات التي تقمع حرية الأنسان وتمنع حقوقه هي أنظمة حكومية متخلفة رجعية وجاهلة...لا تفقه الحياة .. وخارج الحضارة.؟
 
 
صادق الصافي - النرويج
sadikalsafy@yahoo.com
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق الصافي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/11



كتابة تعليق لموضوع : حقوق الأنسان... بين رمزية الأدعاء ومحنةالتطبيق .!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net