صفحة الكاتب : جواد العطار

النصر العسكري والاستثمار السياسي
جواد العطار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في ظل اجواء سياسية معقدة وازمة برلمانية خانقة تحقق النصر في الفلوجة ، رغم وجود اكثر من عامل سلبي كان ممكن ان يحول دون ذلك ومنه:
انقسام البرلمان الى فريقين وتنازع طرفيه الشرعية.
تفاقم التناحر السياسي حول التغيير الوزاري وحتى حول توقيت المعركة وطبيعة القوى المشاركة بها.
تصاعد التظاهرات المطالبة بالاصلاح والتي كانت تطرق وتقتحم ابواب قصر الحكومة والبرلمان في المنطقة الخضراء ولأكثر من مرة.
تعرض العاصمة بغداد لهجمات انتحارية ومفخخات ضربت اكثر أحياءها اكتظاظا بالسكان موقعة المئات من الضحايا الابرياء. 
في ظل هذه الاجواء انطلقت المعركة بين مؤيد ومعارض ومتحفظ وفي ظل انقسام توجهات المقاتلين المشاركين انفسهم وخلفياتهم المذهبية والإثنية. والسؤال: هل كانت معركة الفلوجة ضرورة عسكرية ملحة لحماية العاصمة بغداد من الاعتداءات الإرهابية المتكررة؟ والقضاء على اكبر بؤرة ارهابية في العراق.. ام انها كانت ضرورة سياسية مثلما يذهب البعض للهروب من انقسام البرلمان واختلاف السياسيين او لتغييب صوت ومطالب الشارع؟.
بين هذا وذاك ، فان المعركة نجحت بكافة المقاييس رغم كل الظروف والصعوبات ، بل واعطت دافعا معنويا قويا لفتح جبهات جديدة بعد انكسار المعقل الرئيسي للإرهاب في الفلوجة.. لكنها بحاجة الى استكمال صفحاتها في جانبين:
الاول - الجانب الميداني: ويتمثل في رعاية المقاتلين والاعتناء بالجرحى وتكريم الشهداء وإغاثة المدنيين واعادة النازحين وتوفير مستلزمات الاستقرار والحياة في المناطق المحررة من خدمات وبنى أساسية.
الثاني - الجانب السياسي: ويتمثل في تقديم السياسيين فرادى او مجتمعين لمبادئ الإيثار والتضحية بالمصالح الحزبية والفئوية والشخصية في معالجة الخلافات السياسية وبما يصب لصالح دعوة الحكومة الى: تمتين الجبهة الداخلية اولا؛ بالاتفاق على التغيير الوزاري الذي كان سبب الازمة السياسية. وبالاستجابة ثانيا؛ لمطالب الشعب المشروعة في الاصلاح الحقيقي. وثالثا؛ اعادة الاستقرار الى العاصمة بغداد الذي فقدته منذ تظاهرات آب من العام الماضي. ورابعا؛ رسم صورة جديدة لهيبة الدولة وسيادة القانون والالتزام بتطبيقه مغايرة لما ساد في الأشهر الماضية.
ان مسيرة النصر على الصعيدين الميداني والتغيير السياسي طويلة وتحتاج الى الصبر والتضحية ، اما آن الاوان للسياسيين الاقتداء بالمقاتلين والسير في ركب هذه المسيرة؟ وأما آن للبعض منهم قيادات ومسؤولين التوقف عن استثمار النصر العسكري المعمد بدماء الشهداء لغايات سياسية وانتخابية قد تفرغه؛ لا سامح الله؛ من محتواه!!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/25



كتابة تعليق لموضوع : النصر العسكري والاستثمار السياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net