بيوت التنك ... امام انظار الحكومة القادمة
محمد قاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بيوت التنك نراها اليوم في كل محافظة من محافظتنا العزيزة ايتها الحكومة العزيزة
اعمل في السلك التربوي والذي اخذ مني احلى ايام شبابي ... فكرت وحلمت كغيري من المتفكرين والحالمين والسارقين .. أن يكون لي بيت مثل ساعي الملك ( مراسل اصحاب السيادة ) مثل كل البشر .. انتبهت من احلامي ... ونسيت انني اعيش في العراق .
استبشرنا انا وزوجتي المصونة عندما تشكلت حكومة شيعية ذهبنا لصناديق الاقتراع حاملين بايدينا وردة والاخرى تركناها فارغة لتتلون باللون البنفسجي .. وانتظرنا ان يتكرم علينا من يتكرم وينصفنا ... لنجد ان من ترك العراق وذهب الى ليبيا او اليمن للتدريس قد اعتبر متضرر سياسيا وما اكثرهم ونحن من بقينا نستلم دولارين في الشهر لكوننا لانملك في وقتها اجرة الذهاب او الجواز او دفع رشوة للجلاوزة لكي نبقى نعاني من سوء التغذية ولنعمل في اي شيء لتوفير ابسط مقومات الحياة .... بقينا نتظور جوعا ليلا ونخيط حذاء ابو القاسم نهارا وانقضت تلك السنوات العجاف ....لانعرف كيف انقضت او كيف مرت لكن حينما اعود بتلك الذاكرة اجد ان لطف الله بنا كان كبيرا ( للطريفة هنا انه في زمن الطاغية قد وزعت لنا قوط بثمن مقداره 20 الف وراتبنا ثلاثة الاف ) ...
تشكلت حكومة الجعفري وقبلها علاوي ثم المالكي ... انتظرنا وانتظر غيرنا من ياتي وينصفنا ... تطلعنا الى الوجوه شاركنا بكل الانتخابات علقنا على ابواب بيوت التنك تلك الصور التي ندمنا على رؤيتها ... ثم فوجئنا بان الحكومة قد انتبهت لحالاتنا اخيرا وبدأت تفكر بنا نحن من نسمى بابناء الحكومة ... فقد اتفقت على انشاء مجمعات سكنية فارسلت الحكومة كتابا للبشرى ... تلقفنا الكتاب الذي ارسلته الحكومة وكانت الطامة الكبرى لنا فقد كان مبلغ الشقة التي لانعرف مكانها هل هي على القمر ام المريخ ام في صحراء الربع الخالي هذا اول نقطة في الكتاب ... ثم النقطة الثانية وهي على ان يقوم الذي يروم بالحصول على شقة ان يسدد ربع مبلغ شقة الاحلام وهي ( 50000 الف دولار امريكي ) وكاننا اصبحنا في الولاية الثالثة والخمسين او الثانية والخمسين لااعرف كم هي عدد الولايات الامريكية ونست هنا الحكومة او تناست انها تتعامل بالدينار العراقي وكان الاجدر ان تشجع على التعامل بعملتها الوطنية ... وكانت الحكومة ذكية في هذا الشيء حتى لايتفاجيء الموظف البسيط بالمبلغ عند تحويله الى العراقي ولا اريد ان اذكر الرقم .... ونسى من وضع هذه الشروط ان من يقوم يالاقتراض من اي مصرف فان المصرف يأخذ فوائد على هذا المبلغ فإلى جيوب من سوف تذهب تلك المبالغ ... والشرط الثالث ان يتسلم هذا الموظف الشقة بعد سنتين من توقيع العقد ..... ثم اتبعها شرطا اخر ان يتم التسديد لمدة خمسة سنوات وبحسبة بسيطة وبما ان راتبي هو 600 الف دينار ادفع منها 250 الف دينار لايجار سكني و75 الف دينار للمولدة الكهربائية و125 الف دينار كخط لنقل اولادي الى مدارسهم البعيدة و 100 الف دينار كمصروف يبقى من راتبي العزيز 50 الف دينار .. وبحساب بسيط وتقسيم المبلغ على الخمس سنوات فان المطلوب مني ان ادفع ما يقارب 350 الف دينار .
نعود الى بداية المقال وبيوت التنك ...
فيا ايتها الحكومة البطلة انتي تدفعينني لاسكن في بيوت من تنك
وساعلق على باب داري ( فردة من نعال عتيق ) خوفا من حسد الحكومة وجلاوزتها لبيتي ... وحتى لايفكر من يفكر ان يسلبني حقي في ان اعيش في بيوت التنك ...