الأكراد ودولتهم القومية
نبيل طامي محسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عادت من جديد تطرق مسامعنا دعوات أكراد العراق الى حق تقرير المصير وحق انشاء دولة كردية قومية تضم أجزاء من العراق وتركيا وأيران وسوريا ، وهذه الدعوات ليست حديثة عهد ولكنها بدأت تظهر مدى تبجح القادة الأكراد في العراق ومدى استهتارهم بالعراق وبدولته الساكته على كل الدعوات الكردية الفارغة من محتواها . ومن يتابع التصريحات التي تظهر بين الفينة والأخرى سواء من عراب القضية الكردية محمود عثمان أو من رئيس برلمان أقليم كردستان ( كركوكي ) أو حتى من قبل مسعود برزاني أو غيرهم من المسؤولين الأكراد الآخرين ، من يلاحظ هؤلاء جميعا سيرى أنهم دائمي الحديث عن حقهم في الأنفصال من الدولة العراقية متى شاءوا ومتى رغبوا في ذلك ، وهذه الدعوات والتهديدات لاتمثل سوى استخفافا بمن حولهم من الكتل السياسية الأخرى ، وهي لا ولن تكون مبنية على الحقيقة والواقع ، ولاتمثل سوى عملية ضغط على باقي لكتل للحصول على أكبر قدر من التنازلات ، فلو أردنا ان نستقريء الواقع المحيط بالدولة الكردية المزعومه ، سنجد أن أكراد العراق هم أكثر المنادين بتلك الدعوات ، وهذا الأمر مبني على فسحة الحرية التي أصبحوا يمتلكوها بعد سقوط النظام السابق وبعد ان أصبحوا قادة في حكومتهم المنبثقة من شمال العراق وفي الحكومة المركزية التي يصفونها جزافا بالحكومة الأتحادية أو الفدرالية .تراهم بدأوا يهددون بالأنفصال ويطالبون بحصص تزيد عن استحقاقهم ، وهم من كل ذلك عارفين بأنهم سيحصلون على مايشاؤون كونهم مستندين على قوة عظمى ـ هي أمريكا ـ وهي تدعمهم لاحبا بسواد عيونهم ، بل لكونها ترغب في ان تضع العراقيل أمام تشكيل حكومة عراقية قوية تدور بعيدا عن فلكها .وانا استغرب تلك الدعوات من أكراد العراق في وقت هم لايشكلون من بين أكراد دول الجوار الأخرى سوى نسبة قليلة ، فاذا استبعدنا أكراد سوريا والذين يقدر عددهم بمليوني كردي ، فاننا سنجد ان عدد أكراد أيران يصل الى سبعة ملايين بينما تبلغ النسبة الأكبر من الأكراد في تركيا حيث يقطن بها أكثر من عشرين مليون كردي ، وربما تشكل ضغوط أكراد تركيا جانبا لايستطيع أكراد العراق التخلص منه ، والدليل على ذلك هو أيوائهم للكثير من مقاتلي حزب العمل الكرستاني المنشقين عن حكومة تركيا . إزاء كل هذا العدد من أكراد الدول المجاورة مالذي يشكله أكراد العراق وماهي نسبة مشاركتهم في الحكومة التي ستنبثق عن الدولة الكردية المزعومه ، بالتأكيد ان ما سيحصلون عليه لايشكل سوى عشرين بالمئة مماهم ينعمون به الآن من خيرات ومن مكتسبات وتمثيلهم السياسي لن يكون في ظل تلك الدولة سوى تمثيلا هزيلا ، فهل ان السيد مسعود البرزاني على أستعداد للتخلي عن الفخفخة والسلطة التي يتمتع بها الآن وهل سيحضى جلال بما يحضى به الآن رئيسا لجمهورية العراق في وقت هو يرأس الحزب الثاني الكبير بين الأحزاب الكردية ، وهذا الأمر ينطبق على باقي الساسة الأكراد ، وهم ـ وأنا على يقين من ذلك ـ يعرفون هذا الأمر ولذا فهم لن يتخلوا عن العراق ، ولكن كل ما يقولوه الآن لايشكل سوى جعجعة من غير طحين ولايتفق مع أمر الواقع ، وما ذلك سوى ضغط من أجل الحصول على مزيد من المكتسبات .
nabyltamy@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
نبيل طامي محسن

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat