صفحة الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي

حقيقة التوكل في مدرسة أهل البيت✨
السيد ابراهيم سرور العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطاهرين، أما بعد؛الأمر بالتوكل:فإن التوكل على الله عبادة الصادقين، وسبيل المخلصين، أمر الله تعالى به أنبياءه المرسلين، وأولياءه المؤمنين، قال رب العالمين: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِير} وقال :{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} وأمر به المؤمنين:فقد قال الله تعالى في سبعة مواضع من القرآن :{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
 التوكل لغة هو الاعتماد والتفويض؛ فالتوكل على الله سبحانه هو الاعتماد عليه وتفويض الأمور إليه‏.‏ وهو فريضة يجب إخلاصه لله‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ {‏وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 23‏.‏‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {‏إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ‏} ‏[‏يونس‏:‏ 84‏.‏‏]‏؛ فجعل التوكل شرطًا للإيمان والإسلام، مما يدل على أهميته؛ فهو أجمع أنواع العبادة، وأعلى مقامات التوحيد وأعظمها وأجلها؛ لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة‏.‏ والتوكل على الله سبحانه يكون في جميع الأمور لا في بعض الأحوال‏.‏ وليس معنى التوكل على الله إهمال الأسباب؛ فإن الله أمر بالتوكل وأمر باتخاذ الأسباب، فقال تعالى‏:‏ {‏وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 60‏.‏‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {‏خُذُواْ حِذْرَكُمْ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 71‏.‏‏]‏، لكن لا يعتمد على الأسباب في حصول النتائج‏.
(فضيلة التوكل في روايات أهل البيت)
التوكل منزل من منازل السالكين ومقام من مقامات الموحدين، بل هو أفضل درجات الموقنين. ولذا ورد في مدحه وفضله وفي الترغيب فيه ما ورد من الكتاب والسنة، قال الله ـ تعالى ـ:
" وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ". وقال: " وعلى الله فليتوكل المؤمنون ". وقال: " إن الله يحب المتوكلين ". وقال: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه ". وقال: " ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم ".
أي عزيز لا يذل من استجار به، فلا يضع من لاذ بجنابه، وحكيم لا يقصر عن تدبير من توكل على تدبيره، وقال رسول الله (ص): " من انقطع إلى الله، كفاه الله كل مؤنة، ورزقه من حيث لا يحتسب. ومن انقطع إلى الدنيا، وكله الله إليها ". وقال (ص): " من سره ان يكون اغنى الناس، فليكن بما عند الله اوثق منه بما في يده ". وقال (ص): " لو انكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقتم كما ترزق الطيور، تغدو خماصاً وتروح بطانا ". وعن علي بن الحسين ـ عليهما السلام ـ قال: " خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط، فاتكأت عليه، فإذا رجل عليه ثوبان ابيضان ينظر في تجاه وجهي، ثم قال: يا علي بن الحسين! مالي أراك كئيباً حزيناً؟ أعلى الدنيا؟ فرزق الله حاضر للبر والفاجر. قلت: ما على هذا أحزن، وإنه لكما تقول. قال: فعلى الآخرة؟ فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر قادر. قلت: ما على هذا احزن، وإنه لكما تقول. فقال: مم حزنك؟ قلت: مما نتخوف من فتنة ابن الزبير وما فيه للناس. قال: فضحك، ثم قال: يا علي بن الحسين! هل رأيت أحداً دعا الله فلم يجبه؟ قلت: لا! قال: فهل رأيت أحداً توكل على الله فم يكفه؟ قلت: لا! قال: فهل رأيت أحداً سأل الله فلم يعطه؟ قلت: لا!... ثم غاب عني "، ولعل الرجل كان هو الخضر على نبينا وعليه السلام ـ. وقال الصادق (ع): " اوحى الله إلى داود: ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي، عرفت ذلك من نيته، ثم تكيده السماوات والارض ومن فيهن، إلا جعلت له المخرج من بينهن ". وقال (ع): " إن الغنى والعز يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكل اوطنا ". وقال (ع): " من أعطى ثلاثاً لا يمنع ثلاثاً: من أعطى الدعاء أعطي الاجابة، ومن اعطى الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطى التوكل اعطي الكفاية. ثم قال أتلوت كتاب الله ـ عز وجل ـ (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، وقال: (ولئن شكرتم لازيدنكم)، وقال: (ادعوني استجب لكم)؟ ". وقال (ع): " أيما عبد أقبل قبل ما يحب الله ـ تعالى ـ اقبل الله قبل ما يحب ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن اقبل على الله قبله وعصمه، لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فتشملهم بلية، كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية، أليس الله ـ تعالى ـ يقول: (إن المتقين في مقام امين)؟ ". وقال (ع): " ان الله ـ تعالى ـ يقول: وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي! لأقطعن امل كل مؤمل من الناس في غيري باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة عند الناس، ولا نحينه من قربي، ولأبعدنه من وصلي، أيؤمل غيري في الشدائد والشدائد بيدي ويرجو غيري؟ ويقرع بالفكر باب غيري، وبيدي مفاتيح الابواب وهي مغلقة؟ وبابي مفتوح لمن دعاني، فمن ذا الذي املني لنوائبه فقطعته دونها، ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني؟ جعلت آمال عبادي محفوظة، فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي، وأمرتهم إلا يغلقوا الابواب بيني وبين عبادي، فلم يثقوا بقولي، ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنه لا يملك كشفها أحد غيري إلا من بعد اذني؟ فما لي اراه لا هياً عني؟ اعطيته بجودي ما لم يسألني، ثم انتزعته عنه فلم يسألني رده، وسأل غيري، أفتراني أبداً بالعطاء قبل المسألة؟ ثم اسأل فلا اجيب سائلي؟ أبخيل أنا فيبخلني عبدي؟ أَوَ ليس الجود والكرم لي؟ أو ليس العفو والرحمة بيدي؟ أو لست انا محل الآمال؟ فمن يقطعها دوني؟ أفلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري؟ فلو أن أهل سماواتي واهل ارضي املوا جميعاً، ثم اعطيت كل واحد منهم مثل ما امل الجميع، ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة، وكيف ينقص ملك انا قيمه؟ فيا بؤساً للقانطين من رحمتي! ويا بؤساً لمن عصاني ولم يراقبني! "
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر (رحمه الله ): يا أبا ذر ان سرك أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، وان سرك أن تكون أكرم الناس فاتق الله، وان سرك أن تكون أغنى الناس فكن بما في يد الله عز وجل أوثق منك بما في يديك. يا أباذر لو ان الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا). فالتوكل والتفويض والرضا والتسليم من عظيم أركان الايمان، والآيات والأخبار في فضل هذه الخصال لا تعد ولا تحصى، كما روي عن أبي عبد الله (ع) انه قال: رأس طاعة الله الصبر والرضا عن الله فيما أحب العبد أو كره ، ولا يرضى عبد من الله فيما أحب أو كره الا كان خيرا له فيما أحب أو كره. وقال (ع): ان أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجل.وروي عن أبي جعفر الباقر (ع) انه قال: أحق خلق الله أن يسلم لما قضى الله عز وجل ، من عرف الله عز وجل ، ومن رضى بالقضاء أتى عليه القضاء وعظم الله أجره ، ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره .وروي بسند معتبر عن رسول الله (ص) انه قال : قال الله جل جلاله : يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك ولا تعلمني ما يصلحك.وروي بسند معتبر عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ان الغنى والعز يجولان فاذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا .وروي عن أمير المؤمنين (ع) انه قال : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى بن عمران (ع) خرج يقتبس لأهله نارا فكلمه الله عز وجل فرجع نبيا ، وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان ، وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون فرجعوا مؤمنين.وقال (ع): كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له: يا بني ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق ان الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره، وآتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة، ان الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة.أما أول ذلك فانه كان في رحم أمه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد، ثم أخرجه من ذلك وأجرى له رزقا من لبن أمه يكفيه به ويربيه وينعشه من غير حول به ولا قوة.ثم فطم من ذلك فأجرى له رزقا من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما لا يملكان غير ذلك حتى انهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة حتى اذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره، وظن الظنون بربه، وجحد الحقوق في ماله، وقتر على نفسه وعياله مخافة اقتار رزق، وسوء يقين بالخلف من الله تبارك وتعالى في العاجل والاجل ، فبئس العبد هذا يا بني .ان الأحاديث في فضل هذه الخصال الحميدة والتحريض والترغيب نحوها كثيرة، ولابد من تبيين مجمل من معانيها .فاعلم ان التوكل هو أن يفوض الانسان أموره إلى الله تعالى ويرجو منه الخيرات ودفع الشرور، وليعلم ان كل ما يكون فإنما هو بتقدير الله تعالى، ولو شاء الله نفع شخص لن يتمكن أحد دفع هذا النفع عنه ، ولو منع عنك خيرا فلو اتفق جميع العالم على ايصاله لك لما تمكنوا، ومعنى التفويض يقرب عن هذا أيضا.فلابد حينئذ أن ييأس الانسان عما في أيدي المخلوقين، ولا يختار رضاهم على رضى الله تعالى، ولا يعتمد في جميع الأمور على نفسه وعلى غيره، وليكن جل اعتماده على الله سبحانه ، وهذا من أعلى مراتب التوحيد حيث يجعل القدرة والتصرف والتدبير خاصا بالله ، وان قدرة المخلوقين مقهورة بقدرته.وسئل الرضا (ع) عن معنى التوكل، فقال: أن لا تخاف مع الله أحدا.رضا بالقضاء انه بعد التوكل على الله ، والعلم بأن أعماله مطابقة لما أمر الله فكلما حدث من الابتلاءات والمحن لابد أن يكون على يقين من وجود الخير والصلاح فيه لحدوثه بتقدير الله، وهو تعالى قادر على دفعه ولم يكن ظالما حتى يريد ظلم الانسان، ولم يكن بخيلا بأن لا يريد وصول الخير إلى الانسان.ولم يكن جاهلا حتى يخفى عليه مصلحة عبده ، وليس بعاجز عن ايصال ما هو خير له إليه ، فكمال الايمان بهذه الصفات الكمالية الالهية يقتضي الرضا من صميم القلب بما يصل إليه من قبل الله تعالى، ولا يجزع ولا يشتكي ، وليعلم انه عين الخير والصلاح .ومن الواضح ان معنى التوكل ليس هو بالجلوس في الدار واغلاق الباب وترك العمل والكسب بحجة توكلك على الله ، بل التوكل أن تسعى فيما أمره الله ، وتطيع ما قاله، وتعمل بقدر ما أمرك به ، ولا تطلب الحرام ، ولا تترك الواجبات والمستحبات، ولا تجمع أكثر من الضرورة حرصا، مع الالتفات إلى أن ذلك من الله فلا تعتمد على سعيك وكسبك.واعلم بأن الله يقدر على تأييد عينك وأذنك ولسانك ويدك ورجلك وعقلك وروحك وسائر قواك وأعضائك ، فسعيك هذا بأسباب الله وتوفيقه.واعلم ان الله لو لم يهدك إلى ما هو في نفعك لكنت أعجز الناس ، ولتكن على يقين بأن المشتري الذي يأتيك انما قدر مجيئه إليك الرازق الحقيقي قبل خلقك بآلاف السنين ، وجعل مقدارا من رزقك منه ، فلو لم تذهب إلى محل كسبك لما وصل هذا الرزق إليك ، وحتى بعد ذهابك إلى محل كسبك فلو لم يرد الله لما أتاك مشتر قط ، ولو لم يقذف الله في قلب ذلك الرجل لما مد يده إلى كيسه ، ولما أعطاك دينارا.
(درجات التوكل)
للتوكل في الضعف والقوة ثلاث درجات:
 
الأولى ـ أن يكون حاله في حق الله والثقة بعنايته وكفالته كحاله بالثقة بالوكيل، وهذه اضعف الدرجات، ويكثر وقوعها ويدوم مدة مديدة، ولا ينافي اصل التدبير والاختيار، بل ربما زاول كثيراً من التدبيرات بسعيه واختياره. نعم ينافي بعض التدبيرات، كالتوكل على وكيله في الخصومة، فانه يترك تدبيره من غير جهة الوكيل، ولكن لا يترك الذي اشار إليه وكيله، ولا التدبير الذي عرفه من عادته وسنته دون تصريح اشارته.
 
الثانية ـ أن تكون حاله مع الله كحال الطفل مع امه، فانه لا يعرف غيرها، ولا يفزع إلا إليها، ولا يعتمد إلا عليها. فان رآها تعلق في كل حال بذيلها، وان ورد عليه أمر في غيبتها كان اول سابق لسانه يا اماه!. والفرق بين هذا وسابقه، ان هذا متوكل قد فنى في موكله عن توكله، أي ليس يلتفت قلبه إلى التوكل، بل التفاته إنما هو إلى المتوكل عليه فقط، فلا مجال في قلبه لغير المتوكل عليه. وأما الأول فتوكل بالكسب والتكلف، وليس فانيا عن توكله، أي له التفات إلى توكله، وذلك شغل صارف عن ملاحظة المتوكل عليه وحده. وهذا أقل وقوعاً ودواماً من الأول، إذ حصوله إنما هو للخواص، وغاية دوامه أن يدوم يوماً أو يومين، وينافي التدبيرات، إلا تدبير الفزع إلى الله بالدعاء والانتهال، كتدبير الطفل في التعلق بامه فقط.
 
الثالثة ـ وهي اعلى الدرجات، أن يكون بين يدي الله في حركاته وسكناته مثل الميت بين يدي الغاسل، بأن يرى نفسه ميتاً، وتحركه القدرة الازلية كما يحرك الغاسل الميت. وهو الذي قويت نفسه، ونال الدرجة الثالثة من التوحيد. والفرق بينه وبين الثاني، أن الثاني لا يترك الدعاء والتضرع كما ان الصبي يفزع إلى امه، ويصيح ويتعلق بذيلها، ويعدو خلفها، وهذا ربما يترك الدعاء والسؤال ثقة بكرمه وعنايته، فهذا مثال صبي علم أنه إن لم يرص بامه فالأم تطلبه، وإن لم يتعلق بذيلها فهي تحمله، وإن لم يسأل اللبن فهي تسقيه. ومن هذا القسم توكل إبراهيم الخليل (ص) لما وضع في المنجنيق ليرمى به إلى النار، واشار إليه روح الامين بسؤال النجاة والاستخلاص من الله ـ سبحانه ـ فقال: " حسبي من سؤالي علمه بحالي ". وهذا نادر الوقوع، عزيز الوجود، فهو مرتبة الصديقين، وإذا وجد فدوامه لا يزيد على صفرة الوجل، أو حمرة الخجل، وهو ينافي التدبيرات ما دام باقياً، إذ يكون صاحبه كالمبهوت. ثم، توكل العبد على الله قد يكون في جميع اموره، وقد يكون في بعضها. وتختلف درجات ذلك بحسب كثرة الأمور المتوكل فيها وقلتها. وقال الكاظم (ع) في قوله ـ عز وجل ـ:
 
" ومن يتوكل على الله فهو حسبه ".
 
" التوكل على الله درجات، منها أن تتوكل على الله في امورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضيا، تعلم انه لا يألوك خيراً وفضلاً، وتعلم ان الحكم في ذلك له، فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه، وثق به فيها وفي غيرها ". ولعل سائر درجات التوكل أن يتوكل على الله في بعض اموره دون بعض، وتعدد الدرجات حينئذ بحسب كثرة الأمور المتوكل فيها وقلتها.
       والحمد لله رب العالمين‏

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابراهيم سرور العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/03



كتابة تعليق لموضوع : حقيقة التوكل في مدرسة أهل البيت✨
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net