الرحمة والألفة يا أحبائي هي نجاح الدارين!!
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
دور الوازع الديني في المحافظة عل الأخلاق الفاضلة.
الجاهلية وصور من خلوها من الرحمة الإنسانية.
بعثة النبي لتمام مكارم الأخلاق
رحمة رسول الله بأمته.
الراحمون يرحمهم الرحمن.
والحقيقة أن اليوم كثرة السرقات والاعتداء على حقوق الآخرين والسرقة يا أخواتي وأخواتي والسرقة حرام وعليها عقوبة وخيمة
(السرقة حرمتها وخطورتها على الفرد والمجتمع)، وقال إن السرقة آفة من الآفات الظاهرة في المجتمع وهي تعد من التعدي على حقوق الغير والاعتداء عليها. وذكر أن الله سبحانه وتعالى خلق المال بجميع أشكاله وسيلة للتملك وقضاء الحاجات والمال كما هو معروف عصب الحياة به تقضى الحاجات وبه مصالح الدنيا والدين وفيه كذلك تشبع الغرائز من مأكل ومشرب وملبس ومركب ومنكح وغير ذلك كما أنه كذلك وسيلة للوقوع في الكثير من الرذائل وارتكاب المحرمات وقد يجر إلى المهالك فيه سعادة الخلق وشقائهم، كما أن المال بالنسبة للأمم وسيلة للتقدم والتطور والتحضّر وتقوي به حياتها الاقتصادية والسياسية، وغير ذلك من شؤون الدولة ولذلك حث الله سبحانه وتعالى على المحافظة على المال وعدم إسرافه وتضييعه ومن محاسن الشريعة الإسلامية الحث على تكثير المال وزيادته من الطرق المشروعة وقد حرَّم الله سبحانه الاعتداء على أموال الآخرين بأي وجه من الوجوه ومن الطرق المحرمة لاكتساب المال السرقة.
فالسرقة محرمة في كتاب الله وسنته وفي إجماع المسلمين والسرقة في اللغة مصدر الفعل سرق ويدل على أخذ مال ليس له عن طريق الخفاء والستر والسرقة في الاصطلاح هي أخذ مال مشترط وإخراجه من سر مثله لا شبهة له فيه على طريقة الاكتفاء من مالكه أو ذلك والسرقة ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، وأكد الله سبحانه وتعالى على بلوغها حد شرعياً واضحاً ونفر منها وبشّعها في نفوس الناس، فمن سرق فإنه تقطع يده جزاء ما عمل وهذا حكم العليم العزيز.
وأوضح أن السرقة كبيرة من كبائر الذنوب وقد أجمع المسلمون على أن السرقة محرمة وهي من أكل أموال الناس بالباطل فيجب قطع يد السارق إذا تواصلت السروق وإذا ثبت على السارق أموراً شرعية وكان مكلفاً فإنه يجب إقامة حد السارق عليه بقطع يده اليمنى من مفصل الكف وهو تشريع من عزيز حكيم تصان به الأموال ويستتب به الأمن ويأمن الناس على أموالهم ويحصل به الردع للمجرمين ومن ضعفت نفوسهم فالأحكام والحدود كلها نعمة ورحمة فالحدود إذا أقيمت نعمة ورحمة، ونحن ولله الحمد في هذا البلد المبارك تقام فيه حدود الله لذلك حصل الأمن والاستقرار.
رحمة النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه مني عليهم السلام بالبهائم.
لقد تجلت رحمة المصطفى بالخلق، فتعدت نطاق البشرية إلى نطاق الحيوانات العجماوات، فلقد دخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل، فلما رأى النبيَ حن الجمل وذرفت عيناه؛ فأتاه رسول الله فمسح ذفراه فسكت، فقال: ((من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟)) فجاءه فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله فقال له : ((أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتدئبُه)) [رواه أبو داود] .
حين تغيب الرحمة تعيش البشرية حياة الذئاب.
أيها الأحبة والأخوة والأبناء والنسوة والبنات، بتجلى خلق الرحمة في ذات المصطفى عالج محو الجاهلية، وقطع ظلالها بأنوار الرحمة والعطف، فكفكف من نزوات الجاهلية وقسوة قلوبها، وأقام أركان المجتمع، على دعائم الرحمة والشفقة وحسن التخلق، واستنشاق النفنف[12] من محاسن الشريعة. وإن كمال العلم في الرحمة، ولين الكلام مفتاح القلوب، يستطيع المسلم من خلاله، أن يعالج أمراض النفوس، وهو مطمئن القلب، رخي البال، وإلا انفض الناس من حوله، فعاشوا جهالا وماتوا جهالا، وذلك هو الشقاء، وهو سببه وعلته .
الأحبة أن في طوايا الظلام، تدرس الأخلاق كما يدرس وشي الثوب، بلهَ ما كان في الصالحين المخلصين، لقد طغى طوفان المادة الجافة، فأغرق جسوم الرحمة إلا ما انملص منه، ولقد بدت نواعير الحياة عند البعض: (إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، وإن لم تجهل يجهل عليك، وإن لم تتغدى بزيد تعشى بك) بل لقد صور العالم لدى البعض، أنه دنيا فسيحة، يحدها من الشرق الرغيف، ومن الغرب الدينار، ومن الشمال الجاه، ومن الجنوب الشيطان .
أخوتي وأخواتي
لقد رجعت بعض النفوس منداة الجسم بعرق القسوة والغلظة، وإذا تندت الجسوم، وجب نزع المبلول، وإلا فهي العلة ما منها بد، وهي شاغلة النفوس .
ما أشده مضضا ما تعانيه الأمة الإسلامية اليوم! إن أمرها ليذهب فرطا، وإن الغفلة قد بلغت من الناس مبلغ من يظن أنه حي في الحياة، فلا تجد إلا قلبا وصدرا وحرا، ولسانا ولقا ينصنص، إلا من عصم ربي، وقليل ما هم .
لقد مضى عهد السلف الصالح، فسخفت الحياة من بعدهم، وصاروا ككتب قد انطوت على حقائقها، وختمت كما وضعت، لا يستطيع أحد أن يخرج للناس من حقيقتهم نصف حقيقة، ولا شبه حقيقة، ولا تزويرا على حقيقة، إنما هي لا غير، الحقائق كلها قد اكتنفوها. ولقد أثبتوا بتجلي الرحمة في قلوبهم، بأنه ليس في نفوسهم وطباعهم إلا الإخلاص، وإن كان حرمانا إلا المذق، وإلا المروءة، وإن كانت مشقة، وإلا محبة الصادقين وإن كانت ألما، وإلا الجد وإن كان عناء، وإلا القناعة وإن كانت فقرا .
إن من النجاة الفكر في البلاء، والتنطس في الأمور، وإذا نبهت العزيمة تغلغل أثرها في البدن كله، فيكون علاجا يحدث به النشاط، ويرهف منه الطبع، وتجم عليه النفس، وإن هذا لهو الدواء إذا استشرى الداء، وهو النصر حين تخذل القوة .
إن النفس ينبغي أن تَعْنَتَ بعد كل كمال فيما هو أكمل منه، وبعد المهاه فيما هو الإحسان، تستحث من كل هجعة راحة بفجر نصب جديد .
ولو أدرك المسلم أن أول حق للمسلمين عليه، أن يحمل في نفسه معنى الناس، لا معنى نفسه، لعلم أن من فاق الناس بنفسه الكبيرة دون تميس، كانت عظمته في أن يفوق نفسه الكبيرة .
إن الناس أحرار، متى حكمتهم معاني الرحمة والشفقة، والتواد والتعاطف، تحت ظل الإسلام الوارف، قال : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) [رواه مسلم] .
وبذلك كله يتصل ما بين العظيم والسوقة، وما بين الغني والفقير، اتصال الرحمة في كل شيء، أما ربط الرحمة والتراحم بالدينار والدرهم، في مقابل استبعاد تلك المعاني الحيوية، التي ينبغي أن تسود المجتمع، فهو المائج بالحياة بعضها في بعض، وهو الذي يقلب الموازين، ويجعل الصحيح والفاسد، في ملك الإنسان لا في عمله، وتكون المنفعة الذاتية، هي الآمر الناهي، فيرى كل إنسان كأنما ديناره ودرهمه، أكبر قيمة من دينار الآخر ودرهمه، فإذا أعطى نقص فغش، وإذا استنض زاد فسرق، ويتعامل الناس في التعاطف والتراحم على أساس من المعدة لا من الروح، وتكون يقظة التاجر من غفلة الشاري .
فإذا عظمت الأمة الدينار والدرهم، فإنما تمزمز النفاق والطمع والقسوة، وإنما هيبة الإسلام في الرحمة بالنفس لا بالمال، وفي بذل الحياة، لا في المعك فيها، وفي أخلاق الروح، لا في أخلاق اليد، وفي وضع حدود الفضائل بين الناس، لا في وضع حدود الدراهم، وفي جعل أول الثروة الرحمة والشفقة، لا الذهب والفضة، هذا هو الإسلام الذي غلب الأمم؛ لأنه قبل ذلك غلب المطيطاء، والقسوة والجشع .
والسلف الصالح خير من ترجم معاني الرحمة إبَّان عيشهم، فها هو الصديق أبو الصديقة، خليفة رسول الله ، وثاني اثنين إذ هما في الغار، الذي جبل نفسه على الرحمة والتراحم، منذ نعومة أظفاره، وما سمي بالعتيق، إلا لكثرة ما يعتق من العبيد رحمة بهم، وإنقاذا لهم من سطوة غلاظ الأكباد وشرار الخلق، كان يتعهد امرأة عمياء في المدينة، يقضي لها أشغالها سرا، إبان خلافته للمسلمين، كما أنه كان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع بالخلافة، قالت جارية منهم: الآن لا يحلب لنا منائح دارنا. فسمعها فقال: بلى لأحلبنها لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه .
ولقد بلغت الرحمة مجلاة أوج صورها، في الخليفة الفاروق ، الذي بلغ من القسوة والغلظة في جاهليته أعظمها، فلما ذاق طعم الإيمان، انقلبت نفسه رأسا على عقب، وكأنه لم يكن قط قاسي النفس، غليظ القلب، فلما ولي الخلافة، خطب الناس مطمئنا لهم قائلا :
(اعلموا أن تلك الشدة قد أضعفت، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين، فأما أهل السلامة والدين والقصد فأنا ألين لهم من بعضهم لبعض، ولست أدع أحدا يظلم أحدا، أو يعتدي عليه، حتى أضع خده وأضع قدمي على الخد الآخر حتى يذعن للحق، وإني بعد شدتي تلك، أضع خدي على الأرض لأهل العفاف وأهل الكفاف)، فرحم الله عمر الفاروق ورضي عنه وعن الصحابة أجمعين .
فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن المرء المسلم، مطالب بالرحمة والتراحم بما استطاع من تحلم وتصبر، وعليه أن يترفق أولا في أهله، وثانيا في رعيته وجيرانه ومواطنيه وموظفيه، فلا يكون عونا لزوجته على النشوز، ولا لأبنائه على العقوق، ولا لجيرانه على الإساءة، ولا لرعيته على التمرد، ولا للناس كافة على هجره ومباغضته .
واعملوا بمثل قول المصطفى : ((إن من إجلال الله ـ تعالى ـ، إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن، غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) [رواه أبو داود][15]. وحذارِ من الوقوع فيما حذر منه المصطفى بقوله: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)) [رواه أبو داود]
وكونوا رحماء بينكم وأن الرحمة مشتقة من اسم ربنا غفور رحيم والرحمة يا أحبتي أختصرها ,,
الرحمة صفه كريمة كتبها الله على نفسه، وهو أرحم الراحمين.. ووضعها في عبيده، حتى تستقيم أمورهم، وتتآلف قلوبهم.. فلا مشاعر بدون الرحمة : (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ).
الزيارة يا أحبه
زر السجن مرة في العمر، لتعرف فضل الله عليك في الحرية .
وزر المحكمة مرة في العام، لتعرف فضل الله عليك في حسن الخلق .
وزر المستشفى مرة في الشهر، لتعرف فضل الله عليك في الصحة والمرض .
وزر الحديقة مرة في الأسبوع، لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة .
وزر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل
وزر ربك كل آن، لتعرف فضله عليك في نعم الحياة .
السعادة يا أحبه
سر كبير عجز عن حله الكثير.. هناك من يراه بالمال تتحقق.. وهناك من يراها بالجمال تتحقق.. والكثير ممن يراها بالمنصب، بالجاه، بالعلم.. إلا أنني أراها ستتحقق بجميع ما ذكرت، إذا كانت بالدين .
الشكر يا أحبه
ما اجمل أن تشكر من يسديك خدمة الشكر الذي يستحقه ..
وما أجمل أن لا تنتظر شكرا من أحد على خدمة ما ..
وما أجمل أن تشكر غيرك، بحسن معاملتك له، وصدق مشاعرك ..
وما أجمل أن تشكر الله على ما وهبك من نعم، الكثير غيرك محروم منها .
الصفح يا أحبه
إنها من الصفات التي ندرت في وقتنا الحالي.. فما أجمل العفو والصفح للمسيئين.. إلا أن الكثير استبدلها بالانتقام، قال تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ).
على كل حال كونوا رحماء بينكم سوف يرزقكم الله خير الدنيا والآخرة ويداً بيد للتعاون والتآخي وحب الخير وبناء الأوطان وأن هؤلاء الذين يدعمون العدو والاستعمار سوف يهلكم الله في دار الدنيا وفي الآخرة عذاب ألم وفي البرزخ تتعذب أرواحهم كل ثالثة والله على وعده ووعد الله حق والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سيد صباح بهباني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat