صفحة الكاتب : علي فضل الله الزبيدي

البرلمانيون المعتصمون.. ستحرجون بقرار المحكمة الإتحادية!
علي فضل الله الزبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ظل البرلمان العراقي، أثناء ولاية المالكي الثانية، شبه معطل، وهذا ما انعكس سلبا"، على أداء الحكومة بكل مفاصلها، فضعف الدور التشريعي، وغياب الجانب الرقابي، للسلطة التشريعية، كان السبب الرئيس، في تفش كثير من الأمراض، في جسد الدولة العراقية، نلمس ذلك جليا"، في ضعف أداء المؤسسة الحكومية، في تلك الفترة، واستمرت أثاره السلبية لهذه لمرحلة، مع العلم إن واردات العراق النفطية، من عام 2011 إلى نهاية عام 2014 بلغت قرابة350 مليار دولار، ولكنها ذهبت أدراج الرياح.                     
 
إن تشريع أي قانون، يمر عبر قناة البرلمان، ولأن عمل الدولة، مرتبط بسن القوانين وتشريعها، فالأحرى بكل غيور، أن يفعل دور البرلمان، من هنا تبرز أهمية السلطة التشريعية، كونها تمثل العمود الفقري للعملية السياسية، ولكن أن نرى جمع من البرلمانيين، يساهمون بشل هذه المؤسسة الحيوية، بحجة الإصلاح، فهذه جريمة كبرى، سببتها المصالح الحزبية والشخصية، أي إصلاح عطل عمل البرلمان، لشهرين متتابعين، وأربك العملية السياسية، وساهم في تذمر الشارع العراقي، من الأداء الحكومي.
 
إن جبهة الإصلاح المزمع تشكيلها، داخل البرلمان العراقي، إدعت إنها تريد، من خلال إقالة هيئة الرئاسة،تصحيح مسار العملية السياسية، والقضاء على المحاصصة، مع العلم إن المحاصصة تعني، القاسم الإنتخابي، وهي ليست عيب أو مشكلة، بينما نقطة ضعف الوضع السياسي العراقي، هو عدم وجود أغلبية سياسية، لقد كان البرلمانيون المعتصمين، السبب الرئيسي في شل عمل السلطة التشريعية، دون وجه حق، فالمادة  11 في النظام الداخلي لمجلس النواب، التي إستند عليها المعتصمين، تعني بتنظيم الجلسة البرلمانية، ولا تجيز إقالة رئاسة البرلمان.
 
على أثر تلك الجلسة، أصبح البرلمان نصفان غير متساويان، ورغم كل التحركات، لردم هذا الصدع الكبير، الذي أصاب السلطة التشريعية، إلا إن دعاة جبهة الإعتصام، ومن خلال قناني الماء التي رميت، من بعض برلمانيهم، على هيئة الرئاسة، ورئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى أن البعض الاخر، كان يطبل على أثاث قاعة البرلمان، في منظر غير حضاري، أصر المعتصمون، على مقاطعة جلسات البرلمان، إلى أن إنتهى الأمر، بالركون للمحكمة الإتحادية، لتقرر مدى شرعية، جلسة المعتصمين من عدمها، في إقالة هيئة الرئاسة.
 
نأتي للمحكمة الإتحادية، وفي حال قررت، شرعية إقالة هيئة الرئاسة، سوف يكون المعتصمون، ملزمين بواجب أخلاقي، قطعوه على أنفسهم، بالقضاء على المحاصصة، فهل يتم إختيار رئيس مجلس نواب؟ من التحالف الوطني، أو من الأكراد، أو المسيح أو التركمان، وإلا! فهم كاذبون، بما ألزموا أنفسهم فيه، أما في حال قررت المحكمة الإتحادية، عدم شرعية جلسة المعتصمين، كونها لم تطابق الطرق الدستورية والقانونية، وهذا سبب متوقع، أو لعدم إكتمال النصاب، وفي حال كون الرفض، مبني على هذا السبب، يكون البرلمانيون المعتصمين، قد إستخدموا الغش والتدليس، لإيهام المحكمة والرأي العام.
 
ولو عدنا لقانون العقوبات العراقي رقم111 لسنة 1969، وتحديدا" المادة 250، تعاقب الموظف أو المكلف بخدمة،   الذي يريد أن يضلل القضاء، أو أي سلطة عامة، بالسجن مدة لا تزيد على السبع سنوات، فما بالك رجال البرلمان الذين، أقسموا بالله على حفظ الأمانة، وهم رأس السلطة التشريعية، تسببوا بتعطيل البرلمان قرابة الشهرين، وشل حركة الدولة، مع العلم إننا نخوض حرب ضروس، مع مجاميع مجرمة تكفيرية، والأولى توحيد الجهود، لمحاربة الإرهاب والإرهابين، طريق شائك وضعوا المعتصمون أنفسهم فيه، أضر الشعب ولن ينفعه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فضل الله الزبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/02



كتابة تعليق لموضوع : البرلمانيون المعتصمون.. ستحرجون بقرار المحكمة الإتحادية!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2016/06/03 .

اهلا بالغالي ابو امنه
كيف فاتك اخي العزيز ان تسمي شخوص امثال مشعان الجبوري وهيثم الجبوري وياسر عبد صخيل وخلف عبد الصمد وعدنان الاسدي والرفيقات حنونه وعواطف ورحاب ومن على شاكلتهم بالمعتصمين
كان الاجدر ان نسميهم النواب المشاغبين الذين فعلوا مسرحيتهم بتحريض من المجرم حاكم الزاملي وكتله مقتدى وبعد ان ضحكوا عليهم وورطوهم انسحبوا مثل الخراف بامر من مقتدى
الامر لايحتاج للمحكمه وانما هو امر دبر بليل القصد منه تعريض البرلمان للاستهزاء والرسم منذ الان للانتخابات المقبله فانا اتوقع سيقوم الدواب المشاغبون باتخاذ شعار نحن الذين اعتصمنا من اجلكم شعارا في حملاتهم القادمه
نعم كانت الاسماء التي قدمت لاقاله رئاسه البرلمان 173 اسم والطلب يختلف عن التصويت وعلى وفق الايه الكريمه في سوره يوسف بسم الله الرحمن الرحيم وشهد شاهد من اهلها صدق الله العلي العظيم حيث شهد احد الدواب المعتصمين وهو جاسم محمد عبد جعفر من على قناة دجله ان الذين صوتوا على الاقاله 130 عضو فقط
السؤال كيف نزل سهم الوطنيه والشرف على مشعان وحنان وغيرهم واصبحوا يطالبون بالاصلاح وبكتله عابره للطائفيه هل كانت حنونه تسكت لو تم رمي محتال العصر والمغرب بقناني الماء ام ستقيم الدنيا ولم تقعدها
ان مايفرح القلب ان لعبه ومسرحيه النواب المشاغبين مفضوحه امام الجمهور الواعي وحتى لعبه مقتدى باقتحام البرلمان مفضوحه وقد ارتدت عليهم
سواء حكمت المحكمه ام لم تحكم سيبقون يوشوشون ويولولون ويتباكون على عراق دمره نوري ومجموعه المشاغبين مع مجموعه مقتدي
كنا في الجيش العراقي السابق وكان في احدى الوحدات ضابط اداري مشهور بالسرقات والتزوير والاحتيال
في يوم من الايام دخل قائد الفرقه يفتش المستودعات الاداريه لهذا الضابط
فوجد الضابط كاتب شعارات على المستودعات عنوانها شعارنا الاخلاص النزاهه الامانه
قائد الفرقه ضحك ضحك شديد استفسر منه الضابط عن سبب الضحك قال له ابني اخر واحد بالعراق يكتب هذه الشعارات هو انت
وانا اقول اخر واحد يطالب بالاصلاح في العراق مشعان وجوقته وحنونه ودلالاتها وبائعات القيمر التي اتت بهن كوتة همام حمودي فبفضل الكوتا التي جلبها لنا همام حمودي دخلت البرلمان الدلالات وبائعات القيمر
فانا لله وانا اليه راجعون




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net