استعدادا لشهر الفضائل عن ماذا سنصوم ..؟
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ماجد اسد

هناك حكمة تقول : في العاصمة ينسَ المرء كبريائه ، و في لحظات الخوف ينسَ الناس الحقد و الغيرة والحسد ، وفي اوقات الشدائد يتجاهل الناس الضلم والقسوة والحرب ... اما في فترات جمع المال حد الهوس فأن غالبية الناس يغفلون تلك العلامات لان الاخير اي الهوس يجمع المال يفسد نصف الحياة في ما انفاقه يفسد النصف الاخر منها !
كلمات ...! و من لا يقرأ - رغم اننا امة دستورها يبدأ بالمعرفة اقرأ - للاسف لا تعنيه تجارب الشعوب و الاخرين من معضلات وكوارث ... و ها هو رمضان يقترب و بعضنا هو الذي يقترب منه ومع تزايد درجات الحرارة و مع ما لا يحتمل من مشاهد المواجهات اليومية في جبهاتنا القتالية نقول استعداداً لشهر الفضائل ان هناك الملايين يعيشون حياتهم اليومية ليس في مواجهة الفقر ونقص الخدمات الاساسية للحياة و الحرمان من التعليم والصحة و التهجير القسري فحسب ، بل ومن القتل بمختلف اشكاله واسبابه .
فهل سيكون رمضان الكريم دعوة الى التذكر و التذكير ام دعوة الى نسيان ما الت اليه الفتن و التنابز بالالقاب و الاستنجاد بالاجنبي و سفك دماء الابرياء و هدر الموارد و تعميق الكراهية بين مكونات هذا الشعب ، ام دعوة لتذكر معانات الملايين - اخواننا بالخلق واخوتنا في المصير و اخوتنا في الانسانية - و هم يتعرضون لحالات فاقت قدرات الانسان على التحمل من الجوع و من الحر ومن البرد وهم يتعرضون الى التهجير القسري من بيوتهم ...؟
الا يحق لنا في شهر رمضان ان ندرك ان النيران المشتعلة هنا وهناك ستزحف لتحرق كل يد اشعلتها و كل يد لم تسهم بأخمادها بل بالجميع بلا استثناء ...؟
رمضان الكريم الذي يطهر القلوب و ينقي السرائر يجدر ان يكون مناسبة تحدد عن ماذا نصوم قبل ان نمتنع عن تناول الطعام .
اليست مواجهة الفساد و الفتن و العنف و هدم البيوت على رؤوس النساء و الاطفال و الشيوخ والقتل العشوائي للآمنين وزيادة اعداد الايتام و الثكالا و الارامل و المعاقين ، و هدر اموال الشعب تستحق ان تكون فاتحة للصيام في اعز الشهور في شهر القرأن شهر الرحمة ....؟
العراق - بغداد
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat