للشعر العموديّ رحابٌ واسعة في فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالمي..
احتوى منهاج مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالمي الثاني عشر الجارية فعالياته حالياً برعاية العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية العديد من الفعاليات الثقافية والفكرية التي تُخاطب فئاتٍ عديدة، ومن تلك الفعاليات أمسيةٌ للشعر العموديّ حيث أُفردت له فعاليةٌ واحدة خاصّة به، واحتضنت قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة هذه الأمسية الشعرية التي صدحت بها حناجرُ شعراء من داخل وخارج العراق، وقد جاءت متزامنةً مع ذكرى مولد قمر العشيرة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
استُهِلَّت هذه الأمسية بقراءة آيات مباركاتٍ من الذكر الحكيم رتّلها القارئ السيد هاشم السندي, بعدها أتى دور الشعراء لارتقاء المنصّة واحداً تلو الآخر، حيث افتَتَحَ قراءات الأمسية سماحة السيد محمد رضا شرف الدين من لبنان, تلاه الشاعر معن غالب سباح من محافظة الديوانية, ثمّ الشاعر رضا السيد جعفر من محافظة صلاح الدين/ قضاء بلد, وأعقبه الشاعر ياس السعيدي من محافظة بغداد, ليأتي بعده الشاعر مسار رياض من محافظة البصرة, ثم الشاعر كاظم الحلفي من محافظة كربلاء المقدّسة, والشاعر نذير المظفر من النجف الأشرف, والشاعر محسن العويسي من محافظة الناصرية, أتى بعده الشاعر رعد الخفاجي من مدينة كربلاء المقدّسة, ليكون الختام مع الشاعر الكربلائي نجاح العرسان.
الجدير بالذكر أنّ الشعر كان حاضراً بقوّة خلال هذه الأمسية من خلال القصائد التي قُرِئت لاسيّما أنّ أغلب الشعراء المشاركين هم من خيرة الشعراء في العراق خلال هذه الحقبة, وقد حضر الأمسية عددٌ من الأدباء والمثقّفين والإعلاميّين والأكاديميّين والمهتمّين بالشأن الشعري, إضافةً الى عددٍ من القنوات الفضائية والوكالات الإخبارية.
قصيدة هلالك يا شعبان التي القاها سماحة السيد محمد رضا شرف الدين من لبنان
🌹طوى مَنزِلاً في إثر عشرة دائبا
وثنّى به الثاني فتَمَّ له السَّفرْ🌹
🌹 ولما رأى رتقاً تَجَهّمَت السما
تَشَعشَعَ لألاءً فابسَمَها الثَّغَرْ🌹
وَمُذْ بانَ جلّى للسعودِ مَطالِعاً
واخبى نحوساً كان يتبعها القَدَرْ
كأنَّ خيوطَ الشمسِ نسج وِشاحِهِ
له وهجُها الطاغي يطوفُ به الشَّرَرْ
يُذيبُ عن الأرواحِ يأساً مُجَلِداً
تألَّفَها دهراً فَناءَ بها الدَّهَرْ
💥🌟💫✨🌟💥💫
رأتهُ عيونُ الناسِ نظرةَ بُلَّهٍ
ضئيلَ هلالٍ كادَ يُخطِئُهُ البصرْ
وألفاهُ أربابُ البصائرِ مُؤلَهاً
اليه به طَوفُ الطّباقِ على خَفَرْ
فترنو له مستجدياتٍ لِعَطفِهِ
وتُغضي غراماً شوقها شيبَ بالحَذَرْ
ترى أنّهُ في البَدءِ عِلّةُ كَونِها
ولولاه ما طينٌ يقرُّ على حَجَرْ
اذا دارت الافلاكُ فهو مَدارُها
لتسبرَ لُجّاً ليس إلّاه مُستقَرْ
🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙
هِلالُك شعبانُ استفاق بِمُستَسَرْ
تُزَمزِمُهُ الأحْقابُ آياً من السوَرْ
تَمَثَّلتُها طيفاً فكانت قصيدتي
هي الغَيضُ من فيضٍ تَعَجَّلَ إذ عَبَرْ
وما استألبَ الأسرارَ دونَ خِدانِهِ
سوى سرّه الساري بمنعطف السَّرَرْ
بهِ ابتَزَغتْ للحقِّ أركانُ دولةٍ
بها العدل مرهوناً لواه بها انتشرْ
وقد تمَّ للتوحيد كِلمَتُهُ التي
لَوَتْ جيدَ كلِّ الناكبينَ مِنَ البشرْ
لها المبتدا مَنْ كان مِنْ فيضِ نَحْرِهِ
لقاحاً لدوحِ المَجدِ القحها الثمرْ
ومَنْ يطلبُ الأوتارَ يَخزِمُ أنفَها
ليُوقِرَها الأثمارَ تمَّ به الخَبَرْ
وبينَهُما للسبطِ أروَعُ تابعٍ
فما مِنْ ذُكاً إلا ويَتبَعُها القمرْ
يليه أميرٌ بالأسارِ مؤزَّرٌ
بجيشٍ من الأحزانِ أدركهُ الظَّفَرْ
🌹🌹🌹🌹
أشعبانُ في مَغناك أعراسُ حُلْمِنا
زغاريدُها نحرٌ يُحشرِجُ مُنتحَرْ
حَنانَيكَ بلّغها لِتَسكُنَ مأمناً
أمانيْ ضحايانا العِذابُ فَتُنتَظَرْ
حنانيك بلغها نثارَ مودَّةٍ
فقد شَفّها التِّحنانُ في ساعةِ السَّحَرْ
كتبه عبد آبائه الطاهرين
محمد الرضا شرف الدين
شعبان ١٤٣٤