صفحة الكاتب : عباس العزاوي

أعْمار الرعية والحكام
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قرأنا في كتب التاريخ القديمة والكتب المقدسة عن أعمار اجدادنا الطويلة, التي تصل في بعض الاحيان  لأف سنة او تنقص بقليل, نحن بالتاكيد لانعرف نوع الحمية الغذائية المتبعة أنذاك ولا نوع النشاطات الرياضية المشهورة لديهم , كالجري اوالمصارعة او حتى الفنون القتالية الاخرى كالكراتيه ... والجودو ..والكونغ فو.. ولم نسمع ان احدهم عاش في جزيرة اوكيناوا  ـ منشئ الكراتيه ـ القريبة من الصين او ان احدهم كان  حائزاً على الحزام الاسود باي درجة من درجاته ( دان ) العشرة او البرتقالي او حتى الاصفر. مع ذلك كان الرجل منهم يعيش مئات السنين وهو يعمل ويتزوج وينجب وربما يحارب لساعات طويلة في معارك الهجوم او الدفاع رغم كبر سنّه حسب قياساتنا المعاصرة.... فما هو السر في ذلك؟


مات ابي عن عمر يناهز الخمسين وماتت امي بعد تجاوزها الخمسين بقليل ومات عمي قبل ان يصل الستين من العمر بعد محاولاته اليائسة التشبث بالحياة, وماتت جارتنا "زايرة هيله" قبل اكمالها السبعين , وهذا مايثير قلقي الان بعد اكمالي العقد الرابع ...وهكذا بقية فقراء الله في الارض فمايلبث احدهم فينا الا ستين او سبعين سنة في افضل حالاته, بأستثناء واحد حصل لعمتي التي استحقت اليوبيل الماسي في كسر الرقم القياسي  بين الفقراء بطول العمر لانها وصلت الى عمرالثمانين الا قليلا, بعد ان فقدت البصر وسقطت جميع اسنانها وشلت قدرتها على الحركة وحتى الكلام في أواخر عهدها, اتذكر عند سماعي خبر وفاتها في منتصف التسعينات سارعت لاخبار أخي الذي ردد قائلا... ليرحمها الله ... واستمر يمشي  كأن شي لم يحصل فما كان مني الا ان بادرته بالقول ... لاحول الله ....امرأة عاشت كل هذه السنين ,ألا تستحق ان نقف حتى لحظة صمت من اجل روحها الطاهرة!!! " شدعوه عليك "..."البير كامو" انت ؟ هذا مايخص عامة الناس من الرعية واعمارهم.


لكن الظاهرة الغريبة التي اثارت اهتمامي هو طول أعمار الحكام  سوى كانوا من الطغاة  ام انصاف الطغاة  وبشكل ملفت للنظر اذا استثنينا بعض الحالات الشاذة , بل حتى فرص نجاتهم تكون كبيرة من كل محاولات الاغتيال المدبرة مهما كانت محكمة ودقيقة.


ولو أستعرضنا اعمار بعض الطغاة المعاصرين  لوجدناها اطول من متوسط اعمار افراد الشعب الكادحين!!!


ـ عبد الله بن عبد العزيز عمره 86 سنة...مازال حي يقتل ويذيق الشعب السعودي مرارة الذل والهوان على ايدي الوهابية.


ــ حسني مبارك عمره 83 سنة مازال حيُ يرزق في السجن وقد أُخرج من السلطة  "بالعافية" بعد ان تحول الى مومياء فرعونية متحركة!!


 ــ صباح الاحمد الجابر الصباح عمره 82 سنة مازال حي يدب على الارض ويشعر بفخر الحماية الامريكية له ولشعبه لذا يتآمر على العراق وشعبه!


ــ زين العابدين بن علي عمره 74 سنة مازال حيُ مختبأ لدى آل سعود ملجأ الطغاة والمجرمين!!


ــ  صدام حسين كان عمره عند اعدامه  69 سنة حسب الرواية المشهورة ..او 79 سنة حسب المنجد في اللغة والاعلام  طبعة (21)  سنة ( 1973) وكان من الممكن ان يعيش اكثر من ذلك  ليسومنا سوء العذاب او يرثه احد " جرويه " من بعده... لولا ارادة الله .... وامريكا.


 ــ قابوس بن سعيد عمره 70 سنة مازال حيُ يرزق واحيانا يقمع .. ليس لديه ابناء يرثونه !!


ــ معمر القذافي عمره 69  سنة , مازال حي يذبح  ابناء الشعب الليبي بوحشية!! تهدّل وجهه حتى عاد بلا ملامح!


ــ علي عبد الله صالح عمره  69 سنة نجى من محاولة اغتيال محكمة الشهر الماضي لكنه خرج للناس قبل ايام بسحنه جديدة من جراء ـ قنبلة الصخام ـ التي القيت عليه, ولكنه مازال ينادي بسيادة الكَانون والديمكَراطية المصخمة!!.


ــ عمر حسن أحمد البشير عمره 67 سنة  قاد انقلاب ( ثورة الانقاز)  منذ  1989 بدعم اسلامي  ومازال مطبق على عنق السودان حتى قطع الجنوب , يتمع بمهارة رقص شعبي جميل!!


ــ حمد بن عيسى آل خليفة عمره 61 سنة مازال حيُ يذبح ابناء الشعب البحريني الثائر بسيوف آل سعود , بمعنى ان عرشه متكئ على مؤخرة درع الجزيرة !!


ــ حمد بن خليفة آل ثاني عمره 59 سنة اصغر ديناصورعربي , مازال حيُ ,ديمقراطي بالفطرة !! تآمر على ابيه خليفة بن حمد (79) سنة واسقطه "بضربة معلم " وماأنفك يتآمرعلى دول المنطقة!!


والشي الاكثر غرابة نجد ان هؤلاء الحكام يتمتعون  ـ اضافة لطول اعمارهم ـ بحيوية غريبة وقدرة عالية في الحفاظ على نعومة ولمعان بشرة الوجه واليدين ..  نحن لانعرف ماتخبئه الملابس الفاخرة ,لان حكامنا لايرتادون الشواطئ العربية وارتداء البكيني لعرض مفاتنهم ... ربما يحدث هذا في جزرهم وشواطئهم الخاصة وسط الشقراوات والبرونزيات.... ترى ماهو السبب الحقيقي لهذه الظاهرة؟ هل هو نوع الاطعمة الراقية التي يلتهمونها  بشراهة والمشروبات الفاخرة ؟ ام هو الارتياح النفسي والعصبي ؟ مع ان اغلبهم يعاني من فكرة وجود المعارضة التي تطارده كالشبح! ويُحكى ان صدام كان لايسمح لاحد بالدخول الى مكتبه الخاص بسلاحه الشخصي باستثناء الفريق الدكتور عبد حمود!!



 



فهل يمتلك هؤلاء الحكام  حجر الفلاسفة  ؟ ... ام هي ارادة الرب في بقاءهم أحياء مدة طويلة وتمتعهم بصحة جيدة ؟ .....ام انه سوء حظ الرعية المساكين ؟



 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/15



كتابة تعليق لموضوع : أعْمار الرعية والحكام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net