احزابٌ لاتربطها بالإسلام الّا إسمه !.

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا اتردَّدُ في القول أبدا إنَّ الأحزاب الإسلامیة العراقیة، و الشیعیة منها علی وجه الخصوص، قد فقدت ثقة معظم جماهیرها. هذه حقیقة بات يدركها أي مواطن عراقي متحرَّر من المصالح المادِّیة و الدنیوية، وأعلم جيدا ان هذه الحقيقة قد أصبحت بالنسبة لکل مَن يتمتع بالحد المطلوب من البصر والبصيرة، واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، و ستتَّضح عاجلا أم اجلا حتى لِمَن یحاول بشق الأنفس، صمَّ اذنیه و اغماض عینیه، وتبرير سلوكيات ساستنا الجدد  !.

السنوات الأخیرة، کانت میدانا حقیقیا و عملیا، لاختبار حُکم الإسلامیین في عدة دول عربیة ومنها العراق، لکنهم فشلوا بمعظمهم، بل کان سقوط بعضهم مدويا وتراجيديا. انه واقعٌ ایضا و حقیقة، و ما يشهده العراق الیوم، من مآسٍ وكوارث هو نتاج طبيعي لإداء طبقته السياسية الحاکمة. نتاجٌ قَلَّما شهد تاریخ العراق له مثيلا !.

في ظل حُکم هذه الطبقة، صارت الرشوة والسرقة ثقافة، بل جزءاً رئیسا من المراحل الإداریة في کل مؤسسات البلاد دون استثناء !.

و اصبح الکذب و الدجل و النفاق و التزویر و التسقیط منهجا، و التجاوز و التکابر و التحقیر اسلوباً دارجا !.

تضاعفت محال بیع الخمور و الملاهي اللیلیة و البارات في العاصمة العراقية. و بیوتُ الدعارةٍ، باتت جیفتها تُزکم الأنوف في ارجاء بغداد !.

احزابنا الإسلامیة -اکثرها- اثبتت بتعاطيها وسلوكها اليومي مع الحكم والمحكوم أنها لاتحمل من الاسلام إلّا اسمه، و إلّا، بربِّكم ماهو الاسلاميّ في اداءها ؟!. وهل كان وضع الشعب العراقي اسوأ مما هو عليه الان فيما لو حکمته احزاب علمانیة ؟.

و مادخل مؤامرات الاستکبار و حلفاءه في الإنقضاض علی الإسلام السیاسي و استهداف رموزه، بمانحن علیه كما يُزعم البعض ؟. 

ما دخلها، إن کانت عقول هذه الرموز مريضة، ونفوسهم وضيعة ؟.

الیس الذنب ذنبنا اولاً و اخیرا ؟.

لا الوم الشعب العراقي المسکین -المغلوب علی امره- و لا اُحمِّلهُ جلّ مسؤولیة واقع البلاد المزري، ففي ذلك ظلمٌ کبیر، خاصة إن اخذنا بنظر الإعتبار ماتعرَّض له مِن غسیلٍ دماغي علی مدی عقود من حكم البعث المقبور. هُوَ انتخب هؤلاء و جدَّد ثقته بهم لا لسواد عيونهم، انما لکونهم رفعوا رایة الإسلام وأقنعوا العراقيين أنهم مجاهدون شركاء لهم في المظلومية، و انهم ماجاءوا طلبا للحكم والسلطة، إنما لتطبیق شرع الله وإقامة نظام يعيد لهم إنسانيتهم وكرامتهم المصادرة. 

بید انَّ المفاجئة، التي غیَّرت من عقیدة الکثیرین للأسف، نحو الضدِّیة من الإسلام نفسه، هي ان المتلبِّسین بملابس الدین، تصدَّروا لائحة الفاسدین و المفسدین، بل ضربوا ارقاما قیاسیة في الإنزلاق نحو بریق السلطة و الانسیاق الی کل انواع المحرَّمات، ذلك تحت یافطة "الضرورات تبیح المحظورات". هکذا سیطروا علی عقول شریحة واسعة من البسطاء و النخبة معاً، و اکتسحوها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/05



كتابة تعليق لموضوع : احزابٌ لاتربطها بالإسلام الّا إسمه !.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net