صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

تكنوقراط عراقي
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال علي عليه السلام "إنَّ شَرَّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ لِلأَشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً ، ومَنْ شَرِكَهُمْ فِي الآثَامِ ، فَلا يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً ؛ فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الأثَمَةِ ، وإِخْوَانُ الظَّلَمَةِ".

يمر العراق بفترة عصيبة, ما بين حربه على الإرهاب مشتعلة, وضائقة مالية قاتلة, وخلافات سياسية خانقة, تظاهراتٌ واعتصامات مستمرة, استقالات لوزراء متلاحقة.

ما يقارب عام وتسعة أشهر, مرت على حكم حيدر العبادي, بعد أن وعد بالإصلاح, وكشف الفاسدين تمهيداً لمحاسبتهم, ليتمخض الانتظار المرير, عن إحجام المرجعية, بالتطرق للخطبة السياسية, التي كانت في أغلبها, توجيه ونصح للحكومة والعامة, من أجل سلامة البلد ووصوله لبر الأمان, والمحافظة على اللُحمة الاجتماعية.

عند كشف العبادي, لفسادٍ اكتنف الحكومات السابقة, لعشر سنين خَلتْ, ثارت ثائرة الفاسدين والفاشلين, ليَقَع ما بين المطرقة والسندان, مطرقة الوعود التي أعطاها, وسندان الحزبية المغلف بالتوافق السياسي, فلا وجود للدستور, إلا بما يصب في مصلحة الحاكم! والعقبة التي تقف أمام العبادي, هي عدم قبول وزراء كتلته, بالتنحي عن مناصبهم, وقد نُقِلَ أن الجعفري والشهرستاني, قد قالا لرئيس مجلس الوزراء" لا أنت ولا الأكبر منك, يستطيع أن يقيلنا".

أعطى السيد مقتدى الصدر مهلة للإصلاح, مع استمرار التظاهر, ليتم تصعيد الموقف للاعتصام, على أبواب المنطقة الخضراء, وكادت أن تحصل كارثة, حيث صرح أعضاء من دولة القانون, بجواز استعمال القوة لفض الاعتصام, بينما صدر بيان من حزب الدعوة, يفيد أن الاعتصامات غير دستورية, وسط هذه الهستيريا السياسية, والتصريحات النارية, يقدم السيد مقتدى لائحة بمرشحيه, للوزارة المرتقبة التكنوقراطية.

بدأ التسويف السياسي, وتم جلب المُخدر, فما بين تحديد قائد التيار الصدري, والإجراءات الحكومية البطيئة, شدٌ وجَذب ومماطلة, فلا يمكن الغاء الحقيبة الوزارية بالكامل, ليصار إلى التغيير التدريجي, تحت سقف زمني, يصل لستة أشهر, لا يعلم المواطن العراقي, هل انه تحت تجربة جديدة, يصل أمدها لنهاية الدورة الانتخابية؟ 

يرى بعض المختصين بالتحليل السياسي, إن ما يجري لا يعدو عن كونه, دعاية انتخابية مبكرة, ليستعرض كل مكون, ما قام به أثناء الأزمة, ليسدل الستار حينها, عن الفساد, فالتغيير الوزاري المرتقب, ليس إصلاحاً, مالم يتم محاسبة الفاسد والفاشل.

ما بين لجان الخبراء, واعتصامات الخضراء, وصرخات اليتامى والأرامل الفقراء, ينتظر المواطن تضيع المشورة, فكثرة الضجيج تخلط الأوراق, ليبقى الفساد في العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/31



كتابة تعليق لموضوع : تكنوقراط عراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net