صفحة الكاتب : مرتضى المكي

لقد كان أبو صادق في قومه أمة
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 إسم أرعب طاغوت العراق وزبانيته، تجشم عناء الغربة وفقد الأحبة، ليسترسل في مشروعه، الذي سٌقيْ بدماء الصالحين، إفترش البردي وتغطى بالقصب، وهو يجابه أعتى دكتاتور عرفه الوطن، ضحى بسبعون أخ وإبن عم، ليعم الوطن بالأمن والأمان وهو يستسقي بالدماء الزواكي، استشهاده نزَرَ من المعنى العظيم لإستشهاد جده الحسين (ع)، فكلاهما كان مقتله صعقة تحرك مشاعر الثائرين.
محمد باقر الحكيم، قائدا فذاً لم يتوانى أو يهدأ من أجل تحرير الوطن من الدكتاتورية المتسلطة، أسس حراكه الجهادي الى جانب العمل السياسي، ساعيا لتخليص الشعب من براثن العفالقة، كان جناحاً عسكرياً للمرجعية المباركة آنذاك، يأخذ ورقة تخطيطه العسكرية مختومةً بخاتم المرجع، لينطلق بها فتوى ضد المارقين والناكثين.
حراك لا مثيل له، أجبر الطاغوت بعد آذار (1991)؛ أن يبعث (محمد حمزة الزبيدي وسعدون حمادي)، يتوسلانه عارضان عليه نصف الحكم! مقابل تخليه عن حربه، لكنه أملى شروطه أن يستقيل الطاغية من حكم العراق، في وقت كان حجم العناء يكابد المعارضون العراقيون، في أصقاع الأرض، وهنا يكمن قربه من جده سيد الشهداء برفضه لمغريات الطواغيت، ترى ماذا يقول الفرزدق لو نظر صدام يتودد للحكيم، وهو لا حول ماديا ولا قوة عضليةً، سوى قوة الايمان المستتر.
الأمر الذي جعل العفالقة يجربون سلاحهم الأخير، وهو إغتيال الحكيم الذي كان خصماً لدوداً في كل منازله لسياسة البعث، الذي ساومه على إخوته وأقاربه، فلم يتوانى عن موقفه الرسالي المرصع بالدماء الطهر.
كان حقا في قومه أمه، حيث كان مجاهداً في بداياته، سياسياً في قراءاته المستقبلية، عالماً مجتهداً في علوم الدين، رؤيوياً مستشرقا للحاضر والماضي، عاد الى الوطن حاملا معه راية النصر، وإستراتيجية بناء العراق الجديد، كانت عودته بمعنى إستنفار لجميع الشعب، فارشاً روحه من الحدود العراقية – الإيرانية حتى النجف الاشرف، ليشم من خلالها السيد العائد رحيق الشهادة والاستشهاد، وألم المعاناة في ضل حكم البعثيين،
سد الطريق أما الطواغيت الجدد! وهو يلوح بخطاباته التي زلزلت الأعداء ورصنت قوعد العراق الجديد، مرة يخاطب المراجع، "أنا أقبل أيادي جميع المراجع" وهو مجتهدا، ومرة يرفض التشظي ويدعو للوحدة، "يجب أن تكون كلمتنا واحدة" كان همه بناء الوطن الذي مزقه الفاسدون.
إعتلى منبر الجمعة بجوار جده أمير المؤمنين، مستلهما منه معالم القيادة والرصانة ووحدة المسلمين، لكن هذه التطلعات لم تَطِبْ لكثير من ساسة الدبابات الأمريكية، حتى راحوا يخططوا لإغتياله! تشظى جسده الطاهر متناثرا فوق قبه جده مبعوثاً الى حيث الخلود الأبدي والجنة الواسعة.
خلاصة القول: نم أبو صادق قرير العين، فما بنيته يعلو يوما بعد يوم في ضل سياستك، التي رصنتها ودرست عليها أبناءك ومحبيك، وهي سياسة الإعتدال والحوار والعقلانية، وها هم أبناءك قادة القوم ويلجأ لمنبرك من يجد الأمور قد ضاقت بوجهه، فما زلت في قومك أمة سيدي. والسلام.
نزَرَ فلانًا : أَعْجَلَهُ ، اِسْتَحَثَّهُ عَلَى السَّيْرِ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/20



كتابة تعليق لموضوع : لقد كان أبو صادق في قومه أمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net