صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

رحيل الحكيم وقول الحكماء
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ليس بالهين اختصار حياة الحكماء, بكلمات تُسطر في مقال, إلا ان ذكر العظماء, واجبٌ إنساني يقع ضمن حقوق, من أفنى حياته لخدمة المواطن والوطن.
قال أحد الحكماء خير المقال ما صدقه الفعال", قليل هم الرجال الذين, اتَّصَفوا بِأصدق القول, المقترن بالعمل الحقيقي, وكثيرا ما نرى, أن أصحاب الرؤية الحكيمة, لا يستوعب معاصروهم أفكارهم, إلا بعد رحيلهم, فلا خير في القول إلا مع العمل.
التواضع صفة حميدة, لا يتصف بها إلا حكيم, وكما قيل:" لا يتكبر إلّا كُل وضيع , ولا يتواضع الّا كُل رفيع", ويعرف الحَكيم بآراء العلماء وأهل الخبرة, وقد كان من الحكماء القلائل, فيما بعد الإحتلال الأمريكي, السيد محمد باقر الحكيم, الذي أشاد به الإمام الخميني, حيث قال:" السيد محمد باقر الحكيم الابن الشجاع للإسلام".
كان السيد الحكيم, من مؤسسي حزب الدعوة, وقد كان ضمن المؤتمر التأسيسي لحزب الدعوة, وبعد هجرته الى الجارة إيران, قام بتكوين منظمة بدر, لمقارعة الظلم الصدامي, وأسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عام1982, تمهيداً للقضاء على حكم البعث الشاذ, وقد كان من اولوياته, السيطرة على الحكم, لإقامة دولة مؤسسات عادلة, تجمع كل مكونات الشعب العراقي.
عاد السيد محمد باقر الحكيم, مع أتباعه ومحبيه, بُعَيدَ الإحتلال من منفذ الشلامجة الجنوبي, ليلتقي بالجماهير من البصرة, باستقبال حافل وهتافٍ فريد, حيث لم ينل تلك الحفاوة, أي سياسي معارض من جميع الأحزاب, مما أرعب الأعداء, لرفضه الهيمنة الخارجية, على ثروات الشعب, وفقدان السيادة الوطنية, فعمدوا للتخطيط بالخلاص منه, فعمدوا لاغتياله في يوم الجمعة, الأول من رجب 1424هجرية, المصادف 29/8/2003م.
طويت صفحة من صفحات الحكماء الربانيين, ليفقد علماً من اعلام الريادة, ليترك أرثاً لمشروع بناء الدولة, لم يستطع ساسة العراق تنفيذه, لفقدانهم الرؤية المستقبلية, والإرادة الحقيقية بتوحيد الصفوف, بالرغم من الإعجاب الفريد, بما قال وما خطط له, على لسان أغلب المطلعين سواء سياسيين او رجال دين.
ليكمل الطريق الشاق, أخيه السيد عزيز العراق, ومن بعده السيد عمار الحكيم, وكما قيل في المأثورات:" الشمس لا تظلم من ناحية, إلا وتضيء من ناحية أخرى"
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/20



كتابة تعليق لموضوع : رحيل الحكيم وقول الحكماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net