ماذا لو كان النفط في المنطقة الغربية من العراق
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد السماوي

سؤال واجهني به احد الأصدقاء وهو في حالة انفعال شديد من بعض التصريحات اللامسؤولة واللامتزنة والتي تصدر من بعض السياسيين السنة على شاشات التلفزة وبعض القنوات الفضائية ، فهذا الصديق يقول بالحرف الواحد ماذا لو كان النفط في الجزء الغربي من العراق ،أي في الإقليم السني الذي يهدد به السيد أسامة النجيفي ، هل سيقول السيد أسامة إن النفط ملك لجميع العراقيين ؟ أم انه سيقول إن هذا النفط هو ملك أبناء المنطقة الغربية ؟ وهل سيتمسك بالوحدة مع أبناء البصرة والعمارة والناصرية والمثنى ؟ أم انه سيقول إن أبناء الجنوب ليسوا عربا وأنهم من أصول فارسية وهندية كما قالها الدكتاتور المقبور صدام ؟ وهل سيقبل أبناء سنة العراق لنائب شيعي من أبناء الجنوب أن يستفز مشاعرهم بهذا الصلف الذي ظهر به النائب حيدر الملا على شاشات التلفزة وهو يشكك بصحة مجزرة عرس الدجيل ؟ هذه المجزرة التي هزت الضمير الإنساني بحجمها ودمويتها ووحشيتها ، بالرغم من الاعترافات التي أدلى بها السفاحون المجرمون وقيامهم بتصوير جريمتهم المروعة بأنفسهم ، يظهر علينا البعض من فاقدي الضمير لينكأوا جراحنا ويعمقوا هذه الجراح دون وازع من خلق أو ضمير ،وكأن هؤلاء الضحايا ليسوا من أبناء شعبهم 0 وبالرغم من كوني واحدا من أكثر المتصدين للطائفية والطائفيين في العراق ، لكني اشعر بخيبة أمل من تصريحات سياسي كبير كالسيد أسامة النجيفي ، واشعر بالألم من استفزازات الملا المتكررة وأقولها صراحة إن هذا التمادي باستفزاز مشاعر الآخرين ستكون له نتائج سلبية معاكسة 0 وليعلم السيد النجيفي وغيره أن التهديد بالانفصال أو تشكيل الإقليم السني لن يتضرر منه أحدا سوى سنة العراق أما الادعاء بالإحباط والتهميش لأبناء سنة العراق فالحقائق الدامغة تثبت زيف هذه الادعاءات وبالأرقام ، ولا داعي للعودة للتأريخ ونبشه والوقوف على الحقائق التاريخية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 وحتى سقوط الدكتاتورية 2003، فهذه الحقائق توضح بشكل جلي التمييز الطائفي الذي عانى منه شيعة العراق في كل مؤسسات الدولة العراقية التي قامت على مبدأ الدولة المتمذهبة0 وليعلم السيد النجيفي إن العزف على نغمة الطائفية البغيضة ستؤدي بالنهاية إلى تمزيق الوطن العراقي الذي بذلنا الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على وحدته أرضا وشعبا 0 كما ويجب على جميع الأحزاب والقوى السياسية العراقية أن تضع حدا لكل التافهين والموتورين أمثال الملا وغير الملا والذين يؤججون هذه النزعات الطائفية البغيضة 0فالحفاظ على وحدة هذا البلد هي مسؤولية كل مكونات الشعب العراقي وقد آن الأوان أن يعمل الجميع من اجل الحفاظ على هذه الوحدة 0 في الختام أقول للسيد النجيفي إن تهديدكم بالانفصال أصاب العراقيين بصدمة كبيرة والسنة منهم قبل الشيعة 0
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat