صفحة الكاتب : زيد شحاثة

التكنوقراط.. هل يملكون عصى موسى؟!
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يميل غالبا, من يملك تخصصا ما, إلى المبالغة والتهويل, في أهمية ما يملك من علم أو تخصص, لإعطاء مكانة, ولو غير واقعية لعلمه وتخصصه, وبالتالي شخصه.

راجت هذه الأيام ,الاحاديث عن التكنوقراط وحكومتهم, الموعود بها, وأنهم ربما يملكون الحلول لكل مشاكلنا, وأن لا بديل عنهم, ولكن ألا يجب أن نعرف ما المقصود بالتكنوقراط؟!

ببساطة ودون تفاصيل لغوية أو سياسية, هو يشير لتولي الحكم من قبل مجموعة مختصين, بما يتولونه من ملفات أو الوزارات, وهم "في الغالب" بعيدين عن السياسة والتحزب ومستقلين, على أن تكون, الأحزاب الفائزة بالإنتخابات, هي من تضع البرنامج الحكومي, والضامن لها من الإقالة وسحب الثقة.. وما يقال غير ذلك, تهويل وسفسطة إستعراضية.

يصعب أن نجد في العراق شخصا, لا يميل بأفكاره أو هواه حزبيا, مع جهة وتيار ما, أو ضد حزب بعينه.. ويندر جدا أن نجد, شخصا محايدا ومستقلا, بحيث تنطبق عليه, مواصفات "تكنوقراط".. وهذا ليس عيبا, قدر ما هو واقع.

لكي تنجح حكومة بإداء واجبها, وتحقق ما يتوقعه مواطنوها, يجب أن تكون هناك مقدمات وشروط, وإمكانات وظروف.. وبرنامج واضح وواقعي, مبني على رؤيا متكاملة, متفق على خطوطها العامة بالأقل.. فكم يتوفر من ذلك الأن؟ وكم سيؤثر ذلك على نجاح عمل أي فريق حكومي؟!

التكنوقراط  ربما يكونون, هم الحل أو بدايته, لكن هل يمكن أن يعمل, فريق "غير متحزب" بشكل متجانس, وقائد الفريق يحمل, منهجا حزبيا, واضحا ومنحازا لحزبه؟! وهل يصح أن يطلق على هذا الفريق, انه مستقل او تكنوقراطي؟!

ولو إفترضنا ذلك, هل سيملكون عصا سحرية, لإصلاح الوضع, وحل هذا الكم الهائل, من المشاكل التي تعصف من بلدنا, جراء تراكم السياسات الخاطئة للحكومات السابقة, وهول ما خلفه حكم البعث؟!

رغم قلة من يستحق, أن يطلق عليهم وصف قادة, إلا أن مشكلتنا الأكبر, بل وأزمتنا الحقيقية, ليست بهؤلاء, وهم بضعة أفراد ربما.. فمن يدير الدولة, وينفذ سياساتها, ويطبق قوانينها, قادة أصغر في التدرج الوظيفي, رجال الصف الثاني والثالث, في هيكل الدولة ومؤسساتها.

قادة الظل هؤلاء, هم من ينجح الدولة أو يفشلها.. والتكنوقراط لا يملكون عصا موسى, عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات, ببساطة لان مثل هذه العصا, ليست موجودة, والحل يكمن في مكان أخر.

من يبحث عن شيء يريد أن يجده, يجب أن يبحث في المكان الصحيح.. أليس كذلك؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/08



كتابة تعليق لموضوع : التكنوقراط.. هل يملكون عصى موسى؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net