صفحة الكاتب : عمار العكيلي

العبادي يستثني نفسه في الحكومة التكنوقراطية
عمار العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)
كنا ننتظر من رئيس الوزراء، أفعالا لا أقوالا، وإصلاحا حقيقيا لا تسترا على المفسدين، بينما نجد رئيس الوزراء، يتحدث كثيرا ويعمل قليلا، ويقول ما لا يفعل، فالشعب والمرجعية في واد، وهو في واد آخر.
منذ بدء الإعلان عن الإصلاحات، وإن كانت شكلية وسطحية، إلا أن كل العراقيين وقفوا معها، والبرلبمان أقرها، والمرجعية أيدتها، كخطوة أولى لإصلاح حقيقي وشامل؛لكن رئيس الوزراء إكتفى بذلك، ولم يلاحق كبار الفاسدين، أصحاب المليارات المسروقة، ولم يوقف نزيف العملة المهربة، في مزاد البنك المركزي، ولم يكترث لنداءات المرجعية، التي طلبت مرارا وتكرارا، بمحاسبتهم وضربهم بيد من حديد. 
في هذه الأيام أثار رئيس الوزراء، زوبعة إعلامية شغلت الرأي العام، والكتل السياسية، وهو التغيير الوزراي(التكنوقراطي)وهذه الدعوى وإن كانت حقة؛ لكنها تثير بعض التساؤلات، منها لو كان رئيس الوزراء، جادا في ذلك، لعين على رأس الهيئات المستقلة، رجال مهنيون تكنوقراط؛ لكنه عين المقربون منه ومن حزبه، سواء هو من عينهم، أو سلفه المالكي، كهيئة الحج والعمرة، برئاسة خالد العطية، وهيئة النزاهة حسن اليسري، والبنك المركزي علي العلاق، وهيئة الإعلام والإرسال علي الشلاه، وأمينة بغداد، ومؤسسة الشهداء، والسجناء عدا وكلاء الوزارات، والمدراء العامين، وقادة الجيش. 
الأمر الآخر لم يكن السيد العبادي، تكنوقراط في إدارة الدولة، بل له إختصاص في مجال الإتصالات، فعليه أن يبدأ بنفسه، ليستقيل ويتولى وزارة الإتصالات،.ومن ناحية أخرى، أن الوزراء التكنوقراط، أستلموا وزاراة عديدة، منذ(2003) وإلى اليوم، كوزارة الكهرباء مثلا، التي تعاقب عليها وزاء مهنيون؛ ولكن ماذا فعلوا وماهي النتائج؟
هذا هو تبيسيط لمشاكل العراق الكبرى، ومحاولة الهروب إلى الأمام، ورمي الكرة في ملعب البرلمان، والكتل السياسية: لأن حل المشكلة في العراق، ليست في تغيير بعض الوجوه، وإن كان لا بد، فعليه أن يغير الوزراء، الفاسدين والفاشلين، والهيئات المستقلة، ووكلاء الوزاراة، والمدراء العامون.
إن إستمر العبادي في إصلاحاته الترقيعية، فإنه سيفشل عاجلا أم آجلا، وربما تسحب عنه الثقة، ويستبدل برئيس وزراء آخر، قادرا على إنتشال البلد مما هو فيه.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/19



كتابة تعليق لموضوع : العبادي يستثني نفسه في الحكومة التكنوقراطية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : جعفر جعفري ، في 2016/02/20 .

اتركوا العبادي ياخذ السراق الى مشنقة التاريخ ومزبلته بعدها 

وننتظر من جميع الكتل التي صدعت رؤوسنا ببرامجها الانتخابية ان تقدم ملف واحد من الملفات التي تهدد بها وهنا اقصد جميع السياسيين 
 

ارجو ان يفعل التعليق عملا بالحرية التي ينادي بها الموقع






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net