صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

مصطلح الارهاب ؛ تناقضات في التعاريف والرؤى
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من بين المصطلحات الحساسة التي تناقضت الآراء فيها وتباينت التعاريف حولها على 
المستوى العالمي هو مصطلح الارهاب . في هذا الزمن نلاحظ بأن للمصالح دور في تحديد 
هذا المصطلح وتعريفه وضبطه ، حيث يرى بعض ان الجماعة الفلانية تمارس الارهاب ، في 
حين انهم كأفراد أو كجماعة أو كدولة تمارس نفس أعمال وسلوكيات الجماعة المنعوتة 
بالارهاب ، وربما بشكل أوسع وأخبث ، لكن ترى لماذا يتم إسبال الستار على ممارسات 
هؤلاء وعدم نعتها بالارهاب ، مع انهم ينتهجون ذات النهج تماما للجماعة التي أدخلوها 
في خانة الارهاب ومربعه ! .
هنا ، كما يبدو واضحا كل الوضوح ان هناك معايير مزدوجة وأكثر من مزدوجة هي التي 
تحدد مفهوم الارهاب ، ومن هذه المعايير هي القوة والغلبة للاطراف التي لها 
الامكانية في جعل مصطلح الارهاب مصطلحا زئبقيا ومائيا لالون له ولاتحديد لتعريفه 
إلاّ من خلال قنواتهم . وتبعا لذلك فالناس الذين غلبت عليهم حالات المغلوبية 
لايتمكنون بسهولة التحرر من قنوات الغالب ، بل بالعكس فهم يحاولون تقليد الغالب في 
كل شيء - بعبير ابن خلدون - ، حتى إن كان الغالب على خطإ في كثير من الأمور 
والقضايا ، منها موضوع مصطلح الارهاب . على هذا نرى بأن الكثيرين يصولون ويجولون 
على مصطلح الارهاب وفقا لنظرية الغالب والتأييد المطلق له ولدعاواه حتى إن كانت 
متناقضة ومتصادمة مع بدهيات القضايا ومسلَّماتها ! .
بالحقيقة إن هذا النمط الثقافي الاختلالي مؤسس بداية على الانبهار بالآخر والتسليم 
المطلق له ولأفكاره ودعاواه على انها مُسلّمات قاطعة لاتقبل الجدل وحسب ، بل الشك 
أيضا ، مجرد الشك ، ثم انه مؤسس على التقليل من شأن الذات والحط من قدرها ، لابل 
جلدها بسياط من جلود ثخان وبمقامع من حديد . هنا إفراط وتفريط في القضايا ينبغي 
المحاولة لمعرفته ، لأن التعالي المفرط وبغلو من شأن الذات والنفخ فيها بروح 
إستكبارية خطأ يقابله نفس الخطأ وهو جلد الذات وإنشاء عقدة النقص في داخل شخصيته 
فلا يرى نفسه متكاملا إلاّ حينما يقلد الآخر الغالب في زيه ولباسه وطريقة أكله 
وموديل تسريحة شعره وثقافته وغيرها من عاداته ، حتى إن كانت بعضها لاتتفق ولاتلتقي 
مع الحقيقة والعدالة والقيم الانسانية المسلمة بها أبدا .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/06



كتابة تعليق لموضوع : مصطلح الارهاب ؛ تناقضات في التعاريف والرؤى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net