صفحة الكاتب : عمار العكيلي

العراق وعمليته السياسية إلى أين؟
عمار العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 وصلت العملية السياسية في العراق، إلى حالة الهرم، بعد إثني عشر عاما، على سقوط الصنم، وأصبحت كالرجل المريض، الذي لا يقوى على أداء متطلباته وحاجياته اليومية.
تعاطي العلاج دون تشخيص للمرض، أو إهماله دون علاج، سيفاقم المرض ويزيده سوءا وهذا ما تعانيه عمليتنا السياسية اليوم، إذ نجد المسؤولين، يبثون شكواهم إلى الجمهور، من رئيس الوزراء ونزولا، دون وضع الحلول الناجعة لتلك المشكلات، وإن وجدت بعض الحلول، فهي سطحية لا تلامس، جوهر المشكلة الحقيقية.
منها حزمة الإصلاحات، التي أطلقها رئيس الوزراء، لم تعالج المشكلة العظمى، التي أبتلي بها العراق كآفة الفساد، فلم يتوقف نزيف تهريب العملة الصعبة، والتلا عب بمقدرات البنك المركزي، من مافيات تعمل بغطاء سياسي، وبوثائق مؤكدة نشرت مؤخرا، ولم نرَ أحدا من كبار الفاسدين، ألقي القبض عليه، وبعض الإجراءات تتناقض مع الدستور، وبعضها بقي حبرا على ورق، مع إفتقاد الرؤية الإستراتيجية والتخطيط السليم.
الإصلاحات الحقيقية يجب أن تتوافر فيها، شروطا عديدة منها، أن تكون جدية وشاملة ودستورية ومتوازنة، إذ لم يتحقق أيا منها، على أرض الواقع.
ثمة أسئلة عديدة، تدور حول العملية السياسية، هل ستستمر تلك العملية القائمة، على الإنتخابات وبقاء نفس الوجوه، التي لم تجلب الخير للبلاد؟ وهل ستجري الإنتخابات بموعدها المحدد؟ ومن سينتخب، وكم نسبتهم؟ ومن سيشترك؟ ومن سيقاطع؟ وما هو موقف المرجعية العليا من ذلك؟ ربما لا نستطيع التكهن بالمستقبل؛ ولكن لنا رأي يختصر الإجابة، عن بعض من تلك الأسئلة، الحل للخروج من المعضلة السياسية، هو أن تدخل المرجعية الدينية، بثقلها في العملية السياسية، التي إنحرفت عن مسارها، لمصالح شخصية ضيقة، من بعض السياسيين، وترشيح مجموعة من الكفاءات النزيهة، في قائمة إنتخابية واحدة.
على الكتل السياسية، التي تتبع المرجعية العليا، كتيار شهيد المحراب مثلا، الدخول في الإنتخابات، ثم الإنسحاب لصالح تلك القائمة، ودعوة الجمهور إلى إنتخابها، وحينئذ سيكسب التيار قلوب الناس، وسيضرب الفاسدين، وتكتسح تلك القائمة بقية القوائم، لتشكل الحكومة وتنقذ البلد مما فيه.
المرجعية الدينية لم تكن يوما، بعيدة عن العمل السياسي، بل راعية لتك العملية، التي إنحرفت فيما بعد، وقد أشركت ممثلين عنها، في الجمعية الوطنية، التي كتبت الدستور، وقد نجح ممثلوا المرجعية الدينية، في إدارة العتبات المقدسة خير إدارة، وأصبحت مشاريع العتبات المقدسة في كربلاء، تفوق مشاريع الحكومة العراقية.
ما حصل من نجاح لتلك التجربة، على يد الإمام الخميني(قدس)في الجمهورية الإسلامية، ومن بعده السيد علي خامنئي، يعزز هذا الرأي، مع الأخذ بنظر الإعتبار، الفوارق بين البلدين، وهنا لا نعني إستنساخ التجربة الإيرانية، وقيام حكومة إسلامية، بل المطلوب حكومة عادلة.
فيما يخص الإختلاف، في نظرية ولاية الفقيه، ومن يؤمن بها أو لا يؤمن، هناك تزاحم بين مهم وأهم، ولا أهم من مصلحة الوطن، وأرواح المواطنين، فالمسألة أكبر من هذا الخلاف.
ولكن يبقى رأينا، يحتمل الخطأ والصواب، وهو مجرد قناعة، نظن بها صلاح للمجتمع، وإعادة الروح إلى العملية السياسية المحتضرة، كلنا ثقة بالمرجعية الرشيدة، فهي صمام أمان، هذا الشعب بكل طوائفه وما علينا سوى الإتباع.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/14



كتابة تعليق لموضوع : العراق وعمليته السياسية إلى أين؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net