صفحة الكاتب : رشاد العيساوي

حكومة التكنو قراط
رشاد العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قلت يوما اننا نعاني في العراق من فوضى المصطلحات لذلك ليس بالضرورة ان نحمل المصطلحات التي يطلقها السياسيون على معانيها المعتمدة في المعاجم بل لا بد من متابعة خطاباتهم البايخة واصطياد المعنى منها وعلى كل التقادير هذه الدعوة يلزم منها الاقرار بفشل الجميع وعدم قدرتهم على ادارة الدولة وهذا مما ينبغي للراي العام ان يثبته ولا ينساه في اي لحظة ولعمري كيف استطاع شيوخ دول الخليج وعربانها كما يحلو لجهابذة السياسة والتنظير ان ينعتونهم كما نعتهم اسلافهم في حكم العراق من الشيوعيين والقوميين والبعثيين كيف استطاع هؤلاء ان يبنوا دولا متقدمة اقتصايا واداريا على سطح رمالهم المتحركة ودع عنك التطور السياسي فانه لا قيمة له اذا لم يكم موصلا الى احداث نهضة اداية واقتصادية الا ترى اننا نتبجح اليوم بأننا  نملك دستورا يعتبر من ارقى الدساتير في المنطقة الحال اننا نغفو على اطنان الوحل والنفايان وخيرة شبانا وفلذات اكبادنا يفترشون الارض ويلتحفون السماء في جبهات القتال وهم يتضورون جوعا الا من المساعدات التي يرسلها اليهم بعض الموسورون من اهل الخير بل وبعض دراهم يجمعها الفقراء فيما بينهم ولا يتوهم متوهم ان هذا الكلام موجها للنخب السياسية الحاكمة كلا والف كلا انه موجه الى الراي العام الذي لا زال يتعرض لابشع عمليات التضليل الاعلامي ليقاد من جديد الى صناديق الانتخابات ليعيد نفس هذه الوجوه الكالحة الى كراسي الحكم من جديد في اقرب انتخابات  اذا لم يتحلى الراي العام بالوعي الكافي للانقلاب على هؤلاء ومن اهم مصاديق هذا الوعي هو الواقعية التي لا اجد لها عين ولا اثر في خطابات السياسيين والتي لا زال يتلقاها الراي العام المسكين ويأخذها  اخذ المسلمات لبيبقى حالما ليستيقض على واقع ليس له لمواجهته الا ان (يدردم ) ولعل مقصودي من هذه المقالة البائسة يتضح من هذا المثال - عندما كنت طفلا في الاول او الثاني الابتدائي كانت هوايتي ان اقرا كل كتابة اجدها في عناوين الصحف او علب الحلوى او قصاصات الورق التي يلف لنا البائعون بها ما نشتريه منهم من حب الشمسي رايت في احد الأزقة عبارة مكتوبة على الجدار ( شيخ الكويت ضايع لباسه ويدور عليه ) في اشارة من البعثيين التقدميين الى هزالة حكام (الرجعية العربية ) هذا التعبير الذي لا اكاد اجد له معنى غير ( الواقعية ) لاني اسمعه من التيارات الثورية والحركية في الوسط الشيعي ولعلها فرصة جيدة هذه الايام ( ايام ذكرى انتصار الثورة الايرانية ) حيث القنوات الشيعية تطبل وتزمر لها وتعرض التقارير المتخمة بمصطلح ( الرجعية ) ختاما اقول الا زلنا الى اليوم نتعامل - ولو في عالم اللاشعور - مع شيخ الكويت على انه ( ضايع لباسة ويدور عليه ) ونحن نتناول الحليب والجبن الكويتي ونسمع في نشرات الأخبار الاقتصادية نبا ارتفاع اسعار الوقود في برطانيا لان مصفاة النفط العائدة الى شركة النفط الكويتية التي اشتروها بالكامل بعد ان كانوا لا يقبضو من نفطهم  الا 51% والباقي يذهب الى الشركات في عقود المشاركة لا عقود الخدمة التي يترنم الشهرستاني بابرامه لها في اجواء مفعمة بشعارات التاميم البائسة ليكون بعثيا على مقاييس صدام ( كل العراقيين الجيدين هم بعثيون وان لم ينتموا )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رشاد العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/12



كتابة تعليق لموضوع : حكومة التكنو قراط
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net