قلت يوما اننا نعاني في العراق من فوضى المصطلحات لذلك ليس بالضرورة ان نحمل المصطلحات التي يطلقها السياسيون على معانيها المعتمدة في المعاجم بل لا بد من متابعة خطاباتهم البايخة واصطياد المعنى منها وعلى كل التقادير هذه الدعوة يلزم منها الاقرار بفشل الجميع وعدم قدرتهم على ادارة الدولة وهذا مما ينبغي للراي العام ان يثبته ولا ينساه في اي لحظة ولعمري كيف استطاع شيوخ دول الخليج وعربانها كما يحلو لجهابذة السياسة والتنظير ان ينعتونهم كما نعتهم اسلافهم في حكم العراق من الشيوعيين والقوميين والبعثيين كيف استطاع هؤلاء ان يبنوا دولا متقدمة اقتصايا واداريا على سطح رمالهم المتحركة ودع عنك التطور السياسي فانه لا قيمة له اذا لم يكم موصلا الى احداث نهضة اداية واقتصادية الا ترى اننا نتبجح اليوم بأننا نملك دستورا يعتبر من ارقى الدساتير في المنطقة الحال اننا نغفو على اطنان الوحل والنفايان وخيرة شبانا وفلذات اكبادنا يفترشون الارض ويلتحفون السماء في جبهات القتال وهم يتضورون جوعا الا من المساعدات التي يرسلها اليهم بعض الموسورون من اهل الخير بل وبعض دراهم يجمعها الفقراء فيما بينهم ولا يتوهم متوهم ان هذا الكلام موجها للنخب السياسية الحاكمة كلا والف كلا انه موجه الى الراي العام الذي لا زال يتعرض لابشع عمليات التضليل الاعلامي ليقاد من جديد الى صناديق الانتخابات ليعيد نفس هذه الوجوه الكالحة الى كراسي الحكم من جديد في اقرب انتخابات اذا لم يتحلى الراي العام بالوعي الكافي للانقلاب على هؤلاء ومن اهم مصاديق هذا الوعي هو الواقعية التي لا اجد لها عين ولا اثر في خطابات السياسيين والتي لا زال يتلقاها الراي العام المسكين ويأخذها اخذ المسلمات لبيبقى حالما ليستيقض على واقع ليس له لمواجهته الا ان (يدردم ) ولعل مقصودي من هذه المقالة البائسة يتضح من هذا المثال - عندما كنت طفلا في الاول او الثاني الابتدائي كانت هوايتي ان اقرا كل كتابة اجدها في عناوين الصحف او علب الحلوى او قصاصات الورق التي يلف لنا البائعون بها ما نشتريه منهم من حب الشمسي رايت في احد الأزقة عبارة مكتوبة على الجدار ( شيخ الكويت ضايع لباسه ويدور عليه ) في اشارة من البعثيين التقدميين الى هزالة حكام (الرجعية العربية ) هذا التعبير الذي لا اكاد اجد له معنى غير ( الواقعية ) لاني اسمعه من التيارات الثورية والحركية في الوسط الشيعي ولعلها فرصة جيدة هذه الايام ( ايام ذكرى انتصار الثورة الايرانية ) حيث القنوات الشيعية تطبل وتزمر لها وتعرض التقارير المتخمة بمصطلح ( الرجعية ) ختاما اقول الا زلنا الى اليوم نتعامل - ولو في عالم اللاشعور - مع شيخ الكويت على انه ( ضايع لباسة ويدور عليه ) ونحن نتناول الحليب والجبن الكويتي ونسمع في نشرات الأخبار الاقتصادية نبا ارتفاع اسعار الوقود في برطانيا لان مصفاة النفط العائدة الى شركة النفط الكويتية التي اشتروها بالكامل بعد ان كانوا لا يقبضو من نفطهم الا 51% والباقي يذهب الى الشركات في عقود المشاركة لا عقود الخدمة التي يترنم الشهرستاني بابرامه لها في اجواء مفعمة بشعارات التاميم البائسة ليكون بعثيا على مقاييس صدام ( كل العراقيين الجيدين هم بعثيون وان لم ينتموا )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat