أليس في الدجيل حذاء واحد؟
عباس العزاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عباس العزاوي

انتظر ورثة الفكر البعثي وايتامهم مرور موجة الاستنكار والصدمة الكبيرة التي عمّت ارجاء البلاد بعد الكشف عن فاجعة عرس التاجي المروعة , وهدوء المشاعر نسبياً لاسيما بعد صدور قرار المحكمة الجنائية باعدام افراد الزمرة الهمجية التي قامت بالجريمة, وماتلتها من ازمات مفتعلة كخطاب الدكتور اياد علاوي الثوري وتصريح السيد اسامة النجيفي الطائفي ... انتظروا هؤلاء الاجلاف واصحاب القلوب السوداء ان تبرد حمى هذه المجزرة في صدور العراقيين, ليفجروا قنبلتهم الاعلامية الرخيصة, في محاولة بائسة للالتفاف حول هذا الحدث الأليم ونسفه من الاساس , بدل اللجوء بشكل قانوني الى القضاء واثبات عدم وجود هكذا جريمة اوانها مفبركة من قبل جهات سياسية معينة حسبما يقولون!!.
وفي اصرارهم هذا مايُريب !! ويشير بشكل واضح الى ان كشف هذه الجريمة وملابساتها بالكامل ربما سيؤدي بالنتيجة الى اماطة اللثام عن مؤامرات وجرائم بشعة اخرى اكثر دموية وقد تطال الكثير من الرؤوس السياسية الكبيرة !!, والا مالذي يدفع اعضاء هذه القائمة تحديداً بالتصدي لهذه القضية والتشكيك بالواقعة وبحدوثها اصلاً رغم اعتراف المجرمون انفسهم وتوفر الادلة الجنائية الاخرى والصور لدى المحكمة العراقية التي ادانتهم بمقتضاها.
سابقة خطيرة وفريدة من نوعها وتجاوز صريح للقضاء العراقي ان تذهب مجموعة من اعضاء القائمة العراقية الى مدينة الدجيل ضمن لجنة تقصّي الحقائق!! وهي في جوهرها لجنة اكمال مخطط القائمة العراقية في طمر الحقيقة ومحاولة اثارة الشبهات حول الجريمة بهدف تسيّسها !! دون ادنى احترام اوتقدير لمشاعر عوائل واقرباء الضحايا , فما كان من اهالي المدينة الشرفاء الا القيام بطرد هذا الوفد من قاعة المؤتمر ومن المدينة كلها .. قبل اكمال فقرات مؤتمرهم المشؤوم!!
مع اعتزازي وتعاطفي الكبير مع أُسر الضحايا المظلومة وموقفها المشرف هذا... الا انني عاتب وزعلان عليهم كثيراَ , فالتاريخ يشهد بان هذه المدينة المناضلة سبق وان قدمت الكثير من التضحيات في سبيل الوطن خصوصاً بعد اخفاق عملية الاغتيال البطلة التي حدثت هناك في بداية الثمانينات ضد المقبور صدام ورشقهم أياه وهو في اوج طغيانه وقوته بالرصاص الحي والقاذفات عند مرور موكبه في المدينة , فكيف لهذه المدينة الشامخة ان تفوت فرصة كبيرة ونادرة برشق هؤلاء الصعاليك بسيل من الاحذية والشحاطات اوالنعل المعادة ... كما فعلها من قبل اخوانهم في النجف الاشرف بزعيم القائمة المذكورة, أليس في المدينة حذاء واحد ؟ يشفي صدور قوم مقهورين ويطبع على وجوه البعثيين الوقحة علامة الجودة والغضب الجماهيري!!. أمْ ان احذيتكم يارجال الدجيل كانت ماركات جيدة وأغلى بكثير من قيمة الاهداف المطلوبة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat