صفحة الكاتب : خضير العواد

لقد دُمر العالم العربي من أجل بيان القمة العربية الأخير
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد الانهيار الكبير وفقدان الكرامة وتحطم جميع الشعارات التي تغنت بها الشعوب العربية نتيجة الهزيمة المرة في حرب 1967، اصبح المواطن العربي يتخبط في وحل الأفكار والآراء والتطلعات بالإضافة للشعارات لعله يجد من يخرجه من مأزقه ويضعه على السكة الصحيحة التي توصله الى كرامته وعنفوانه الذي ذهب منه نتيجة الهزائم التي هزته لعشرات السنين بل المئات ،وقد ساهم في هذا الضياع بل كان من العوامل المهمة في استمراره هو وجود الحكومات التي لا تمتلك في عقليتها شيء إلا الكرسي وكيفية الحفاظ عليه حتى وأن تطلب الأمر التضحية بكل الموجودات ، وجود هكذا حكومات جعل الغرب وإسرائيل يسيطرون على القرار العربي ويقضون على أمل الشعوب في العودة الى تحقيق المبادئ الإنسانية من كرامة وحرية ومن ثم حياة سعيدة ، هذه الخلطة الغربية العربية الإسرائيلية التي سيطرة على الشعوب العربية بمختلف الطرق من معتقلات وتعذيب وتهجير وغسل أدمغة عن طريق الإعلام الممنهج دفعت المواطن العربي الى السقوط في هاوية فقدان الثقة بالنفس والقيادات الحقيقية التي تقود الأمة ، ولكن ولادة حزب الله ومن ثم التنظيمات المقاومة في فلسطين قد جعل الشعوب تنهض من نومتها وتنفض الغبار الذي غطاها نتيجة خضوعها واستسلامها لتلك الأنظمة الدكتاتورية المتخلفة المنغمسة في حب السلطة والمال وباقي ملذات الدنيا على حساب الشعوب والأوطان ، ومع انتصارات حزب الله الكبيرة التي هزت كيان الأمة وأنبتت فيها من جديد الثقة بالنفس قد أفزع الحكومات العربية قبل الغرب وإسرائيل ، لأن هذا الحزب قد أثبت للشعوب العربية بشكل عملي على كذب وافتراء أغلب الحكومات العربية وماكينتها الإعلامية التي صورت إسرائيل على إنه بعبع لا يمكن مواجهته بأي حال من الأحوال ، فهبت الشعوب العربية الى الالتفاف حول حزب الله وقيادته والتغني بانتصاراته التي أعادة للأمة أمجادها وعنفوانها الذي ضاع منها على أعتاب فلسطين وأعتاب ساحات الحرية في جميع الدول العربية ، هذه الصرخة الجديدة (الفكر المقاوم) التي اكتسحت الشارع العربي جعلت الغرب وإسرائيل ومن ثم الحكومات العربية يعيشون في حالة هلع وخوف من المستقبل نتيجة تنامي قاعدة هذا الفكر الذي يرتكز على تحقيق الهدف المقدس وهو أعادة الكرامة لهذه الأمة من خلال تحرير فلسطين وجميع الأراضي المحتلة ، لأن هذا الفكر يدفع هذه الشعوب الى تحطيم كل العوائق التي تقف حائل في تحقيق هذا الهدف وفي مقدمتها الحكومات العربية ، لهذا السبب حاولت هذه الحكومات تضعيف هذا الفكر بمختلف الطرق والأساليب ولكنها فشلت لأنها لم تعطي البديل لقيادة الأمة ، فعملوا الخريف العربي من أجل تغير بعض الوجوه التي سيطرة على الحكم لعشرات السنين وإشغال الشعوب العربية بهذا الخريف من أجل ضرب المقاومة ومحاصرتها عن طريق ضرب سوريا من الداخل تحت مسمى الشعب يريد تغير النظام ولكن في الحقيقة الغرب يريد تحطيم  المقاومة ، وأدخلوا على طبخة الخريف العربي إبهارات الطائفية حتى تلتهمها الشعوب العربية بأسرع وقت ممكن مع جذب المتشددين الإسلاميين من جميع بقاع العالم لتكتمل كل العناصر التي ستؤدي الى تدمير سوريا ومن ثم حزب الله وقياداته ، ولكن حتى إبهارات الطائفية لم تنجح في تدمير المقاومة نتيجة حكمة وذكاء قيادتها ، نعم ابعدت عنها الكثير من شباب المحيط العربي الغير مثقف والغير الواعي ، ولكن بقى حزب الله وقيادته الخطر الأكبر على إسرائيل و دكتاتورية ومخططات جميع الأنظمة العربية المتخلفة التي تمثلها السعودية ، فقد أضعف الخريف العربي والإرهاب أهم ثلاث قوى عربية مصر والعراق وسوريا مما جعل الساحة العربية فارغة بل مهيأة لبروز وصعود نجم السعودية ومن يلتحف بعباءتها من دول الخليج ، فسيطرة السعودية على القرار العربي جعلها تحقق ما لم تستطع تحقيقه في الحرب وهو إصدار بيان تتبناه الجامعة العربية في جعل المقاومة المتمثلة بحزب الله إرهابية ، وهذا البيان من أخطر البيانات التي صدرت من الجامعة العربية لأنه قد ضرب جميع الشعوب العربية في أهم مرتكزاتها التي دفعتها للنهوض والعودة الى الكرامة والعزة والحرية المفقودة وهو تبني الفكر المقاومة بل تجريم من يمتلك هذا التفكير ، حتى تبقى هذه الحكومات أطول فترة ممكنة في الحكم بالإضافة الى القضاء الكامل على القضية الفلسطينية وتبديلها بالعلاقات العربية الإسرائيلية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/12



كتابة تعليق لموضوع : لقد دُمر العالم العربي من أجل بيان القمة العربية الأخير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net