صفحة الكاتب : عزيز الابراهيمي

نوم وزارة التخطيط سيلحق الدجاج بالطماطم
عزيز الابراهيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علم الاقتصاد في أساسه, هو علم دراسة الحوافز ... كيف يحصل الناس على ما يريدون من  ارباح وحاجيات؟, ما هي الظروف التي ينبغي توفيرها, لدفع الأنشطة الاقتصادية المختلفة ؟, ثم ماهي آليات ضبط الموازنة بين حجم الانتاج والاستهلاك؟...الخ, وحيث إن جميع الأنشطة الاقتصادية يمكن قياسها ومعرفتها على وجهة الدقة, لذا كانت الحاجة ماسة لوجود إحصاءات شاملة, لتكون بمثابة, مادة تسهم في تعديل, او تجديد تلك البيئة الاقتصادية من اجل خلق حوافز جديدة, او تعديل القديمة منها.
من هنا تضطلع وزارة التخطيط بدور محوري, في أي عملية تنموية من خلال رصد الواقع بشكل مستمر, وتجهيز الدولة بكافة البيانات, والخطط اللازمة للنهوض بالعملية الاقتصادية, ولكن هل تمارس وزارة التخطيط اليوم مثل هذا الدور؟ 
السبات التي تمر به هذه الوزارة,  يمكن معرفته من خلال زيارة بسيطة لبنايتها الفخمة ذات الطوابق المتعدد, والتي يسودها الهدوء, وعدم الحراك, مما يؤشر الى حد ما ضآلة الدور الذي تقوم به!! ولكن ليس من العدل الحكم على ظواهر الأمور, فربما تقنيات تخميد الصوت, والبرامجيات الحديثة, أسهمت في كتم الأصوات, واختصار أعداد الموظفين, وهذا أمر ممكن, في ظل الإنفاق على الأثاث والكماليات, الذي رافق الميزانيات الانفجارية للأعوام السابقة, لذا يحسن الخوض في تفاصيل من صلب عمل هذا الوزارة قبل الحكم عليها.
يعتبر محصول الطماطم من المحاصيل المتوفرة محليا, ويمتهنها مزارعون لديهم الخبرة منذ سنين طويلة, وليس لديهم أي مشكلة في الري, فالمياه الجوفية هي عماد عملهم, ولكن هذه الزراعة قد تعرضت إلى نكسات كبيرة, من خلال هجران اغلب مزارعيها, لأنهم يبيعون محاصيلهم بأسعار لا تسد كلف الإنتاج , من أهم الأسباب في ذلك, هو عدم ضبط الحدود في أوقات جني المحصول, والسبب في اغلبه يعود الى خمول وزارة التخطيط, وعدم فاعليتها, فحجم الاستهلاك اليومي لهذا المحصول يمكن بسهولة ضبطه (من خلال مكاتب العلوة كما تسمى), كما ان حجم الإنتاج المحلي يمكن معرفته بسهولة بنفس الطريقة, ومن خلال معادلة بسيطة, يمكن معرفة حاجة السوق من المحصول من خارج الحدود, ولكن ترك الأمور على عواهنها, أدى الى ضياع زراعة هذا المحصول بنسبة كبيرة!, فعندما تسمع المنادي ينادي في الشوارع  (صندوق طماطة بخمسة) والصندوق يزيد على عشرين كيلوغرام تعلم عندها مدى خسارة المزارع والبلد معاً.
نفس هذه العبارة البائسة نسمعها اليوم ومن نفس المنادي ولكن بألفاظ أخرى (دجاجة كبيرة عدلة بخمسة) ولكن ماذا يعني ذلك ؟
تشهد القرى والأرياف هذه الايام, نمواً كبير في انتاج الدواجن, لأسباب منها يأس الشباب من الاعتماد على حلم التعيين, ووجود هامش ربح في هذه النوع من العمل, ولكن تزايد فتح الحقول المحلية, مع بقاء كميات المستورد على حالها, ادى الى رخص كبير في قيمة الدواجن, وبالتالي فقدان الحافز, الذي ادى بالشباب الى امتهان هذا النوع من العمل, وضموره في المستقبل, فلك حريص على هذا البلد نقول قبل ان نرفع شعار صناعتنا هويتنا علينا ان نرفع زراعتنا وانتاجنا الحيواني هويتنا فبهذا عرفنا منذ القدم, ومن يقرأ تاريخ الامم يجد ان الصين لم يقفزوا في حقل الصناعة الا بعد ان امتلكوا الزراعة وحازوا على أمنهم الغذائي .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الابراهيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/06



كتابة تعليق لموضوع : نوم وزارة التخطيط سيلحق الدجاج بالطماطم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net