صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

تطوير المنتوج الوطني .. خطوة في الاتجاه السليم
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الان توجد حملة وطنية لتسويق الانتاج المحلي في القطاعين الصناعي والزراعي، وذلك لتأمين الاحتياجات وتفعيل الاقتصاد وتنشيطه وتقليل الاعتماد على النفط المورد الرئيس وعدم رهن البلاد بموارده.

نلحظ اجتماعات عديدة مشتركة قطاعية وبين القطاعات الاخرى، فقد اعلن وزيرا التجارة  والصناعة عن تشكيل لجنة مشتركة لتأهيل معامل الصناعات الوطنية لسد حاجة البطاقة التموينية من المنتوج الوطني، وتزامن ذلك مع عزم وزارة التجارة انشاء سايلوات لجمع وتخزين محصولي الحنطة والشعير الذي يتوقع ان يكون الانتاج كافياً لتأمين غذاء شعبنا منهما.

لا شك ان الحكومة تخصص مبالغ هائلة سنوياً في موازناتها لغرض الاستيراد، وبالتالي أية زيادة في الانتاج المحلي توفر مبالغ ليست قليلة يمكن الاستفادة منها في تنمية القطاعات الاخرى.

فتخصيصات وزارة التجارة للبطاقة التموينية تبلغ 6 مليارات دولار سنوياً وجلها يصرف على منتجات زراعية وصناعية يمكن ان ينهض بتأمينها القطاعان الزراعي والصناعي ، فحسب ما اعلنه بيان الاجتماع بين الوزيرين السوداني والدراجي انه يمكن خلال عامين تأمين كامل الحصة التموينية من الزيوت، وهنا سوف تسهم الوزارتان في تشغيل شركات التمويل الذاتي المتعثرة وتصرف رواتب العاملين فيها، الى جانب تنشيط زراعة المحاصيل المتعلقة بانتاج الزيوت وتوفير فرص عمل اضافية في هذا القطاع. وهكذا الامر بالنسبة الى الكثير من المنتجات الاخرى.

لاول مرة معمل سمنت كربلاء يسدد رواتب العاملين فيه من انتاجه بعد تأهيله، وكذلك زاد معمل سمنت السماوة من انتاجه لتلبية الطلب على مادة السمنت. من هذين المثالين وغيرهما يتضح ان هناك امكانية كبيرة لتأهيل هذه الشركات التي يقال عنها خاسرة ويسعون بشتى السبل لبيعها برخص التراب الى القطاع الخاص. في تأكيد لما يثار من الريبة عن الاهداف من وراء هذا المسعى.

ان البحث في كل الاتجاهات لتصنيع وتطوير وتسويق المنتوج الوطني مساءلة في غاية الاهمية وتحظى بتأييد واسع ليس فقط من ما يقرب من نصف مليون عامل في شركات التمويل الذاتي، بل من كل ابناء شعبنا الذين يريدون اقتصاداً معافى ومتطوراً ولا يتأثر كثيراً بالصدمات والازمات.

ما دام بالامكان ان تنتج هذه الشركات وتقدم ما يحتاجه الناس وتشغيل الكثير منهم، لماذا لا ندعمها ونساندها ونؤهلها بدلاً من ترك العاملين فيها في بطالة اجبارية ومقنعة ومظاهرات مستمرة للحصول على حقوقهم في صرف رواتبهم المتأخرة.

من المهم والمفيد الاهتمام بما شخصته ادارات هذه الشركات ووزارتا الصناعة والتجارة بتحسين مراكز التسويق للمنتجات، فالمواطنون يبحثون عن المنتوج المحلي ولا يجدونه، فليس من المعقول عندما يريد مواطن يشتري قطعة ملابس ان يذهب الى النجف كي يشتري من منتجات معمله، وليس من المنطق ان يأتي زبون من الكاظمية او التاجي كي يشتري من جلود في الكرادة ببغداد وهكذا لبقية المعامل.

ان العرض والتسويق والترغيب والتعريف بالمنتوج الوطني صناعة بحد ذاتها لتسويق ما متكدس من بضاعة في المخازن، الاهتمام بكل الجوانب وحده يحسن من الاداء والجودة ويزيد من نسبة مساهمته في الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على الاستيراد ويحقق جزءاً من الاكتفاء الذاتي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/05



كتابة تعليق لموضوع : تطوير المنتوج الوطني .. خطوة في الاتجاه السليم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net