صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

السيف مقابل اللسان
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لايمكن النظر الى قضية إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر بتبسيط متناه كما يريد بعض المراقبين، فالقضية أكبر من أن تكون داخلية، أو أن يكون النمر مواطنا سعوديا، فلو كان مواطنا سعوديا لما قطع رأسه بالسيف وهو لم يحمل سلاحا ضد الحكومة في الرياض، والأمر مرتبط بنوع من الصراع الطائفي المخيف الذي لانتمناه ونخشى أن ندفع ثمنه باهظا فهناك إستخدام مفرط للعنف من قبل المسلمين بمختلف طوائفهم وتجنيد وتحشيد وتجييش إستعدادا للمواجهة ويجب وقف ذلك بالحوار والتسامح لابدعم الجماعات المتطرفة والمتشددة والتكفيرية، ولا بإعدام من يقف على منبر ويتحدث وهو لايحمل سيفا، فالنمر تحدث بلسانه، بينما الحكومة السعودية إستخدمت السيف، وهي قسمة لم تكن عادلة على أية حال.

زمن داعش ونهاية دين محمد

 

. هذه هي الحقيقة فالتعاليم الدينية واضحة، وكلنا نعيش أزمنة التقنيات والتكنلوجيا لكننا نرضخ لمفاهيم التطرف والسيف والحراب التي تحز الرقاب.. لم يعد من الإسلام سوى رجال يركضون وراء النساء طلبا للنكاح.. بينما التشدد والتعصب الطائفي يجعلنا ندافع عن سلوكيات لاتمت الى الإنسانية بصلة.. لابد لمحمد أن يتدخل اللهم إلا إذا كان كما يقول عنه الوهابية إنه كعصاتي هذه لاتضر ولاتنفع، ولابد أن يتدخل الله لتصحيح المسار فليس معقولا أن يحكم الأرض مجموعات من المخابيل بإسم الإسلام.

المملكة العربية السعودية تعلن نفسها كدولة مؤسسات وهذا أمر صحيح، وجدير بالإهتمام ولكن ليس من المنطقي أن تتصرف كمنظمة، فالدولة ليست منظمة وهي مسؤولة أمام العالم عن سلوكها وقراراتها السياسية والمتعلقة بحفظ المصالح والعالم لم يعد بعيدا عن بعضه، بينما مفهوم السيادة يترنح والتقارب الذي تسببه المذاهب والأديان والقوميات لايتيح الكثير للحكومات لتعترض وترفض وتتخذ قرارات دون الإهتمام بمواقف وتصورات الآخرين التي تتقاطع في الغالب مع بعضها البعض تبعا للظروف والمعطيات والحوادث والعقائد.

لانريد للدول أن تتصرف كما يتصرف أعضاء داعش وبقية التنظيمات الدينية المتطرفة والمتوحشة، ففي حين يجري الداعشيون خلف النساء في الموصل والرقة وغيرها من مدن بهدف إغتصابهن بإسم الدين تمارس المملكة العربية السعودية سياسة قطع الرؤوس، وماتزال تستخدم السيوف وتفخر بذلك، بينما تتحالف مع الغرب الديمقراطي ومع دعاة حماية الديمقراطية وحرية التعبير في أمريكا وأوربا.

العالم يعود القهقري ويتهاوى أمام التعصب والتطرف والوحشية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/03



كتابة تعليق لموضوع : السيف مقابل اللسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net