صفحة الكاتب : محمود خليل ابراهيم

افراغ الرسالات السماويه من محتواها
محمود خليل ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اذا تتبعنا الوجود الانساني على الارض منذ ابينا آدم الى يوم الوقت المعلوم نرى وبكل حسره كيف داْبت القوى المضاده للاصلاح وعلى مر الدهور من افراغ الرسالات السماويه من محتواها الاصيل وتوجيهها بما يخدم مصالحهم الضيقه وشهواتهم في التحكم والسيطره ... ولم يقتصر هذا التوجه على الرسالات السماويه وحدها بل تعدت الى الاصلاحات الوضعيه الانسانيه التي اعتمدت على افكار اناس مصلحين لاصلة لهم برسالات السماء لا من قريب ولا من بعيد ايضا ...
فلو امعنا ودققنا وتتبعنا مسيرة الثورات الراديكاليه التي نشبت في بقاع الارض المختلفه والبيئات الانسانيه المتعدده لوجدنا شيئا مثيرا ومحزنا في نفس الوقت الا وهو ما ان يرحل قائد ثوره او مصلح ما الا وتكالبت بعده قوى ثوره مضاده من اتباعه او المحسوبين عليه ليبددوا ما قام بانجازه خلال مسيره حافله بالتضحيات او بتحييدها عن مسارها المرسوم اساسا....
فعلى سبيل المثال قامت عصابة الاربعه بعد وفاة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ بمحاوله يائسه لتحييد الثوره الصينيه عن مسارها الاصلاحي لو تدارك التلامذه الاصلاء من اتباع الرئيس ماو بانقاذ البلاد من تلك المؤامره.... وفي الاتحاد السوفيتي السابق تمكن كورباتشوف اخر رئيس لتلك الدوله بتفكيك الاتحاد السوفيتي وانهاء الحكم الشيوعي الذي امتد ما يقرب اكثر من سبعة عقود ...
ولنعود مره اخرى الى الرسالات السماويه الثلاثه الاساسيه الا وهي وفق التسلسل الزمني لها كالاآتي: 
*رسالة موسى وهارون الى بني اسرائيل والمتمثل تراثها بالتوراة.
** رسالة عيسى ابن مريم الى بني اسرائيل ايضا والمتمثل تراثها بالانجيل .
*** رسالة محمد ابن عبدالله الى العالم اجمع والمتمثل تراثها بالقران.
تعرضت الرسالتين المذكورتين المتتالتين اعلاه بطريقه او باخرى الى الاجهاض من خلال عمليات التحريف التي طالت تراثيهما ... اما الرساله الثالثه والخاتمه والمتمثل تراثها بالقرآن والتي تعهد الله بحفظه من التحريف فانها هي الاخرى لم تسلم من عبث اصحاب المصالح من طلاب السلطه والذين تمكنوا منها من خلال ايجاد جيش من المفسرين لتاْ ويل النصوص المقدسه خدمة لمصالحها وضمانا لبقاءهم في السلطه لاطول فتره ممكنه وبذلك تم لهم ما ارادوا من خلال افراغ الرساله المحمديه من محتواها الاصيل وما نراه اليوم من تردي ما هو الا نتاج واضح  لعملية افراغ الرسالة من محتواها الالهي الاصيل ...
لذا علينا ان لانستغرب ما يحصل لنا اليوم من انكسارات متتاليه واحده تلو الاخرى ولا سيما اننا نعلم بان خطين متوازيين من القوى على الارض تتحكم بنا وهما الخط الاصلاحي الالهي والخط التدميري الشيطاني وهما خطان متصارعان على امتداد العصور حتى يوم الوقت المعلوم الذي ياْذن به الله لاتمام الاصلاح النهائي والاخير بالانتصار النهائي على قوى الشر والى الابد وما ذلك على الله ببعيد (والله متم نوره ولو كره الكافرون) (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون)
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين....

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود خليل ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/27



كتابة تعليق لموضوع : افراغ الرسالات السماويه من محتواها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net