وقفةُ أَسَفٍ عند الآلوسي المُفسّر
احمد سالم إسماعيل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد سالم إسماعيل

من المشهور والمعروف أن الآلوسي هو أحد المفسرين الكبار في المسلمين، ومعرف أنه صاحب تفسير (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني)، إذ من عنوانه يُكبِرُهُ سامعُهُ.
وأنا أتصفح اليوم في مكتبة الشيعة الألكترونية لآخذ معلومة أفيد منها في مجال معين، رأيت شيئاً -لا أصفُهُ الآن- تحدث به ضمن تفسيره وكلامه عن الحروف المقطعة عند أوائل سورة البقرة المباركة، إليكم كلامه هذا، اقرؤوه ثم قولوا عنه ما يناسبه:
(ومن الظرائف أن بعض الشيعة استأنس بهذه الحروف لخلافة الأمير علي كرم الله تعالى وجهه فإنه إذا حذف منها المكرر يبقى ما يمكن أن يخرج منه (صراط علي حق نمسكه) ولك أيها السني أن تستأنس بها لما أنت عليه فإنه بعد الحذف يبقى ما يمكن أن يخرج منه ما يكون خطاباً للشيعي وتذكيراً له بما ورد في حق الأصحاب رضي الله تعالى عنهم أجمعين وهو (طرق سمعك النصيحة) وهذا مثل ما ذكروه حرفا بحرف وإن شئت قلت (صح طريقك مع السنة) ولعله أولى وألطف، وبالجملة: عجائب هذه الفواتح لا تنفد ولا يحصرها العدّ. وكلّ يدّعي وصلاً لليلى * وليلى لا تقرّ لهم بذاكا). تفسير الآلوسي: ج١ / ص١٠٤.
ها قد قرأتم، والآن يمكن أن أعرض الأمور التالية:
١. إن الآلوسي يعدّ هذا من الظرائف، وكأنه يتفرّج على قومٍ ليسوا علماء، ولعل مقولته هذه انقلبت ضده من حيث لا يشعر، فهو وصفها بالظريفة عندما أتى بها بعض الشيعة، وأخذ بعد ذلك يصوغها بصياغة أخرى، فهو قد سمح لنا بأن نقول: ومن الظرائف أن بعض السنة استأنس بهذه الحروف...إلخ، فهو قد ولج في وصفه لغيره، فصار فعلُهُ ظريفاً كالذي وصفه قبل ذلك.
٢. لو وُجِدَتْ هذه العبارات في تفسير أحد علماء الشيعة لقالوا: (هذه طائفيّة!)، فوا حسرتاه على مفسّر كالآلوسي، رأى شيئا عند الشيعة نابعاً من حبهم لأميرهم، فأراد أن يوجد شيئا للسنّي، يوازي الذي لدى الشيعي!، وكأن الشيعة والسنة ضرّتان اجتمعتا عند الحروف المقطّعة، كل واحدة تريد حبّ وعطفَ وعشقَ الحرفِ نحوها!.
٣. إن الأدهى والأمرّ: أنه يحاول أن يَحرِفَ المدحَ لعلي بن أبي طالب إلى غيره، ولو سألناه من هو أفضل الصحابة لأقرّ بأفضلية علي عليه السلام، إذن لماذا هذا الحرص على إخلاء ساحة علي بن أبي طالب حتى من مدح محبّيه ومواليه!؟
ثُمّ عندما أوجد عبارته (صح طريقك مع السنة) أ لم يتبادر لذهنه أن عليّ بن أبي طالب على سُنّة رسول الله صلى الله عليه وآله؟! وكأن علياً عليه السلام خارجٌ عن دائرة مُتّبعي سُنّة رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم من جهة أخرى: أ لا يعترف بخلافة عليٍّ عليه السلام كخليفة رابع، إذن لماذا لا يدافع عنه كما يدافع عن الصحابة الآخرين؟!.
ولا أدري كم أمضى لصياغة عبارة يجعلها لصالح السُّنّيّ، ويدعو بها الشيعي ويذكّره بما ورد في فضائل الصحابة، وكيف فاتَهُ -وهو على ثقله في العلم والتفسير- أن هذا الوقت -ولو كان قليلاً- سيُسألُ عنه فيمَ قضاهُ؟.
في الحقيقة: أقف متأسفاً عند عالم كهذا، يضع تفكيره ويسخر طاقته لأجل أن لا يُختَصَّ ابنُ أبي طالبٍ بشيء ممّا وجده موالوه وشيعتُهُ!، أنا لا أدري ماذا في قلوب بعضهم عن علي بن أبي طالب عليه السلام! وهم جميعاً يعترفون أنه لم يخدم الإسلامَ أحدٌ كلعلي بن أبي طالب عليه السلام.
نسأل الله الهداية، والثبات على ولاية أمير المؤمنين وآله الطاهرين، وأن يرزقنا الله حُسن العواقب بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الذي لا تسعُه الأبحاث والمطالب، وبذكره توقَدُ نارُ الحقد في قلوب النّواصب، وصلى الله على أمير المؤمنين وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat