اسبوع التعدي على حرمات الله (اغتصاب فدك)
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فدك قرية صغيرة تقع على بعد يومين أو ثلاث ( 280 كيلو متر) أفاءها الله على رسوله (ص) في سنة سبع للهجرة صلحاً فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فكانت خالصة لرسول الله (ص) فيها عين فوارة ونخل كثير.... ( 1) ، بعد أن اصبحت خالصة لرسول الله (ص) أوحى الله لنبيه ( وآت ذا القربى حقه ) ....(2) فلم يدري رسول الله (ص) من هم ، فراجع في ذلك جبرائيل عليه السلام فسأل الله تعالى عن ذلك ،فأوحى إليه أن ادفع فدك الى فاطمة صلوات الله عليها ، فدعاها رسول الله (ص) فقال لها : يا فاطمة إن الله سبحانه أمرني أن أدفع إليك فدك ، فقالت قد قبلت يا رسول الله (ص) من الله ومنك ، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله (ص) ......(3)
خطبة الزهراء عليها السلام :
فخطبت سلام الله عليها في الناس وذكرتهم بعقائد الإسلام وثوابته وفضله على البشرية وفضل أبيها رسول الله (ص) وكيف أنقذ الأمة ووحدة كلمتها وجعلها قويةً تهابها الأمم بعد أن كانت ضعيفة تتلقفها الأخطار من كل مكان وأشارت بزوجها علي بن أبي طالب عليه السلام وما قدمه لتثبيت ونشر الدين القويم ومن ثم هددتهم بشخصيتها عندما قالت وأعلموا أني فاطمة وأبي محمد (ص) ؟؟؟؟ ،من هي فاطمة عليها السلام ؟؟؟ عن مجاهد أنه قال خرج النبي (ص) وهو أخذ بيد فاطمة عليها السلام ,فقال : (من عرف هذه فقد عرفها , ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد , وهي بضعة مني وهي قلبي , وهي روحي التي بين جنبي , من أذاها فقد أذاني , ومن أذاني فقد أذى ألله )...... (4) وقد أظهرت مظلوميتها من خلال اغتصاب حقها في فدك وطرحت فكرة الوراثة على الرغم من أن القوم قد اغتصبوا ملكها في فدك ولكنها طرحت حق الإرث لأن المجتمع في ذلك الوقت يؤمن بهذا الحق وهو قديم ومتعارف عليه ما بين القبائل قبل ظهور الإسلام ولكن ليس بالتقنين الذي طرحه الإسلام ولكن كفكرة متعارف عليها ومحترمة مابين الناس ومن خلال طرح مسألة الوراثة كانت الزهراء عليها السلام تريد إثبات بطلان شرعية هذه الحكومة ، فقدمت أدلتها من القرآن القويم قال الله سبحانه وتعالى ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ..)... (5) ولقوة الدليل ووضوحه جعلت أبو بكر يقف مذهولاً أمامه فأختلق حديثاً يقول فيه ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) ....(6) فكان صوت الصديقة مجللاً بدليلها على هذا الحديث بآيات من كتابه الكريم قال الله سبحانه وتعالى (وورث سليمان داود ...) .....(7) ، وقال الله سبحانه وتعالى ( يرثني ويرث من آل يعقوب وأجعله رب رضيا)..... (8) ، فأصبح الدليل الذي طرحه أبو بكر ( الذي لم يسمعه من رسول الله (ص) غيره ؟؟؟ ) يتضارب مع كتاب الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فاقبلوه وما خالفه فأضربوا به عرض الحائط )..... (9) .
فبهذه الأدلة التي طرحتها فاطمة عليها السلام من كتاب الله في إثبات حقها في فدك أمام المسلمين قاطبةً وعدم رجوع الحكومة الى كتاب الله في تطبيق الشرع الإلهي قد رسخت سيدة نساء العالمين عليها السلام للمسلمين في زمنها وللمسلمين قاطبةً الى قيام الساعة ثلاث عناوين جميعها تثبت عدم شرعية كل من تقمص الخلافة قال الله سبحانه وتعالى( ....ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون،.... ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون، ....،...ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ).... (10) قال الله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين)... (11) قال الله سبحانه وتعالى ( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ).... (12) قال الله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ....(13) ، فخرجت سلام الله عليها من مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أن وضعت النقاط على الحروف وأثبتت للأمة الإسلامية قاطبةً بعدم شرعية كل من تقمص الخلافة من خلال مطالبتها بحقها من فدك ، ورسخت العناوين الثلاثة (الكفر والظلم والفسوق) لكل من لم يحكم بما أنزل الله للمجموعة الانقلابية .
(1) معجم البلدان - الحموي ج 4 ص 238 (2) سورة الروم آية 26 (3)المقنعة – الشيخ المفيد ص289 (4) نور الأبصار - الشبلنجي ص 52 (5) سورة النساء آية 11 (6) المسائل الصاغانية للشيخ المفيد ص 99 (7) سورة النمل آية 16 (8) سورة مريم آية 6 (9) التبيان -الشيخ الطوسي ج 1 ص5 (10) سورة المائدة آيات44،45،47 (11) سورة النساء آية 144 (12) سورة هود آية 113 (13) سورة الحجرات آية 6