الإسلاموفوبيا.. دعاية الرعب للسباق نحو الرئاسة الأميركية

بات الحديث الآن جليا عن “الإسلاموفوبيا” أو الخطاب المعادي للإسلام من قبل الأحزاب الرئيسية وعبر أذرعها الإعلامية خلال الحملات الانتخابية للرئاسة الأميركية، حيث يلقي هاجس الأمن والخوف من الإسلام والمسلمين بظلاله الثقيلة على الرأي العام الأميركي خاصة عقب حادثة إطلاق النار الإرهابية في سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
ورغم التحفظ الشديد لدى قوى اليسار السياسي حيال قضية الإسلاموفوبيا، إلا أن اللعبة السياسية لدى اليمين تنطوي على صناعة الرعب منه وتقديم جرعات للناخب الأميركي برفع حدة الخطاب المعادي للإسلام عبر التوجه له بإشاعة الخوف وإذكاء التعصب ضد الإسلام والمسلمين.
وتعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الحملات الانتخابية للرئاسة الأميركية ظاهرة جديدة نسبيا، حتى أنها لم تكن واضحة بشكل بارز خلال السباقات الثلاث الماضية نحو البيت الأبيض والتي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية بل كانت مجرد نصوصا هامشية وأسافين ضمن جملة من الهواجس التي ينظر إليها من خلال منظومة الأمن القومي.
ومع ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية التي تشنها تنظيمات أصولية متطرفة مثل تنظيم القاعدة أو داعش في دول شتى، بدأت كرة الثلج والتخويف من الإسلام تأخذ بالازدياد ليصبح لغة الخطاب في الحملات الانتخابية، وكان آخرها دعوة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة، بزعمه أن المسلمين يضمرون الكراهية للأميركيين مما يشكل خطرا على البلاد، والمخاوف التي ادعاها من انزلاق الأوضاع لتشهد البلاد مزيدا كأحداث سبتمبر 2001.
وتلت دعوة ترامب تصريحات للمرشح الجمهوري بن كارسون تدعم ضمنيا ما جاء به ترامب، خاصة وأن كارسون نفسه أطلق في السابق تصريحات مماثلة قال فيها إن الإسلام لا يتوافق والدستور الأميركي معربا عن أنه لا ينبغي لأي مسلم أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، مخافة أن يخضع الناس لمعتقداته، بحسب رأيه.
وربما ما هو أكثر مدعاة للقلق هو أن هذه النغمات التي تطلقها جوقات المتعصبين في الحزب الجمهوري ضد المسلمين تلقى صدى هائلا ، فدعوات ترامب و بن كارسون وبعيدا عن كونها تعليقات عنصرية بخسة- لاقت رواجا لدى أذهان جمهور العامة من الناخبين في الولايات المتحدة الأميركية.
فقد أشار استطلاع للرأي، شمل عددا من الناخبين المسجلين في ولاية كارولاينا الشمالية، إلى أن حوالي 72 ٪ يرون أنه لا ينبغي أن يسمح لمسلم أن يكون رئيسا، ورأى نحو 40 ٪ من المستطلعة آراؤهم أنه لا يتوجب أن تشرع الديانة الإسلامية في الولايات المتحدة الأميركية.
وكل ذلك يذكي المخاوف من لهجات التصعيد سواء السياسية منها أو الشعبية ضد الإسلام والمسلمين وخاصة لدى مسلمي أميركا بشكل خاص، والذين يشكلون نحو 9 بالمئة من السكان في الولايات المتحدة الأميركية.
*سكاي نيوز


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/08



كتابة تعليق لموضوع : الإسلاموفوبيا.. دعاية الرعب للسباق نحو الرئاسة الأميركية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net