صفحة الكاتب : عامر ناصر

النفاق والمنافقون في الإسلام
عامر ناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أنواع المسلمين
 
ينقسم المسلمون وحسب التقسيم القرآني الى 
1- المؤمنون 
2- المنافقون 
3- الذين في قلوبهم مرض
4- المرجفون 
5- المستضعفون
 
المنافقون
 
( يهتم القرآن بأمر المنافقين اهتماما بالغا و يكر عليهم كرة عنيفة بذكر مساويء أخلاقهم و أكاذيبهم و خدائعهم و دسائسهم و الفتن التي أقاموها على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و على المسلمين، و قد تكرر ذكرهم في السور القرآنية كسورة البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنفال و التوبة و العنكبوت و الأحزاب و الفتح و الحديد و الحشر و المنافقون و التحريم.
و قد أوعدهم الله في كلامه أشد الوعيد ففي الدنيا بالطبع على قلوبهم و جعل الغشاوة على سمعهم و على أبصارهم و إذهاب نورهم و تركهم في ظلمات لا يبصرون و في الآخرة بجعلهم في الدرك الأسفل من النار، ولم ينل المشركون و اليهود و النصارى من دين الله ما ناله المنافقون، و ناهيك فيهم قوله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) يشير إليهم: \"هم العدو فاحذرهم\": المنافقون: 4.
و قد ظهرت آثار دسائسهم و مكائدهم أوائل ما هاجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة فورد ذكرهم في سورة البقرة و قد نزلت - على ما قيل - على رأس ستة أشهر من الهجرة ، حتى بلغ أمرهم في الإفساد و تقليب الأمور على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى حيث هددهم الله بمثل قوله: \" لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا الأحزاب: 60.
و قد استفاضت الأخبار و تكاثرت في أن عبد الله بن أبي بن سلول و أصحابه من المنافقين ،وهم الذين كانوا يقلبون الأمور على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و يتربصون به الدوائر و كانوا معروفين عند المؤمنين ، يقربون من ثلث القوم و هم الذين خذلوا المؤمنين يوم أحد فانمازوا منهم و رجعوا إلى المدينة قائلين لو نعلم قتالا لاتبعناكم و هم عبد الله بن أبي و أصحابه.
و من هنا ذكر بعضهم أن حركة النفاق بدأت بدخول الإسلام المدينة و استمرت إلى قرب وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
لكن التدبر في حوادث زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و الإمعان في الفتن الواقعة بعد الرحلة و الاعتناء بطبيعة الاجتماع الفعالة ، عليه بالنظر الى :
 
1- لا يوجد دليل مقنع على عدم تسرب النفاق الى أتباع النبي (ص) في مكة قبل الهجرة 
2- إن إدعاء أن المسلمين لم يكونوا من القوة بحيث يطمع بهم الناس ، غير صحيح
3- ليست القوة والنفوذ ورجاء الخير سببا تاما لخلق المنافقين
4- في المجتمعات كثيرا ما نرى أُناسا ينعقون وراء كل ناعق ويتبعونه رغم ألأخطار المحدقة به رجاء أن يوفقوا يوما لنيل مبتغياتهم ، و قد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يذكر في دعوته لقومه أن لو آمنوا به و اتبعوه كانوا ملوك الأرض. فمن الجائز عقلا أن يكون بعض من آمن به يتبعه في ظاهر دينه طمعا في البلوغ بذلك إلى أمنيته و هي التقدم و الرئاسة و الاستعلاء، و الأثر المترتب على هذا النوع من النفاق ليس هو تقليب الأمور و تربص الدوائر على الإسلام و المسلمين و إفساد المجتمع الديني بل تقويته بما أمكن و تفديته بالمال و الجاه لينتظم بذلك الأمور و يتهيأ لاستفادته منه و استدراره لنفع شخصه. نعم يمكر مثل هذا المنافق بالمخالفة و المضادة فيما إذا لاح من الدين مثلا ما يخالف أمنية تقدمه و تسلطه إرجاعا للأمر إلى سبيل ينتهي إلى غرضه الفاسد. 
5- بعض المسلمين يرتاب في دينه فيرتد و يكتم ارتداده كما يشير إليه قوله تعالى: \" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا .... بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138)\"النساء ، و كما يظهر من لحن مثل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)المائدة
6- ثم إن الذين آمنوا يوم فتح مكة لم يكن إيمانهم إيمان صدق وإخلاص بل إيمان خوف ورهبة من بريق السيوف وهزيز الرماح ، فلا يُعبأ بمن يقول أن أبا سفيان اسلم وحسن اسلامه ؟؟؟!!!
7- ثم لماذا ألاصرار على عدم ذكر النفاق والمنافقين بعد وفاة ألنبي ألأكرم (ص) ؟
 
هل أن موته(ص) كان سببا لتوفيقهم للايمان ؟ وهل كان هو (ص) المسبب للنفاق ؟
8- أم أنهم صالحوا أولياء الحكومة الإسلامية على ترك المزاحمة بأن يُسمح لهم ما فيه أمنيتهم مصالحةً سرية بعد الوفاة أو قبلها؟
9- أو أنه وقع هناك تصالح اتفاقي بينهم و بين المسلمين فوردوا جميعا في مشرعة سواء فارتفع التصاك و التصادم؟.
10- لعل التدبر الكافي في حوادث آخر عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و الفتن الواقعة بعد رحلته يهدي إلى الحصول على جواب شاف لهذه الأسئلة. ) 
و قد يكون السبب هو أن الوحي كان لهم بالمرصاد وكانوا يحذرونه ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64)التوبة ، وبعد رحلة النبي (ص) إطمأنت القلوب وإلتأم الشمل ؟؟؟!!!
 
ألأحاديث التي جاءت في المنافقين 
 
1- عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا مِنْهُمْ ثَمَانِيَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ مسند أحمد
2- قال النبي {صلى الله عليه وسلم} في أصحابي اثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية ٌ لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم وفي رواية ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة سراجٌ من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم في صدورهمالجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم ، وفي 34 مصدر ومسلم كرره في ثلاث مكانات ؟؟؟!!!
3- ( اثنا عشر منافقاً ) هم الذين جاؤه متلثمين قاصدين قتله ليلة العقبة مرجعه من تبوك فحماه الله ( منهم ثمانية لا يدخلون الجنة ) زاد في رواية ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط ) فكما أنه لا يكون ذلك أبداً فلا يدخلونها أبداً التيسير بشرح الجامع الصغير 
4- ( اثني عشر منافقا ) هم الذين جاؤوا متلثمين وقد قصدوا قتله ليلة العقبة مرجعه من تبوك حتى أخذ مع عمار وحذيفة طريق الثنية والقوم ببطن الوادي فحماه الله وأعلمه بأسمائهم ( فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة ) زاد في رواية ولا يجدون ريحها ( حتى يلج الجمل في سم الخياط )
5- ( كَانَ بَيْن رَجُل * مِنْ أَهْل الْعَقَبَة وَبَيْن حُذَيْفَة بَعْض مَا يَكُون بَيْن النَّاس ، فَقَالَ : أَنْشُدك بِاَللَّهِ كَمْ كَانَ أَصْحَاب الْعَقَبَة ؟ فَقَالَ لَهُ الْقَوْم : أَخْبِرْهُ إِذْ سَأَلَك ، قَالَ : كُنَّا نُخْبِر أَنَّهُمْ أَرْبَعَة عَشَر ، فَإِنْ كُنْت مِنْهُمْ فَقَدْ كَانَ الْقَوْم خَمْسَة عَشَر ، وَأَشْهَد بِاَللَّهِ أَنَّ اِثْنَيْ عَشَر مِنْهُمْ حَرْب لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيَوْم يَقُوم الْأَشْهَاد )شرح النووي على مسلم
*(كلمة رجل هنا جاءت بعد حذف اسم الرجل ويدل ذلك أنه من رجال الحكم ، وليس هذا فحسب ، إن الرجل مهم جداً لحد هذا اليوم ، أُنظر رجل يشارك في محاولة إغتيال النبي (ص) ولا يُكشف عن إسمه لماذا يا ترى ؟ وقد تكررت الرواية عشرة مرات في كتب الحديث المعتبرة عند أهل السنة ؟؟؟!!! وهذا أُسلوب البخاري ومسلم كما جاء في البخاري في حديث رزية الخميس : قال رجل حسبنا كتاب الله والمقصود عمر بن الخطاب ، وقد جاء في كتاب الجواب الكافي لابن القيم : وكان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة أنشدك الله هل سمانى لك رسول الله يعني في المنافقين ؟؟؟!!! فيقول لا ولا أزكى بعدك أحدا وكما جاء في المثل العربي الذي يقول كاد المريب أن يقول خذوني. ) وقال النبي (ص) لحذيفة \" فإن هؤلاء فلانا وفلانا (حتى عدهم) منافقون لا تخبرن أحد \" المعجم الكبير ، إن عدم إفشاء النبي (ص) بأسمائهم يستنتج منه. أن هذه المجموعة لم تكن من رعاع القوم وإنما من أشد الناس فتكا، وقتلهم يؤدي إلى طرح ثقافة يتناقلها الناس بأن محمدا في آخر أيامه بدأ يقتل أصحابه، ويستنتج منه أيضا أن الله تعالى شاء أن تنطلق المسيرة تحت مظلة الامتحان والابتلاء، بعد أن تبينت طريق الحق وطريق الباطل، وأما إخفاء أسماء المجموعة التخريبية هو في حقيقته دعوة للالتفاف حول الذين بينهم وأظهرهم رسول الله للناس .
وانا لله وانا اليه راجعون

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/21



كتابة تعليق لموضوع : النفاق والمنافقون في الإسلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net