صفحة الكاتب : الشيخ محمد قانصو

خطايا
الشيخ محمد قانصو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
. تراه بين أترابه لا شيء يميزه, الجبلّة البشرية واحدة, استدارة الرأس, تمركز العينين في أعلى الوجه, الشعر الأسود الناعم, البشرة السمراء, حبّه للهو واللعب, براءة الأطفال, صفاء السريرة ..
لا تستفزّه همهمات النّاس وابتساماتهم الماكرة, ولصغر سنّه فهو لا يدري أنّ اللعنة ستلاحقه حتى النهاية, وأنّه مهما تطاول الزمان سيبقى ابن الخطيئة ..
على العتبة  كانت بدايته, حيث تلقفته يدا أحد المحسنين, وكان القرار بتبنّيه تقرّباً إلى الله وحده, ورحمة بمن جاء إلى الدنيا دونما إرادة وإنّما بمحض السقوط ودناءة الموقف!..
يعيش بين أخوة له تجوّزا, يقاسمهم الطعام والسكنى, ووالداه المصطنعان يفيضان عليه إحساناً وحبّاً وشفقة, ويحرصان على وأد سرٍّ حبذا لو أعانت الفضولية عليه ولم تعمد إلى نبشه عدوانيةً وتشفيا ..
\" اللقيط\".. أحرف بالعربية الفصحى تستعيد هويته الضائعة, وتجمّل تسميات أخرى يتداولها أهل الحيِّ ويطلقونها على أمثاله ..
أينما حلّ ترافقه علامات استفهام لصيقة, ترى أيّ ساقطة تلك التي انقادت خلف جماح غزيزتها فحملته, وحين ضاقت به الرحم القاسية لفظته ؟! ومن صاحب النطفة المشؤومة الذي تعمدّ جريمته بحق الإنسان ؟!.. 
تساؤلات لا تجد ضالتها أبدا, وبسوء ظن تحطّ كذباب شتويّ على بعض الوجوه تخميناَ وافتراء, ولكن سرعان ما تغادر التهم نادمة لأنَّ بعض الظنّ إثم !!..
وتبقى الحقيقة مجهولة, متخفّية في أزقة الحيّ الضيقة, وعلى عتبة الجامع العتيق تحتفر آثار الجريمة, لا يجرؤ طهر الصلاة على إخفائها, ولا ترانيم المئذنة الصدوح على إخفات صداها ..
ويبقى \"اللقيط \" رهينة بيد المُرتَقب, يكبر ويستمر معه العقاب على جريمة لم يقترفها, ويتجرّع مرارة خطايا من استقالت عقولهم, وتجمّدت قلوبهم, واستخفتهم الغرائز!.. 
 
                                                        
                                          بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو 
   Cheikh_kanso@hotmail.com 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد قانصو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/23



كتابة تعليق لموضوع : خطايا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net