حقوق المرأة بين الخالق والمخلوق
سلام محمد جعاز العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال عز من قائل سبحانه:" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ".
كانت المرأة قبل الإسلام مهانة, وكائن ليس له حقوق, بل إن القرآن الكريم, وصف مَن يرزقه الخالق بأنثى بهذه الآية الكريمة" وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ".
بَعث الباري الكريم محمداً, صلوات ربي وسلامه عليه وآله, رحمة للعالمين دون استثناء, فرفع قيمة المرآة, وجعل لها حقوقاً كانت مغتصبة, إبان عصور ما قبل الإسلام, إلا أن ذلك لم يرق للمجتمع الذكوري المستبد, فأخذ بالتشكيك بالآيات الإلهية, وطرح حقوق هي في حقيقتها, امتهانٌ للمرأة وتجرءً على عفتها, التي أراد لها الخالق الصيانة.
بان ذلك واضحاً, بانتهاك بيت الرسالة, بعد رحيل الرسول, عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام, فسهل عند القوم انتهاك حدود الخالق العظيم, لم يكفيهم ما قاموا به, ليعمدوا بعد قتلهم الحسين ومن معه عليهم السلام, بأخذِ من تبقى من أهل بيته, أطفالاً ونساءً سبايا للشام, ليعيدوا ما نهى عنه الاسلام الحنيف, بل راحوا يتباهون بذلك الفعل الشنيع, حتى صرحوا أنهم, سيجعلونهن جواريَ ويبيعوهن في سوق النخاسة!.
العلمانيون في العصر الحديث, اتخذوا من المطالبة بحقوق المرأة, شكلاً من أشكال الاستهتار بالقيم الكريمة, فطالبوا ان تلبس النساءُ ما يرغبن به, دون الأخذ بنظر الاعتبار, قيمة المرأة الإنسانية, بل وزادوا على ذلك بحجة الحقوق, أن تعمل المرأة بكافة الأعمال, ولا يحق للرجل أن يعترض! ووضعت بعض الأنظمة عقوبات لمن يخالف!
تصدى كثير من القادة المسلمين, لعملية إصلاح ما أفسده المنافقون, والمطالبة بحقوق المرأة, التي تم انتهاكها. إلا أن هناك في اختيار يوم مُمَّز, صدىً واضح المعالم, حيث اتَّخَذَ السيد عبد العزيز الحكيم قدس سره؛ يوم الأول من شهر صفر, يوما للمطالبة بحقوق المرأة, انطلاقاً لما جرى, من سبي لزينب ومن معها عليهم السلام.
دليل قرآني لا يفرق بين الأب والأم , حيث قال جَلَّ شأنه:" وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفّ وَلا تَنهَرهما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً".
إنَّ سماحة السيد عمار الحكيم, القائد بَعدَ والده قدس سره للتيار المبارك, بقي مثابراً على استذكار المبادرة, لاستنباط العِبرة من المصيبة الأليمة, إضافة للتذكير بحقوق المرأة, كما أرادها الباري عز وجل.
مع كل ذلك فإن بعض الرجال, لا يعرفون من الاسلام, غير مثنىً وثلاث ورباع, ونساؤكم إماءٌ لكم, والرجالُ قوامون على النساء! دون الرجوع لما أراده الخالق.
ليعلم الجميع ان المرأة ليست نصف المجتمع, بل هي كل المجتمع, فهي الأم والاخت والزوجة والابنة, هي التي تمثل الشرف, والمدرسة الأولى.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سلام محمد جعاز العامري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat