صفحة الكاتب : تحسين الفردوسي

أبو طيبة وتناقضات الحكومة
تحسين الفردوسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التناقضات في بلادي كثيرة وغريبة, تُفقد العقل وزنه وتصيبه بالشلل, وتشعره بالملل, وسط كل ما يحدث من مهازل, يُمسك القلم أحياناً يترقب ما يُنطق به, بيدَ إنّ الحبر يَغلي في عروقهِ, يكاد أن ينفجر بركاناً أزاء ما يحصل.
لي صديق عزيزٌ عليَّ, يُكنى بـ (أبو طيبة) لما يحملهُ من قلب رءوف وطيِّب, منتسب في إحدى تشكيلات وزارة الداخلية, لن أسهب في الحديث عنهُ, فهو جزء صغير من معاناةِ شعب يجاهد ويضحي من أجل البقاء, في غابة اللاإنسانية التي تجسَّدَ فيها أول تناقض عجيب, بين إنسانية الحيوان, وحيوانية الإنسان.
غابةٌ يُرمى في إحدى سجونها (أبو طيبة) ويحاكم عسكرياً, ينطقُ الحاكم وقوفاً بالحكم ويقول (باسم الشعب) كانت وحدها كافية بأن تطلق طلقة التناقضات, في قلب ذلك الرجل الطيب, بيدَ أنه كل ما فعلهُ, فقدَ هويتهُ الرسمية, والتي تعرف بـ (الباج).
بعدَ إكمال محكوميته, ذهبتُ للاطمئنان عليه, روى ما روى عن ذلّ المعاملة, ومنع كل أشكال الاتصال والمواجهة, ولطيبتهِ أسهبَ كثيراً بما شاهدَ من ظلم في ذلك السجن, الذي لم يسلِّط ضوء الأعلام عليه, لانتسابه بوزارةٍ أمنية.
من ضمن ما روى, ثمَّة منتسب ضوعفَ عليه الحكم بأقلَّ من دقيقة, لأنه ردَّ على القاضي بقول (أما كان من الأجدرَ بكَ أن تحاكِم من سلَّم ثلث العراق, بدلَ محاكمتي دون سبب يستحق أن أحاكم عليه باسم الشعب).
مثل هذهِ التناقضات وغيرها, لم يشهد لها التأريخ من قبل, ولم تذكر في قاموس المعاني, شعبٌ يُضحي بنفسه, من أجل أن يَنتخب, ويضحي بنفسه من أجل إقامة شعائره, ويضحي بأبنائه من أجل أن يعيش غيره, ومن ثم أن يطلب منه أن يُطفئ (الكيزر) في الصيف اللآهب, أو لا يَحصد أيَّ شيء من الميزانيات الإنفجارية, سوى إنفجارات السيارات المفخخة, لكنهُ أولُ ما يُشمل بتقشف الميزانيات المسروقة.
شعبٌ يتظاهر على الحكومة التي تتظاهر معه, ومجلس عزاءٌ حسيني يدعي على الحكومة, ومجلس عزاء حكومي يَفخر بما أنجزهُ للشعب, تُرى أينَ نجد الحسين (عليه السلام) !!؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تحسين الفردوسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/29



كتابة تعليق لموضوع : أبو طيبة وتناقضات الحكومة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net