لماذا نحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع)؟
صالح الطائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح الطائي

يعيبون علينا إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، ويعدون ذلك من الشرك المخرج من الملة، وهو كفر بواح يجوز تفجير فاعله تقربا إلى الله تعالى، ولذا يطلقون خبثاءهم في مثل هذه الأيام لتفجير الحسينيات في العراق ولبنان والبحرين والسعودية ونيجيريا، وقتل المؤمنين الذين يحيون هذه المناسبة الأليمة.
لكنهم في حديثهم عن صيام يوم عاشوراء الذي سنوه لكي يغطوا على هول جريمة قتل الحسين (عليه السلام)، أدانوا أنفسهم بأنفسهم من خلال قولهم إن النبي(صلى الله عليه وآله) أحيا ذكرى نجاة النبي موسى (عليه السلام) بعد مئات السنين من وقوعها
وهو يوم بعيد جداً عن زمن البعثة النبوية، ومع ذلك يدعون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرح به، ولما رأى اليهود يصومونه أمر بصيامه؛ لأن أولى الناس بموسى فرحا بنجاته هم من على ملة الإسلام، قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: "وحديث ابن عباس يدل على أن الباعث على صيامه موافقتهم على السبب، وهو شكر الله تعالى على نجاة موسى".
كما ورد أن في هذا اليوم كان نجاة نوح (عليه السلام)، وأن موسى (عليه السلام) نفسه كان يصومه شكراً لله على نجاة نوح من الطوفان، قال ابن حجر: "وقد أخرج أحمد من وجه آخر عن ابن عباس زيادة في سبب صيام اليهود له وحاصلها أن السفينة استوت على الجودي فيه، فصامه نوح وموسى شكرا".
إن الحديث عن بدعة صيام يوم عاشوراء أخذهم بعيدا وجعلهم يتخلون عن حذرهم ويندفعون خلف أطماع مكاسب إقناع أتباعهم بصحة هذا الصيام، حتى قال قائلهم: "
فكيف يغفل عن هذا بعض المسلمين، ولا يعبأ بما يحدث لمسلم آخر أصابته شدة، ولا يعبأ بالمسلمين أصباهم خير أم شر، وقد يبخل عدد غير قليل من المسلمين على إخوانه بنصرة أو صدقة أو دعم أو دعاء ، فمن أولى بالمسلم وأحق به"! وهم لكي يثبتوا صحة هذا الصيام قالوا: "الفرح للمسلم والحزن له علامة من علامات المسلم وصفة من صفاته ، في الحديث: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى".
طيب إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) قد أصابه الفرح الشديد لنجاة موسى من الغرق، فأولى بالمسلمين الحقيقيين أن يصيبهم الحزن والأسى على استشهاد ابن بنت رسول الله(صلى الله علبيه وآله)، وإذا ما كان الله سبحانه قد أجاز لرسول الله أن يسن للمسلمين ما يعبرون به عن الفرح والحزن، فسن لهم صيام هذا اليوم كما يزعمون، فنحن لسنا مخولين بالابتداع لكي ندخل عبادة جديدة إلى جسد العقيدة فذلك مخالف لنواميس العقيدة ولذا اكتفينا بإحياء مناسبة استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) تأسيا برسول الله (صلى الله عليه وآله)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat