كانت الاميرة شينوس ابنة القائد خنكيل تجلس على العرش , حين اخبرها ضباط الحرس الامبراطوري بضرورة مغادرتها ايروس والالتحاق بالإمبراطور , لكنها رفضت رغم الالحاح , تركتهم وذهبت الى غرفتها , وقفت قبالة المرآة , متباهية بجمالها , حين سمعت حجرا يضرب نافذتها , تطلعت الامر , فتحت النافذة , لتقول :
- هذا انت يا رديح المشاكس ! .
- نعم سيدتي الاميرة ! .
- ماذا تفعل في هذا الليل ... الا تعلم ان التجوال قد منع ... وان الحرس لو ظفروا بك لقتلوك ! .
- اعلم ذلك يا حبيبتي الاميرة ... لكني لم استطع الذهاب دون ان اودعك .
- تذهب ... الى أين ؟ .
- الى المعركة ... سوف انضم للثوار .
- يا لك من احمق ... تريد ان تكون مع الثوار لتقاتل ابي ... القائد خنكيل ! .
لم تكن تعرف ان ابيها التحق بالثوار , ولم يخبرها احد بذلك , بل توقعت ان ابيها يقاتل في صفوف جيوش الامبراطورية .
- انكم يا وحوش الامبراطورية اسأتم معاملتنا كثيرا ... آن الاوان ان نقول كلمتنا ونعتق رقابنا منكم .
- رديح طالما احببتك مذ كنت خادما في قصرنا ... وهبتك حريتك ... والان تريد ان تقاتل في صفوف اعدائنا ... وربما سوف تقتل ابي ... كيف يكون ذلك ؟ .
- انه زمن تحرير البشر من قيودهم ... و ( هو ) ينتظرنا وسيقود المعارك بنفسه .
- ( هو ) ... ألا زلتم تظنون انه على قيد الحياة ... لا زلتم تحلمون به ... لماذا لا يقود المعارك الان ان كان حيا ؟ ! .
- شينوس ... حبيبتي انت لا تدركين مثل هذه الامور .. يجب ان اذهب الان ... لقد تأخرت ... يجب ان الحق برفاقي .
سرق منها قبلة وانطلق , تأوهت وقالت :
- توخى الحذر قد يمسكك الحراس ! .
- لا عليك ... سوف اعود واتزوجك ! .
ابتسمت وقالت بصوت خافت :
- مجنون ! .
انطلق برفقة بعض البشريين نحو الحدود , التي كانت مغلقة بشكل تام , لا احد يمكنه ان يمر , داخلا او خارجا , كمنوا في مكان قريب , واخذوا يتحينون الفرص , ثم انطلقوا واحدا بعد الاخر من خلال بعض الاشجار والممرات الضيقة , حتى تمكنوا جميعا من الخروج بسلام , ثم اكملوا طريقهم عبر الغابات .
************************
ظهرت صورة الامبراطور في شاشة قبالة الاميرة شينوس قائلا :
- عزيزتي شينوس ! .
انحنت انحناءة سريعة وقالت مرحبة :
- سيدي الامبراطور ! .
- يجب ان تغادري ايروس الان ...
- لا ... لا اريد المغادرة ! .
- كلا يا عزيزتي ان المتمردين يكادون يقتربون منها ... وهذا خطر عليك ! .
- وماذا يفعل ابي ؟ .
- عزيزتي ... ان اباك انضم للمتمردين ... يقاتل في صفهم ... وهذا هو سبب انكسار جيوشنا هناك .
صدمت لسماع هذا الخبر , لم تصدق في بادئ الامر , لكنها صدقت عندما اراها ما التقطته الوحوش الطائرة من صور للقائد خنكيل , لم تكن لتتصور يوما ان اباها يمكن ان يخون الامبراطورية , مع ذلك اصرت على البقاء :
- سوف ابقى ! .
- عزيزتي ... ان كنتي تريدين البقاء فانتقلي الى مدينة الاسوار هناك اكثر امانا ! .
- كلا ... سوف ابقى هنا ! .
- ان لم تذهبي الى هناك فسوف اجبرك على ذلك .
كان الامبراطور منزعجا جدا , فدخلت سرية من الحرس الامبراطوري في القاعة الكبيرة حيث تجلس الاميرة شينوس , نظرت اليهم وحدقت في الامبراطور , تأكدت انه جادا فيما يقول , فوفقت على الرحيل ! .
***********************
كان ينامي الحكيم وقادة الثوار يخططون للمرحلة القادمة , وزعوا الادوار بينهم , واعادوا تنظيم فرق الثوار , لكن القائد خنكيل كان له رأي اخر :
- ايها القائد خنكيل ... لماذا لا تتكلم او حتى تشاطرنا في رأيك ؟ .
- سيد ينامي الحكيم ... لن اعمل تحت قيادتكم .
- لماذا ؟ .
- لكم خططكم ولي خططي وارائي ... انا سوف اقود جيشي ومن التحق بي من الوحوش ! .
- ما الحكمة في ذلك ؟ .
- اعددتم خطة لجبهة واحدة ... وانا افكر ان اقيم جبهتين ... جبهة الثوار بقيادتكم الى اليمين من ايروس ... وجبهتي بقيادتي الى يسار ايروس ! .
- لماذا ؟ .
- جيوشهم كثيرة ... لا يمكننا مواجهتها دفعة واحدة ... يجب ان نفرقها هنا وهناك .
- نعم الرأي ... لقد فاتني ذلك ! .
- سيد ينامي الحكيم انت حكيم فعلا ... الا اني خبير بأمور القتال والعسكر ...
تقدم شردق سائلا :
- اذا ماذا ترى ... وكيف سنكون في جبهتين ؟ .
- عزيزي شردق انتم في جبهتكم تنفذون خططكم وانا في جبهتي انفذ خططي واديرها بمعرفتي في الحرب ... ان استطعت ان اقهر الجيش المعادي لي فسوف التف من خلف الجيش المعادي لكم واطبق عليه من هناك ... وان انتصرتم على الجيش المعادي لكم ... التفوا من خلف الجيش المعادي لي واطبقوا عليه من خلفه .
- حسنا ... رأي حكيم ! .
صبيحة اليوم التالي , انفصل القائد خنكيل مع الخناكل والوحوش التي التحقت به , توجهوا الى اليسار من ايروس .
لاحظ الوزير خنياس ذلك التحرك , فوجه اوامره :
- زندكار ! .
- نعم سيدي الوزير ! .
- خذ سبعون فرقة وانطلق نحو المتمردين ! .
- امركم سيدي ! .
ثم التفت الى قائد اخر :
- جرجيل ! .
- نعم سيدي الوزير ! .
- انطلق بتسعين فرقة والحق بخنكيل ! .
- امركم سيدي ! .
انطلق كلا منهما الى صاحبه , اشتبكت فرق القائد زندكار بفرق الثوار في قتال مرير , بينما توقفت فرق القائد جرجيل قبالة جيوش الخناكل , كان الصمت سائدا , كل جندي من الفريقين يتردد في تجريد سيفه على الطرف الاخر , فهناك اما اخوه او قريبه او صديقه , فتقدم القائد خنكيل ليتوسط الميدان صارخا :
- من يبارز ! .
رددها كثيرا , الا ان احدا لم يخرج ليبارزه , حدق القائد جرجيل به طويلا , ثم التفت الى ضباطه :
- فليذهب احدكم ويبارزه ... وليأتنا برأسه ! .
اطرق الجميع رؤوسهم , لم يجرؤ احدا منهم على النطق , فاردف قائلا :
- ما بكم ... اصفرت وجوهكم ؟ ! .
تشجع احدهم ليقول :
- انه سليل العائلة الامبراطورية .
وقال اخر :
- اخشى ان قتلته يحل عليّ غضب الامبراطور .
- يا غبي الامبراطور المعظم امر بقتله شخصيا .
بينما قال اخر :
- ان قتلته فان الامبراطور سوف لن يطيق النظر في وجهي ... وربما امر بزجي في السجن ! .
- مجرد اعذار ... اليوم اكتشفت انكم جبناء ! .
لم يقبل احدهم ان ينعت بالجبان , فقال :
- سيدي ... لما لا تذهب انت اليه ... فتكون الكفة متوازنة ... قائد لقائد ! .
******** يتبع
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat