صفحة الكاتب : خضير العواد

الحكومة العراقية تثبت مقولة إن الحكم عقيم
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 طرح الشعارات والمقولات والكلمات والمصطلحات في فترة الهرولة نحو كرسي الحكم تختلف بل تنعكس كليا عند الوصول الى الحكم والقيادة والسيطرة ، فكم سمعنا وقرآنا من قيادات كانت في المعارضة والآن على كرسي القيادة والحكم شعارات وكلمات ثورية لم يقف أمامها خط أحمر بل الجميع وصل إليه الانتقاد والطعن حتى المراجع العظام بل حتى الإمام المعصوم عليه السلام في بعض الأحداث كصلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية وكذلك قبول الإمام الرضا عليه السلام لولاية العهد ، ولكن هذه الأفكار والشعارات والمواقف تغيرت جذرياً بل شطبت من العقلية المتحكمة السلطوية وأصبح كل تفكير المتصدين أن يفتشوا على الطرق التي تبقيهم في قمة القيادة والسلطة ولا غير ، وهذا التفكير الذي جر العراق والعراقيين الى الدمار والهلاك والدماء وعدم الاستقرار ، لأن تفكير القيادي لا ينصب في بسط الأمن والأمان بل يركز على سلطانه ومصالحه بالدرجة الأولى وأما المصلحة العامة فتحصيل حاصل ، كأن هذه المصلحة مرتبط ارتباط وثيق بمصلحة القيادات بل هي فرع منها ، فعندما تتضارب مصالح المسؤولين تتفجر العبوات والسيارات المفخخة في شوارع بغداد والمحافظات وهكذا ، ومن شدة التعلق بالحكم والسلطة أصبحت أغلب القيادات العراقية عبارة عن دمى بيد حكومات الجوار وكذلك الأمريكان من أجل البقاء في دائرة السلطة والقيادة ، وإذا تعارضت المصلحة العامة ومصلحة بعض الدول المؤثرة في القرار العراقي وخصوصاً الأمريكان فستقدم مصلحة الدول على مصلحة الشعب ولكن بعد أن يجمل الموقف بالوطنية والقرار المستقل والسيادة، فهذه داعش التي أهلكت الحرث والنسل ولم تبقي موبقة إلا واقترفتها بحق العراقيين بل الجنس البشري ، وأصبحت من القوة والمنعة ما لم تستطع الحكومة العراقية على مواجهتها والتصدي لها حتى سيطرت على أكبر المدن العراقية الموصل والرمادي ، ولولا الحشد الشعبي لسيطرت داعش على بغداد بل العراق بأكمله ، ولكن بالرغم من وجود الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية لم تستطع الحكومة العراقية أن تأخذ قرار تحرير الرمادي والفلوجة لأن الأمريكان لا يوافقون وهكذا أصبح الإرهاب يسرح ويمرح في مساحات شاسعة لا تبعد عن بغداد إلا بضع من الكيلومترات ، وهذه روسيا تعرض قوتها الجوية أمام الحكومة العراقية من أجل ضرب داعش والإرهاب ، وهي تنتظر القرار العراقي الذي يتراوح بين الترحيب والتهليل ولكن لا طلب رسمي بالموافقة لأن الأمريكان لا يوافقون بضرب داعش من قبل الروس ، وهكذا يبقى الشعب العراقي ضحيةً للإرهاب والحكومة العراقية تحت السوط الأمريكي ، وتثبت الحكومة العراقية مقولة إن الحكم عقيم ، فلا يمكن أن يمسك الحكم وحفظ دماء الشعب بيد واحدة ، لهذا يجب أن يمسك أحدهما فلم يكن أمام الحكومة أو القيادة العراقية إلا الحكم لأنه عقيم ولا يقبل مجاورة الأخر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/12



كتابة تعليق لموضوع : الحكومة العراقية تثبت مقولة إن الحكم عقيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net