كربلاء تستعد لمحرم وتعقد مؤتمرها الثامن الخاص بالتحضيرات لزيارة عاشوراء

بوتيرةٍ عاليةٍ بدأت الاستعدادات والتحضيرات الأمنية واللوجستية والميدانية على الأرض تتّسع سريعاً في مدينة كربلاء لإحياء ذكرى عاشوراء، فمع اقتراب حلول شهر الأحزان المحمدي شهر محرم الحرام ذكرى شهادة ريحانة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام) وأهل بيته وأصحابه، بدأت الاستعدادات لإحيائه على كافة الصُّعُد الخدمية والعزائية، حيث بدأ السواد يخيّم على مدينة أبي الأحرار(سلام الله عليه) رويداً رويداً، والكثير من المواكب والهيئات الحسينية قامت بحجز مواقعها وإنشاء السرادق والخيام وإجراء الأعمال اللازمة لتمكّنها من تقديم أفضل الخدمات الى الزائرين الكرام .
وشهدت شوارع وأزقّة مدينة كربلاء المقدّسة خصوصاً المنطقة المحيطة بالمرقدين الشريفين أعمالاً يومية لنصب المواكب والتكيات المخصّصة لإقامة العزاء وتقديم الطعام والخدمات المتنوّعة إحياءً لذكرى حلول موسم أحزان أهل البيت(عليهم السلام).

ومن العلامات العزائية الفارقة التي دأب على إقامتها الكربلائيّون هي نصب التكايا الحسينية التي تُعتبر من الإرث العاشورائي الذي امتازت به مدينةُ كربلاء المقدّسة.

كذلك قام أصحاب المواكب والهيئات الحسينية بتهيئة أمورهم كافة من أجل تقديم الخدمة للزائرين التي غالباً ما تكون مقتصرة في الأيام العشرة الأولى على أهالي مدينة كربلاء المقدّسة، فانتشرت ونصبت سرادقها على الطرق المؤدّية الى مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) ويكاد لا يخلو طريق أو زقاق من تكية أو موكب لتقديم الخدمة الحسينية.

من جهةٍ أخرى فإنّ العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعباسية قد أعدّتا خطةً أمنيةً وخدميةً لشهري محرّم وصفر سيتمّ الإعلان عنها لاحقاً.

كذلك فإنّ قيادة الشرطة في المحافظة وضعت خطّةً أمنية لتوفير الحماية للوافدين والزائرين خلال شهر محرّمٍ الحرام، وإنّ الخطة وضعت بالتعاون مع قيادة عمليات الفرات الأوسط.

انعقادُ المؤتمر السنويّ الثامن الخاصّ بالتحضيرات والاستعدادات لزيارة عاشوراء 1437هـ

للسنة الثامنة على التوالي أقامت العتبتان المقدّستان الحسينية والعباسيّة متمثّلةً بقسم الشعائر والمواكب الحسينية التابع لهما المؤتمر الخاصّ بالتحضيرات والاستعدادات لزيارة عاشوراء الإمام الحسين(عليه السلام)، وعمل حلقة نقاشية مشتركة بين العتبتين المقدّستين وأصحاب المواكب والهيئات الحسينية والدوائر الأمنية والخدميّة في محافظة كربلاء المقدّسة، من أجل الخروج بنتائج تفضي الى زيارةٍ نموذجية تتلاءم مع حرمة هذا الشهر وطقوسه العزائية الحسينية.

الحاج رياض نعمة السلمان بيّن لشبكة الكفيل: “عُقد المؤتمرُ التحضيريّ بعد ظهر اليوم السبت (26ذي الحجّة 1436هـ) الموافق لـ(10تشرين الأوّل 2015م) على قاعة سيد الأوصياء(عليه السلام) في العتبة الحسينيّة المقدّسة، وهو المؤتمرُ الثامن الذي يُقيمه قسمُ الشعائر والمواكب الحسينية التابع للعتبتين المقدّستين باعتباره الجهة المسؤولة عن تنظيم وتسيير عمل هذه المواكب والهيئات في العراق وخارجه، وشارك في المؤتمر ممثّلون عن العتبتين المقدّستين بالإضافة الى عددٍ من أصحاب المواكب والهيئات الحسينية الخدمية منها والعزائية وممثّلين عن الدوائر الأمنية والخدمية في محافظة كربلاء المقدّسة، وقد طرحت فيه جملة من الأمور التي تمّت مناقشتها ومداولتها حسب اختصاص كلّ عضو مشارك في المؤتمر، وقد تمخّضت هذه النقاشات عن الخروج بجملةٍ من التوصيات التي ستسهم في الخروج بزيارةٍ نموذجية”.

وتابع: “جرت كذلك مداولات بين مسؤولي المواكب والهيئات الحسينية من جهة ومسؤولي الدوائر الخدمية والأمنية في مدينة كربلاء المقدّسة من جهةٍ أخرى، لبحث المقترحات الخاصة بحلّ المشاكل التي وردت في الأعوام السابقة، فيما وعدت الدوائر الخدمية والأمنية في محافظة كربلاء المقدّسة أنّها ستسعى جاهدةً ولن تدّخر جهداً في خدمة زائري أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) وتسهيل عمل المواكب الخدميّة ضمن الحدود الإدارية للمحافظة”.

وأضاف السلمان: “من جملة ما تمّ الخروج به هو الحرص على إظهار الشعائر الحسينية الخاصّة بهذه المناسبة مع ما يتلاءم وقدسيّتها وعظمتها، والابتعاد عن أيّ فعلٍ أو عملٍ من شأنه أن يوهن أو يخدش هذه المناسبة والحفاظ على نظافة مدينة كربلاء المقدّسة، والالتزام بالتعليمات الصادرة من قسم المواكب وكذلك التعاون مع الأجهزة الأمنية والخدمية في المحافظة، بالإضافة إلى الالتزام بالجدول الخاص بدخول المواكب إلى العتبتين المقدّستين”.

واختتم: “إنّ الخدمة الحسينية مرّت بمسيرةٍ طويلةٍ من التضحيات التي قدّمها الأسلاف حتى وصلت إلينا هذه المدرسة العاشورائية العريقة بأهدافها المقدّسة، فيجب علينا أن نسعى بكلّ جهودنا وإمكانيّاتنا المتاحة من أجل الحفاظ عليها ومواصلتها وديمومتها، وإنّ الالتزام بهذه المؤتمرات هو جزءٌ من هذه الديمومة والمحافظة عليها”.

عمليات بابل تضع خطة امنية خاصة بشهر محرم بمشاركة اكثر من 17 الف منتسب

اعلنت قادة عمليات بابل، اليوم الاحد، عن وضع خطة امنية “متكاملة” لتأمين حركة الزائرين والمواكب خلال شهر محرم الحرام، وفيما اكدت ان الخطة تتضمن مشاركة 17 الف منتسب فضلاً عن استدعاء ثلاثة افواج اخرى، اشارت الى ان الاجراءات الامنية تضمنت تقديم الخدمات الصحية والخدمية.

وقال قائد عمليات بابل اللواء الحقوقي رياض عبد الامير الخيكاني، خلال مؤتمر صحافي عقد، اليوم، في مبنى شرطة اجرام بابل، أنه “تم وضع خطة امنيه متكاملة لشهر محرم الحرام من قبل قيادة عمليات بابل ومديرية شرطة بابل”، مبينا أن “الخطة سيشارك فيها سبعة عشر الف منتسب من جميع الاحهزة الامنيه في المحافظة اضافة الى استقدام ثلاثة افواج من المحافظات الجنوبية”.

واضاف الخيكاني، انه “تم عقد العديد من الاجتماعات مع قيادة عمليات الفرات الاوسط وقيادات شرطة كربلاء والنجف والديوانيه من اجل التشاور والتعاون والتنسيق لوضع الخطط الخاصه بمحرم الحرام في بابل والمحافظات المجاورة”.

واشار الخيكاني، الى أن “الخطة قسمت محافظة بابل الى ثلاث قواطع وهي الشمالي الذي يضم المسيب والحصوة والاسكندريه وجبله والمحاويل وسدة الهندية، اما القاطع الوسط فيضم مدن الحلة والكفل وابي غرق ، فيما يضم القاطع الجنوبي مدن الهاشميه والقاسم والمدحتيه والشوملي والطليعة “، لافتا الى ان “الخطة ستعتمد الجانب الاستخباري بشكل مركز لرفد قيادات القواطع بالمعلومات المهمة عن اي تحرك مشبوه به”.

من جانبه، لفت رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بابل، فلاح الخفاجي، في كلمة له خلال المؤتمر الصحافي، إلى أن “هناك تنسيقاً وتعاوناً بين الحكومة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي مع قيادة عمليات بابل وجميع الاجهزة الامنيه في اعداد الخطة الامنيه الخاصة بمحرم الحرام”.

واكد الخفاجي، أن “الايام القادمه سيشهد تطبيق الخطة الامنيه من اجل تامين الحماية لمئات المواكب الحسينية”، لافتا إلى أن “الخطة تتضمن تقديم الخدمات الصحية والخدمية للزائرين”.

وتشهد كربلاء خلال شهر محرم من كل عام توافد ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه، لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، التي تحل في اليوم العاشر من محرم الحرام.

يذكر أن المسلمين الشيعة في العراق يحيون ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم الحرام من كل عام، وتعد عاشوراء من أكبر المناسبات الدينية لدى الشيعة، إذ يحيون فيها ذكرى مقتل الامام الحسين، في أجواء يخيم عليها الحزن، وترفع الرايات السود وسط المجالس التي تروي السيرة “التراجيدية” للحدث.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/11



كتابة تعليق لموضوع : كربلاء تستعد لمحرم وتعقد مؤتمرها الثامن الخاص بالتحضيرات لزيارة عاشوراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net