صفحة الكاتب : امل الياسري

فتاوى الغدير والجهاد يحكمان الساحة والمساحة!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
(إحتياج الكل إليه، وإستغناؤه عن الكل، دليل على أنه إمام الكل) عبارة قرأتها في كتاب، حياة الامام على (عليه السلام)، منقولة عن عالم العروض، والأوزان الشعرية العربية (الفراهيدي)، وفي حقيقتها تجسيد حي، لما أُمر به المسلمون، من خلافة علي (عليه السلام)، يوم غدير خم، فأحداثها واضحة وضوح الشمس، لذا حكمت الساحة الإسلامية، فنادوا بخ بخ لك يا علي! أما تبعات هذا التشريف، والتكليف الإلهي بالولاية، فقد أحتلا مساحة كبيرة من قلوب، وعقول، وصفحات البشرية جمعاء! 
الفتوى الإلهية يوم الغدير، لم ولن تكون مجرد حدث عابر، فهذا التنصيب الإلهي العظيم، من نبي الرحمة، وبمنزلة هارون منه، مدون على ساق العرش، (علي مع الحق، والحق مع علي، يدور حيثما دار)، ورغم أن بياض إبطيه قد بانا، لمن حضر البيعة الكبرى في غدير خم، وحرارة الجو اللاهب، فإن الذين في قلوبهم مرض، ظلوا على مكانتهم مشفقين، وأخذ الحقد يملأ ساحتهم ومساحتهم، فأصبحوا في دارهم جاثمين، وإعتلى أمير المؤمنين صهوة الولاية الإلهية، بإستحقاق وإمتياز! 
يعيش العراق منذ عام ونيف، حرب النفاق والشقاق، التي وأد نارها في الماضي، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، يوم أعلنت خلافته على المسلمين، فأبى المنافقون ألا يضمروا الحقد والعداوة، لأبناء علي وشيعته، فكان الطامعون المارقون، يجدون عند معاوية ما يريدون، أما الزاهدون فإنهم يجدون عند علي ما يحبون، حسب تعبير الفراهيدي، وعليه فقد وجد أنصار العقيدة الحسينية، ذلك العطر الغديري، في فتوى الجهاد الكفائي، ضد أزلام بني أمية، من دواعش آل سلول!
 يوم إعلان الولاية في الغدير، وإصدار الجهاد الكفائي، لكل منهما فتوى ربانية، جاءت وفقاً لمتطلبات الحدث، فغدير خم شاهد، على أن الإسلام والرسالة، يكتملان بولاية علي (عليه السلام)، أما فتوى الجهاد، فقد حكمت أوضاع العراق المضطربة، ودخول الدواعش الأوباش بإسم الدين، كأجدادهم المنافقين والمرتدين، لذا أخذ يوم الغدير الأغر، والجهاد المقدس، المساحة والساحة في نفس الوقت، في قلوب شيعة علي عليه السلام، وكانا الجرس الإلهي المفاجئ، الذي أطنَ مَنْ في آذانه وقراً وهم لا يهتدون! 
عيد الغدير الأكبر، هو تتمة للرسالة، التي بُعث بها الرسول محمد، (صلواته تعالى عليه وعلى أله) للعالمين، فهو حدث عالمي، بإعلان إمامة علي للأنس والجآن، كيوم فتوى الجهاد، حيث الحشد المقدس، يقاتل نيابة عن العالم، وكلاهما يحكمان بالعدل، لحفظ الإسلام الصحيح، وليس إسلام السقيفة المنافقة، ولا إسلام دولة الخلافة المزعومة، كونهما ينتميان الى خط النفاق والفتنة، على عكس الخط العلوي، المتمسك بخاتم الأنبياء والمرسلين، وعليه فقد شاع خبر الولاية والجهاد، فضاء الصحراء، والسماء على السواء!  
الحياة الحافلة بالزهد، والتقى، والحكمة، والعصمة، لا يمكن أن تكفيها ملايين من الصفحات، بل وحتى مليارات، لأنها قائمة بنورها، ونيرها الفكري الى يوم يبعثون، أما إستعمال (ال) في لفظة (كل)، فهي في محلها، كونها لامست قلوب المساكين، والفقراء من أيتام علي (عليه السلام)، وعاصرت فرحهم بيوم الغدير، وقد كان الفراهيدي محقاً، في إلحاق (ال) بكل ما تعني، من معرفة جمة عن علاقة علي (عليه السلام) بربه، ونبيه، ومحبيه، فقد فاز، وفاز شيعته، وفزتم ورب الكعبة!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/08



كتابة تعليق لموضوع : فتاوى الغدير والجهاد يحكمان الساحة والمساحة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/10/09 .

السيدة ٱمل الياسري
السلام عليكم .
ٱمير المؤمنين .ع. غني عن التعريف .وقد قيل عنه في الكتب الكثير ولازال هناك الكثير .عن تلك الشخصية العظيمة ..التي يدين لها الدين الاسلامي بالكثير لما قدمه المولى .ع. من تضحيات كثيرة ومواقف عظيمة في كل المراحل التي مرت بها الدعوة ٱلأسلامية .شجاعة وعلم .حتى ٱٱصبح العضد ٱلأيمن لرسول الله .ص. وكاتم سره والمستخلص من ٱصحابه وقرابته .وكان لتلك المنزلة الكبيرة عند رسول الله .ص. ضريبة دفعها ٱمير المؤمنين .ع. حسدا وبغظا من الذين لم يدخل الايمان قلوبهم دخلوا الاسلام رياء وحفاض على ٱنفسهم ..ليتبادلوا ٱدوار العداوة والكره والتٱمر .حتى في يوم من الايام غضب رسول الله .ص.وهو الرسول الكريم الرؤوف الرحيم بعد نقل كلام له يشكون فيه علي .ع. في اليمن .فقال .ص. مالكم وعلي .مالكم وعلي .مالكم وعلي .رددها ثلاث مرات دون ٱن يسمع لناقل تلك الاخبار .لأٱنه يعرف علي .ع. جيدا ..فعلي مع الحق والحق مع .علي .يدور معه حيث مادار ..فٱضمر له بعض الصحابة العداء في قلوبهم .حسدا منهم على تلك المنزلة العظيمة والتي نالها عن حبه لله ورسوله .ص. وجاء غدير خم ليكون تتويج لتلك المسيرة الخالدة لبطل الاسلام علي .ع. بعد ٱن خبر القاصي والداني من المسلمين ٱهمية علي .ع. للاسلام ودوره فيه لينال من الرحمن عز وجل مايستحق وما يراه المولى جل وعلى ضروريا لبقاء دينه وحفاظا له ليٱمر الله تعالى نبيه الكريم .ص. ليبلغ الناس بٱن علي .ع. هو ولي الله ورسوله .ص. وٱن معه سيعصمه من الناس .وشهد الواقعة عشرات الالاف من المسلمين .غير ٱن رياح الغدر هبت على ربوع الاسلام الذي عاش ٱضطراب بعد شهادة الرسول .ص. وبروز قوى الجاهلية الاولى ورموزها تقود معركة ٱخماد ثورة الرفض لأٱستباحة هولاء الاسلام وفرضهم ٱنفسهم خلفاء للرسول .ص. وٱستشهد على ٱثرها خيرة الصحابة الذين رفضوا هذا المنطق الاعوج لبعض الصحابة .وشوهت مواقفهم في التٱريخ ليوسموا بالمرتدين ؟ رضوان الله عليهم وٱعيد بناء الجاهلية من جديد يوم ٱقدم خالد بن الوليد على وطيء زوجة مالك بن نويرة وهي لم تنهي عدتها بعد دلاله لعودة تلك الروح التي حطم رسول الله بناءها .ثم مالوا على من شهد تلك الواقعة من الصحابة بالترهيب والترغيب .ليكتموا تلك الاصوات ويطمسوا تلك الحقيقة لكن الحقيقة كالشمس واضحة لاتحجبها غرابيل الجاهلية .ٱشهد ٱن علي ولي الله .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net