صفحة الكاتب : عمار العكيلي

العراق بين محورين
عمار العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هنا ثمة أسئلة تطرح نفسها؟ هل سيدخل العراق في سياسة المحاور؟ ويصطف إلى طرف دون آخر؟
أم نقف على الحياد، كما هو معلن رسميا؟ أم ندخل رجلا في هذا المحور والرجل الآخرى في ذاك؟
مضت أشهر عديدة على التحالف الجوي، الذي تقوده أمريكا، ضم ستين دولة ( لمحاربة داعش) وليس القضاء عليه، فقد أثبتت الوقائع والأحداث، أن التحالف لم يحقق مكاسب، على أرض الواقع، بل لم يساهم في تحرير، أي مدينة أو قرية أو قطع التمويل والإمداد، فالهدف لديهم هو تحجيم داعش؛ لأسباب سياسية، إذن كيف نتعامل مع هذا المحور المؤثر، في مجرى الأحداث، أعتقد أن التعامل السياسي المحترف، هو التعاطي معهم دون الرضوخ، على حساب المصلحة الوطنية ودون معاداتهم، لأننا لا نملك تلك الأوراق.
شهدت الأيام المنصرمة تطورات مهمة، فيما يخص الدور الروسي، في منطقتنا الساخنة، إذ دخلت بقوتها العسكرية، في سوريا وبنت قواعد عسكرية، وأرسلت أسلحة ثقيلة، وطائرات ومستشارين ومقاتلين روس، وسط صمت خليجي ودهشة أمريكية، عكسها الجنرال الأمريكي السابق بترايوس، حين صرح بأن وضع الصين المالي، لا يشكل خطرا على الإقتصاد الأمريكي، وإن الخطر الحقيقي، الذي تواجهه أمريكا، هو التدخل العسكري الروسي في سوريا.
لم تكتف روسيا بالدعم السوري العسكري، بل أعلن عن إنشاء، مركز لتبادل المعلومات الإستخبارية، في بغداد بين الدول الأربع، العراق وسوريا وروسيا وإيران، هذا الموقف الروسي الجدي والجديد، في محاربة داعش والقضاء عليه، في سوريا والعراق، بصرف النظر عن الموقف الأمريكي، يعد تطورا مهما ونافعا للعراق؛ لما تملكه روسيا، من إمكانيات عسكرية وإستخبارية كبيرة، بعد إنخراطها في الحرب السورية،  وروسيا ليس لها حساسية، من قبل الأطراف الشيعية، المنخرطة في الحشد الشعبي؛ لانها لا تملك سجلا إستعماريا في المنطقة، وللعلاقة الوثيقة التي تربطها بإيران.
يمثل المحور الروسي الإيراني السوري، عامل توازن للقوى في المنطقة، التي إستفردت بها أمريكا، وفشلت في تحقيق أهدافها، فإيران وقفت مع العراق، بكل ثقلها ومنعت من إنزلاق الأوضاع، إلى أسوأ مما كانت عليه، مع الفتوة المقدسة للمرجعية العليا، أما نحن العراقيون،علينا أن ننسق مع هذا المحور الفاعل، الذي بدأ يتبلور وتتضح ملامحه بشكل جدي، مع أحتفاظنا بالعلاقات التي تربطنا، بقوى التحالف الدولي، وإن كانت لدينا ملا حظات عليهم؛ لأن الهدف واحد كما هو معلن محاربة داعش.
علينا أن نستثمر المتغيرات، في المواقف الإقليمية والدولية، ونذهب مع من يحقق مصالحنا أيا كان،  في القضاء على التحالف الإرهابي العالمي المتمثل بداعش، وتطهير الأرض العراقية من دنسهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/30



كتابة تعليق لموضوع : العراق بين محورين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net