صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

تظاهرات العراقيين بين بايدن والمرجعية
سلام محمد جعاز العامري
مَثلٌ متوارث يقول: "مَنْ حفر حفرة لأخيه وقع فيها", هذا المِثل يحث الناس, أن لا يكيدوا المكائد, لمن هم بدرجة الأخوة لهم, فقد تزل القدم, ليقعوا بما فعلت أيديهم.
ما إن حَلَّ صيف هذا العام, الذي اتصف بالحر اللاهب, وسط أزمات عراقية وإقليمية ودولية خطيرة, حتى شَمَّرَ الشيطان الأكبر بتحريك أذنابه, كي لا تستقر المنطقة برمتها, فالاستقرار يعني له, كساد اقتصاده وثقافة تطيح بمخططاته.
العام الماضي تم فتح عش الدبابير, ليسيطر بطنينه المشؤوم, على ثلث مساحة العراق, لينفذ مخططه بتقسيم البلد, الذي لم يَرَ الراحة منذ بدء الإحتلال ولحد الآن, هب شعب الجنوب, بعد فتوى المرجعية الراعية للجميع, والتي حفظت الدم العراقي, عند كل أزمة, للحفاظ على النسيج العراقي, فقد عملت على سد الثغرات الطائفية, الساعية لإنشاء حرب أهلية.
ردة فعل غير متوقعة, فقد كان مخططاً كبيراً, عمل عليه الغرب لأعوام طويلة, فإذا به ينهار بين ليلة وضحاها, بفتوىً جعلت من أوراق المخطط "الأنكلو أمريكي" , مبعثرة كاشفة عورة النظام العالمي, الذي ينادي بحربه ضد الإرهاب, مع علمه أن الشعوب غير مقتنعة بادعائه, إلا أنه استكبار متكابر, وصل حداً من الغرور المفعم بالأفكار الصهيونية, التي لها باعٌ طويلة, وجذور تأريخية في الانتكاسات الإنسانية.
بدأت عملياتُ تحرير الأراضي, تحت بجهدٍ متواضع, لا يرقى إلى ما استنزفه الأمريكان, من الخزينة العراقية, فما تم استيراده من مكنة عسكرية, وسرقته الأموال من ثروة العراق, إنما يصب بمصلحة الاقتصاد الغربي, حيث يتم استيراد كل نفايات الغرب, وأودعت مليارات الدولارات بمصارفه.
مشروع التقسيم الذي تم التخطيط له, لم يتحقق للتصدي الرائع لشعب العراق, تلاحم أهالي المناطق الغربية والجنوبية أسقط بايدن, نعم لقد أسقطه في أرذل حفرة, فقد ضرب الحشد الشعبي, أروع أمثلة الأخوة والوطنية, بالرغم من التشويه لسمعته.
أوقِفَتِ العمليات التحريرية, بأوامر تهديدية أمريكية, بعد إشغال الشعب بتظاهرات بدأت من الجنوب, لتجتاح كل العراق برمته, بقيادة ما يسمى " منظمات المجتمع الإنسانية" وما هي إلا وكالات لها من الأجندات مالها.
الإصلاح ليس كالتهديم, فالجريمة من الممكن أن تحصل بلحظة, إلا أن الكشف عنها, يحتاج إلى وقت وتنفيذ العدالة, له تحديدات زمنية, ولا يمكن معالجة فسادٍ لعشر سنين, بشهر واحد.
بَدَلاً من أن تبيض أمريكا وجهها الكالح, بحفرها آبار الحقد على الشعوب, فإنها لا تحصد غير الخيبة والخسران, فمشروع التقسيم سيتم القضاء عليه, هذا إن اعتبرنا أمريكا, أختنا في الخِلقَةِ الإنسانية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/15



كتابة تعليق لموضوع : تظاهرات العراقيين بين بايدن والمرجعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net