صفحة الكاتب : عقيل العبود

بين زقزقة الحاضر وسحابة الناظر
عقيل العبود

جلس العصفور على مقربة من شجرة كنت اسكن اليها، لاتطلع نحو صفحات ماض تحتاج بعض طياته الى استقراء.

.....

هنالك عندما تداخلت زقزقاته مع حفيف أغصان ذلك الامتداد، النسيم العليل عانق الظل المرسوم على تربة نمت فوق ارضها نبتة اقحوان كانت تبحث عن رموش عطرها المقفى برحيق ذلك الزمان.

.....

الافق، سحابة تتحرك ببطء محموم، تلتحف بعباءة شتاء ثقيل، تبتعد هكذا كما طائرة  تحلق في سماءات بعيدة.

.......

خيط سنارتي استعد ليقتنص المشاهد مرة اخرى، يبحث في مساحاتها، لعله يحل رموزا لم يكن يقوى في السابق ان يفهمها.

.......

الماضي محطات تسير وفقا لنظرية الحركة، الصور فضاءات تمضي، كما تلك السحابة، تحمل بين مدياتها تفاصيلا لا مرئية.

........

المشهد، مناظر هلامية تغفو في اعماقها بحار وجبال وأشجار وشمس وحدائق وبساتين، تعوم كما سفينة نوح يوم حملت معها من كل زوجين اثنين لتنجو.

..........

هي اطياف تشبه تصوراتنا عن الجنة، وعالمها هذا الذي يختبيء خلف سموات سبع وأرضين سبع، لغة تسكن في جوانحنا، تنبض فينا لنصبو اليها.

.........

 التفاصيل رسوم لا تختلف عن مجموعة انطباعات تنتجها تصوراتنا المحسوسة والملموسة عن الاشياء وموضوعاتها المختلفة.

........

المعادلات طلاسم  أسعى ان افهم الغازها، أظل هكذا في رحلة استكشاف معها، ريثما اقتنص اواسجل احتمالات جديدة.

...........

هو هكذا ديدني مُذ كنت صغيرا اتطلع الى شجرة الرمان تلك التي كانت تأويها البلابل وتزغرد فوق أغصانها العصافير.

.........

هو سؤال واحد يجول في ذهني، يشدني اليه دائماً كما اسرار تلك الامنيات؛ من هذا الذي يجعلني أطوف نحو مغارات وكهوف هذاالعالم الفسيح، من ذاالذي يحركني، يشدني اليه كما الأمواج، يقصف بي بين فضاءات الماضي واروقة، الحاضر بحثا عن عوالمه المحيرة؟

.........

ثمة شيء، من قبيل مشاعر تنبت في عمق ذاكرتي، هذه آلتي تسعى لتسجيل أنتماءاتها، الى حيز وجود ما زال ماثلا يتطلع نحوي كما كان قبل اكثر من خمسين عام. 

........

 يومئذ كنت اجلس في باحة بيتي الذي هجر جدران ابوته، بعد ان غادرت بساتينه جميع انواع العصافير.

........

عقيل العبود

ساندياكو

9/5/2015


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/06



كتابة تعليق لموضوع : بين زقزقة الحاضر وسحابة الناظر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net