الشَّعَب مع المرجعية والحكومات ضدها !
علي الزيادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي الزيادي

التركيبة التي يتشكل منها الشعب العراقي والأخلاقيات التي تربى عليها تعكس على الدوام أَن النسبة الكبيرة منه يستنير ويسير خلف توجهات مرجعياته الدينية وهو أمر معروف على الدوام لأنه يعرف أَن المرجعية تتعايش مع الواقع وتحاول دائماً أَن تسهم في رسمه ليكون أفضل يتنعم فيه المواطن بالعزة والكرامة ونتيجة لدور المرجعية الكبير في انحيازها للشعب نجدها مطاعة ومحترمة على الدوام وهي في نفس الوقت مستهدفة من قبل الحكومات التي تعودت نشر الظلم والطغيان .
وعلى مدى التأريخ نجد ان المرجعية كانت حاضرة في مواحل مهمة شهدت تحركات للتغيير والتحرر بل ان المرجعية في كثير من الأحيان كان لها الدور في قيادة الشعب نحو التحرر ومعارضة أنظمة الحكم الشوفينية والدكتاتورية والمحتلة ولاننسى الدور الكبير الذي لعبته في ثورة عام 1920 والتي واجه خلالها الشعب العراقي من الشمال الى الجنوب الأستعمار البريطاني وسبب له هزيمة كبيرة .
وعلى هذا سارت المرجعيات الدينية في العراق .
اليوم يتكرر المشهد . فمنذ الأحتلال الأمريكي البغيض وماخلفه من دمار ومحاولات لزرع الفتنة بين العراقيين نجد ان المرجعية تعمل على توحيد الصف العراقي ونشر المحبة بين ابناء الشعب بكل طوائفه بالرغم من أن الأحتلال زرع عملائه لنشر القتل المجاني بين العراقيين على الهوية .
وبعد سنوات من الظلم والجور الذي مارسته قيادات باعت وطنيتها يخرج من جديد دوراً مهماً للمرجعية وهي تقف مع الشعب داعمة له للمطالبة بحقوقه المغتصبة من قبل أحزاب حكمت العراق بأسم الدين لكنها نهبت ثرواته واشاعت الفقر والجوع بين جميع قطاعاته !
وعندما وصل حال البلاد الى حافة الأنهيار نجد ان الشعب العراقي وقد خرج محتجاً على ماحل به من كوارث ودمار وهو على مدى اكثر من خمسة اسابيع يخرج بتظاهلاات مليونية تطالب بأصلاح النظام السياسي وكل اسبوع نجد المرجعية تدعم وتبارك احتجاجات الشعب لأنها وجدت ان مطالبه مشروعة وان البلد مختطف من قبل جهات باعت دينها بدنياها واستخفت بالوطن من خلال ولائها للأجنبي !
المفارقة التي نلحظها في هذه المرحلة وبرغم أَن الجهات الحاكمة هي مرتبطة بأحزاب أسلامية لكنها تعمل بالضد من ارادة الشعب والمرجعيات فهي رغم كل التظاهرات لم تحرك ساكناً للتغيير ,ولم نلمس منها أرادة حقيقية للعمل على اعادة مئات المليارات من الدولارات تم نهبها من الشعب ولم نسمع على انها قد أحالت الى القضاء وزيراً بتهم حقيقية أنما نجد التهم المفبركة التي تذر الرماد في العيون على انها اصلاحات وماهي بأصلاحات بل ان الجهات الحكومبة والأحزاب المشتركة فيها تصر على ان العملية السياسية يجب ان تستمر على حالها بحجة الدستور . وبهذا تكون الحكومة وكل الأحزاب السياسية التي تشارك فيها وهي احزاب اسلامية بمجملها تقف ضد المرجعية رغم أنها تعلن للأعلام على انها مع الشعب والمرجعية لكنه النفاق بعينه فهم على مدى السنوات العشر الماضية يستخفون بالشعب ويستغلون سذاجة البعض لتسويق مظلوميات الشعب وضرورة معالجتها لكنهم زادوا من الظلم والقمع ونشروا كل شيء يمتهن كرامة الأنسان فهم يحكمون بحكم معاوية ويدعون حبهم للأمام الحسين ! وهم يحكمون بذات القوانين التي شرعها النظام السابق ويدعون انهم قد أسقطوا ذلك النظام ! وهم يستغلون ثروات البلد نهباً وسلباً ويدعون انهم قد حققوا انجازات للشعب !
الشعب العراقي اليوم ومعه المرجعية قد اتخذوا قراراً على أن التغيير يجب ان يكون ولاذنب للشعب أَن يختار طبقة سياسية تنكث العهود وتنقض الوعود فهي طبقات منافقة ويجب محاسبتها !
اليوم علينا ان نعلنها صراحة ان الحكام في العراق لايمكن ان يقبلوا بالأصلاح فهم تعودوا ان يكونوا اسياداً بعد ان كانوا مشردين في الشتات على انهم معارضة والحقيقة انهم ليسوا بمعارضة شريفة انما جائوا لينتهكوا خيرات العراق وينهبونها وقد فعلوا أما الشعب فليس له حق العيش الكريم بنظريتهم العفنة !
ولهذا اليوم مطلوب من المرجعية ان تكون لها وقفة أقوى وأن تحرم التعامل مع هؤلاء وتجبرهم على ترك العمل السياسي وأن تتبنى موضوع ابعاد الدين عن السياسة وان يكون دور المرجعية رعاية الشعب من وتوجيهه للوقوب بوجه الأحزاب الحاكمة التي وقفت بالضد من توجيهات المرجعية وبشكل صريح لايقبل التأوييل والتضليل !!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat