صفحة الكاتب : علي الزيادي

البغدادية والعبادي وأشياء أخرى !
علي الزيادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  لم يسبق لي أَن كنت يوماً مدافعاً عن منبر أعلامي أو متزلفاً أو مدلساً لحقيقة أ‘تقدها وأتبناها بالوثائق والقرائن والأدلة الناصعة كما لم يسبق لي أَن كنت يوماً مهادناً في تبني الحق ومايخدم الوطن ولو كان ذلك يتطلب ثمناً من صحتي وشح مالي . هذه الأمور تعد ثوابت عندي يعرفها المنصفون من الذين عاصروني وانا اعمل في الأعلام والصحافة منذ مايقرب 35 عام .
لم تتغير ثوابتي رغم المعاناة الحقيقية التي أعيشها وقد كانت أمامي فرصاً يعدها بائعي الثوابت على انها ذهبية لكنني فضلت أن اكون في صف الوطن فهو عبادة يرجوها الله ومن لايكون في صف وطنه سيعيش على الدوام خائناً مدعي ووضيع تتلاقفه اسوأ السمات والصفات فضلاً عن انه سيبقى صغيراً أمام الجميع .
كنت ومنذ زمن بعيد متابعاً جيداً لقناة البغدادية كما أنني متابع لقنوات اخبارية أخرى ولازلت اتابع البغدادية بشغف فأنا جزء من حراك شعبي متواصل يسعى لأستعادة وطن تم اختطافة من قبل جهات عاثت به وأَحالته خراباً .
هذه الجهات تفننت في أن تقتل العراق من خلال مجموعة أعمال أقل مايقال عنها انها اعمال جبانة وغادرة ليس أقلها أستغلال الدين للنهب والسلب والقتل والترويع . بل أن كل فعل من تلك الجهات التي جائت من الخارج تشوبه العفونة من فرط ما نتج عنه من تهجير وتشريد وتصفيات وفقر وعشوائيات وأحياء من الصفيح وتغييب كامل للعمل الوطني و و و الخ الى ان وصلنا الى مانحن عليه اليوم . بلد يهجره الناس لغياب الأمن فيه ويهجره الشباب لمجهولية المستقبل لديهم فيفضلون الموت غرقاً في البحار على البقاء . بينما أشباه رجال يتنعمون بخيرات البلد ويتحصنون بما أشتروا من ذمم وأسوار من الكتل الكونكريتية لايعرفون سوى الطريق الواصل بين المطار والمنطقة الخضراء !
ونتيجة لكل ماحل بالعراق من تدمير متعمد ومآسي مصنوعة داخلياً وصل الشعب العراقي الى نتيجة نهائية وهي أن التخريب سوف يكون السمة السائدة للعملية السياسية في العراق خاصة بعد أَن بددت أكثر من ألف مليار دولار بين الأحزاب والكتل السياسية بينما الأرهاب يسيطر على نصف مساحة العراق والضحية الحقيقية هم شباب العراق وأبناءة البررة الذين يحاولون درء الأخطار والحفاظ على مايمكن الحفاظ عليه .
رغم كل الذي حصل كانت هنالك آمال تشبه السراب في أن الأحوال يمكن اصلاحها من قبل رئيس وزراء جديد قديم أراد دعم فخرج الشارع داعماً له . وأراد تفويض فحصل عليه بسرعة ودون تردد . أدعى انه يريد الأصلاح واطلق ورقة سماها حزمة أصلاح أولى وثانية وثالثة ولم نرى شيء فيه اصلاح ! فأن جل ما اتخذه من قرارات لاتعدو عن كونها تغيير في المناصب وترقيع بهدف تأمين أموال لتعزيز الخزينة التي نهبت بالكامل من قبل سلفه .
الشعب يتظاهر من اجل احترام الأنسان فيلغي وزارة حقوق الأنسان . والشعب يطالب بحقوقه في العيش الكريم والتخلص من المحاصصة المقيتة لكن اصلاحاته لاتبتعد عن المحاصصة .
بعد كل الذي حصل وزيادة زخم الحراك الشعبي يرسل العبادي رسالة الى البغدادية يقول فيها ان الكتل السياسية وفصائل المستشارين يتهمون القناة على انها قناة تريد اسقاط العملية السياسية وهنا دعونا نتكاشف ونفرش البساط لندلو بدلونا . ولا أريد ىأن اشير لمن باع قلمه وضميره من الذين يتهمون جمهور البغدادية بالعمالة وانهم مرتبطين بالبعث فهؤلاء لايستحقون الرد بعد ان فظلوا مسح الأكتاف على الوطن المختطف .
ما الذي حققته العملية السياسية ؟ 
           - تقولون دستور . نعم لقد سوقتم الدستور على انكم مناضلون جئتم لبناء البلد واستغفلتم الشعب الذي صدق بكم وصوت على الدستور لكن مالنتيجة التي حققها الدستور حتى الأن ؟
القتل متواصل ولايمر يوم واحد لم نسمع به عن تفجير أدى الى قتل ابرياء فضلاً عن عمليات القتل الأخرى
          -الخدمات صفر ولم تقدموا دليلاً واحداً على انكم قد عملتم من اجل العراق .
           -التنمية غائبة تماماً عن عملكم بل أن جل اهتماماتكم تنحسر في كيفية توزيع الموازنات بين احزابكم وكتلكم وكان من نتاج هذا العمل الكارثي استشراء ظواهر الفقر والجوع وزيادة نسبة الوفيات نتيجة لسوء الخدمات الصحية وأنتشار الأمية وغيرها من الأثار السلبية التي دمرت العراق .
           - التهجير والنزوح وصل ارقام لم يشهدها بلد في العالم لملايين من العراقيين 
فهل يعقل ان بلداً في العالم موازناته تصل الى 120 مليار دولار سنوياً بينما الكثير من ابنائه يبحثون في النفايات عن مايسد رمقهم ؟ أي عملية سياسية هذه التي تدافعون عنها ؟
الغريب في الأمر انكم تى الآن غير مؤمنين وغير مكترثين لماحل بالعراق . وموضوع اصلاحاتكم قد ثبت زيفه بالكامل لهذا فان الشعب الذي اعطاكم ثقته ذات يوم يشعر بخيانتكم للعراق وهو يتظاهر من اجل ان يستعيد العراق منكم بعد أن وصل الى قناعة على انكم مُصّرّين على ذات السياسة التي غيبت العراق وشعبه . أتركوا البغدادية وجمهورها الواسع من المظلومين والمغدورين وهم الأغلبية في العراق ولو كنتم تمتلكون ذرة من الشرف الوطني لما خفتم من البغدادية وغيرها . ولكن فاقد الشيء لايعطيه وانتم فقدتم وطنيتكم منذ زمن بعيد فهل يعقل ان نطالبكم بالعمل الوطني . حمى الله العراق وجنبه شروركم وهو حسبنا وسنبقى نقول للظالم أنت ظالم مهما بلغت التضحبات …
alialzayadi67@gmail.com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الزيادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/03



كتابة تعليق لموضوع : البغدادية والعبادي وأشياء أخرى !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/09/03 .

ٱلأستاذ علي الزيادي
السلام عليكم .
كل ماطرحته صحيح 100٪ .وهذا لايعني ٱن البغدادية بريئه من ذنب .؟فالقناة تتناول ملفات فساد موجودة وتقابل ٱشخاص ذوو علاقة بالموضوع وتناقشهم .وهو ٱمر لا ٱشكال فيه .لكن ٱين يكمن فعلا ٱنحراف نهج هذه القناة وخروجها عن المهنية ٱلأعلامية .وهناك كثرة من القنوات الفضائية العراقية المستقلة .لها نهجها وطريقها في تناول الشٱن العراقي ،
فمؤوسس تلك الفضائية الخشلوك .شخصية وكما ٱعلن عنها من ٱزلام النظام السابق .وٱرتبط ٱسمه بعدي صدام .مما ٱثار حول شخصيته الشكوك الكثيرة محاولة الخشلوك تسويق مشروع يهدف كما ٱسماه الى محاربة النفوذ ٱلأيراني في العراق ؟وعرض مشرعه على النظام السعودي لدعمه ؟فهو بذلك يستجلب التدخل الخارجي على بلاده رغم ٱنه متمكن ماليا ..ولديه ٱمكانات كثيرة .
جعل من ٱنور الحمداني الشخصية السابقة المعروف بصلاتها الوثيقة مع النظام السابق ٱثار حفيضةالبعض حول ٱختيار تلك الشخصية وما يصدر عنها من سلوكيات منحرفه تتجاوز فيه حدود مهنتها وتحولها الى وصي على الشعب العراقي .
فحسن الظن لايحل بتلك القناة ولافي ٱجنداتها المشبوهة .





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net