صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

فرض حال الطوارئ
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يجري حديث متصاعد عن حال فرض الطوارئ من قبل رئيس الحكومة السيد حيدر العبادي، ويتزامن ذلك مع توتر أمني كبير بسبب المواجهة مع العصابات الإرهابية وتنظيم داعش المتوحش، وكذلك التظاهرات التي تتصاعد، والإحتجاجات على سوء الإدارة، والتلكؤ في إنجاز المشاريع وتلبية متطلبات المواطنين العاديين، مع خسارة للمزيد من الوقت، وضعف في الإدارة، وإستثمار الأموال، وترتيب الأولويات، والإفتقاد الى الخبرة والدارية في تسيير شؤون الدولة، وصاحب ذلك نوع من الخلاف يشبه خلاف الصبيان على قضايا تافهة، لكن الأمر مختلف بالفعل، فالمتنافسون ومشاكساتهم وصراعاتهم صبيانية لكنها تتصل بأساس بناء الدولة ومستقبلها ونوع العلاقة بين المكونات والحرب ضد الإرهاب.

يحتاج السيد العبادي الى الحديث مع زمرة الكذابين الذين أعلنوا تأييدهم لإصلاحاته وهم في الحقيقة يضمرون نوايا مختلفة، ولكي يضعهم في مواجهة صريحة ويسألهم لاأن يتوسل لهم الموافقة على إعلان حال الطوارئ في عموم البلاد، فالعديد من مظاهر الإحتجاج تأخذ في بعض الأحيان شكل العنف والمواجهة المباشرة كما حصل مساء الأحد الماضي في مدينة الحلة حيث حاصر محتجون مبنى المحافظة وتراشقوا بالحجارة مع رجال الأمن الذين ردوا بإطلاق نار كثيف، وإنتشرت قوات أخرى وفرضت حال طوارئ قرر العبادي فيما بعد رفعها، وطلب الى المتظاهرين التعاون مع القوى الأمنية لمنع الإنفلات.

قيادات سياسية ونخب فكرية يرون في حال فرض الطوارئ أهمية قصوى، فليس من المعقول أن تتاح الفرص المتوالية للقوى العنف وللراغبين في جر البلاد الى الفوضى مجددا وخاصة القوى التي ترفض العملية السياسية وتعدها باطلة، بل الغريب أن بلدا تحتل داعش عديد مدنه وتفجر وتقتل في أخرى ولاتعلن حال الطوارئ فيه، والسؤال، ماهو المنتظر ليتحقق فيؤثر في قرار رئيس الوزراء الذي يتوجب عليه أن يخاطب الكتل السياسية الكبرى لتوافق له على طلبه ويتم التصويت عليه في البرلمان الإتحادي، وحتى الأكراد فهم مهددون وربما تكون داعش قريبة الى أربيل أكثر من قربها الى بغداد وليس من مصلحة الكرد أن تنفلت الأمور أكثر، وهم يعانون من مشكلة صراع سياسي داخلي وتدار شؤونهم بلارئيس بعد إنتهاء ولاية برزاني ورفض معظم الأحزاب الفاعلة التجديد له لولاية أخرى ليذوق من نفس الكأس الذي أذاقه للمالكي قبل عام مضى.

الوضع العراقي العام يتطلب إعلان حال الطوارئ، وليس من مصلحتنا تضييع الوقت.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/27



كتابة تعليق لموضوع : فرض حال الطوارئ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net