فرقة العباس القتالية في البصرة .. أفراح متميزة
فؤاد المازني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فؤاد المازني

النفس الإنسانية جبلت على نزعات باطنية كامنة في أساسيات خلقته وتكاد تكون خصال وصفات مزدوجة متضادة ومتقاطعة كالفرح والحزن والخوف والشجاعة والكرم والبخل وحب الذات والتفاني وغيرها ، وتبعآ الى التأثيرات الخارجية المحيطة بها وعوامل الوراثة المؤثرة عليها تبان كل صفة على حدة تزداد وتيرتها أو تقل تبعآ لما يحيطها من عوامل وتأثيرات خارجية .
على مدى العقود المنصرمة وما تخللتها من أحداث مفجعة وحروب طاحنة وقتل للنفوس كانت جميعها بسبب ظلم وجشع وطغيان وإستبداد حفنة من الحكام الذين تسلطوا على مقدرات الشعب حتى أصبحت الحرب جزء لايتجزء من حياة الإنسان في تلك الحقبة الزمنية والإلتحاق بالجيش رغمآ عن أنف الجميع مما تعني الصفحة السوداء في سجل ذلك الشخص وعكف الجميع على تبني كل الأعذار والمبررات من أجل عدم الإنخراط في سلك الجيش والدخول في معترك حروب ماأسهل إنطلاقتها وإبتدائها ولكن ماأصعب التكهن وإستحالت نهايتها ووصل الحال الى الهروب من الجيش أو عدم الإلتحاق به بالرغم من التشديد الصارم والعقوبات الهوجاء التي صدرت للحيلولة دون ذلك فمن عقوبات السجن الى التهديد والوعيد الى التعذيب والتشريد الى عقوبات قطع صيوان الإذنين وختم الجبين وصولآ الى عقوبات الإعدام وزهق الأرواح ، إلا أن ذلك لم يمنع البعض من الإمتناع عن الإلتحاق بالتدريب في الجيش أو الهروب من مراكز التدريب وساحات المواجهة والقتال رغم العقوبات ورغم العيون التجسسية والمراقبة على كل من تسول له نفسه عدم الإنصياع لهذه الأوامر ..
ومن منطلق بقاء الحال من المحال في ليلة وضحاها تغيرت الأوضاع وإنقشعت الغمة وبزغ فجر جديد في العراق وتنسم الشعب عبق الحرية لكنها حرية ضبابية غير واضحة المعالم و مجهولة المستقبل تسارعت معها الأحداث وهبت على هذا الشعب رياح سوداء تحمل بين طياتها فتنة طائفية حمقاء نشرت الرعب والخوف والقتل والتشريد والتهجير لكل من يقف في وجهها.
أمام هذه الوقائع والأحداث تصدت المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف لهذه الهجمة الشرسة بكلمة هزت عروش التكفير والطائفية المقيتة . الغريب في الأمر والمفرح في الوجدان أن النفوس الوطنية والأبية تسارعت خطاها نحو مراكز التدريب بل فتحت مراكز للتدريب في كل مكان لتستوعب الجموع الزاحفة لتتلقى التدريب وفنون القتال على عكس ماكان سابقآ حيث الهروب والإستكانة عن التدريب . والأغرب من هذا وذاك أن الفرحة العارمة لدى المتدربين تصل الى عنان السماء عندما يكملون وينهون فترة التدريب وتزداد فرحتهم وهو يتسابقون في نيل شرف المساهمة والذهاب الى سوح الوغى والمواجهة والتصدي والحرب وتتألق الفرحة في وجوه الشباب والفتية الذين تظهر أسماؤهم في جداول القبول للزحف المقدس في الخطوط الأمامية لتحرير الأرض والمقدسات هذا مالمسته وأنا أحضر إحتفال تخريج الدفعة الثالثة من متطوعي مركز فرقة العباس القتالية في البصرة حقآ أنها فرحة متميزة قل نظيرها في هذه الأيام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat