صفحة الكاتب : مالك المالكي

أيكفي أن تحاكموه.؟!
مالك المالكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ تأسيس الدولة العراقية، عام 1920، الأغلبية تعاني التهميش والتغييب والاستهداف، لم تمنح أي فرصة للتعبير عن نفسها، وقدرتها وإمكاناتها، بسبب معادلة الحكم الظالمة التي وضعتها بريطانيا.
 الأغلبية تنزف دماء لأجل الوطن وحمايته، سواء من جور الحاكم وانفراده وتسلطه، أو للدفاع عن نفسها وحقوقها، ذهب في طريق التضحيات مراجع عظام، علماء في مختلف الاختصاصات، شباب في عمر الزهور، نساء انتهكت حرماتهن، كل ذلك كان لأجل هدف واضح ومشروع، هو بناء دولة تستند إلى العدالة الإنسانية، للناس فيها كل الناس أن يأخذوا حقوقهم، بعد أن يؤدوا واجباتهم.
 الحاكم ومن خلفه المستكبر يدرك بوضوح، أن تمكين الأغلبية من حقوقها، يعني منع الغرب من ثروات البلد، وتحريره من الهيمنة والتبعية الاقتصادية والسياسية، مثل العراق لا يمكن للغرب أن يتخلى عنه، لأنه فرس جموح أن ترك، سوف يقود الأمة إلى التمرد على التبعية، ونفض غبار الذل، الذي عاشت فيه.
بعد أن أدرك الغرب؛ أن نظامهم المتمثل بالبعث الدموي، بدأ يتهاوى تحت ضربات المجاهدين، وظهور بوادر التمرد الداخلي على  سلطته في العراق، رغم كل العنف والقتل والتهجير، أصبح إلزاما، أن يتدخل الغرب لتغييره، بعملية جراحية، مضمونة النتائج.
 احتل العراق عام 2003، وبدأت المواجهة بين المرجعية والقوى الإسلامية الوطنية التي تتبعها من جهة، وبين المحتل وأذنابه المخفيين والعلنيين، لحد عام     2004 تمكن المشروع الوطني؛ بقيادة المرجعية من الانتصار، جرت انتخابات، كتب الدستور من قبل لجنة منتخبة، صدرت عدة قرارات لصالح ضحايا النظام، لتعويض المظلومية والمحرومية.
جرت انتخابات ثانية، ليبدأ المشروع الأمريكي بالتنفس في الساحة العراقية، فقد تم ترشيح نوري المالكي لرئاسة الحكومة، لتبدأ رحلة الانتكاسة، ويبدأ الحلم بالأفول، تملل الشهداء في قبورهم المعلومة والمجهولة، فقد عاد البعث المجرم بثوب جديد، وعاد هدام تحت انتماء لمذهب آخر.
استبدل "الكسيح عدي" بأحمد المالكي، وتغير اسم حسين وصدام كامل، أبو رحاب" حسين المالكي" وياسر عبد صخيل، استبدل لؤي خيرالله، بفائز الحلاق ابن أخت نوري، الذي كان يعمل في جهاز المخابرات العراقية آنذاك، وتم أرسالة لسوريا ليتجسس على المعارضين، تقاعدت منال يونس لتحل محلها حنان الفتلاوي وعاليه نصيف وعواطف النعمة.
 استبدلت "العوجة بجنيجنة"، حقق علي الشلاه حلمه القديم الذي حرمه لؤي الشبلي منه، عاد الرفاق كما هم بالأمس قادة وسادة، يعذبون ضحاياهم تحت القانون الذي يقوم عليه حزب الدعوة الإسلامية! ليسلم الرفاق ثلثي البلد إلى حلفائهم الدواعش، ويدعموهم بمليارات الدولارات.
 صادر نوري ابن جنيجنة التي يعرف أهل كربلاء وطويريج انتمائها ألبعثي، تضحيات الشعب العراقي، وضاع حلم الدولة التي يمكنها أن تكون خيمة تأوي الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته، لا تمييز بين احد منهم، إلا بمقدار العطاء، بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها نوري، هل يمكن لمحاكمته أن تشفي صدور الثكالى والأرامل والمهجرين والنازحين، هل لمحاكمته أن تعوض محرومية البصرة والناصرية والانبار.؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مالك المالكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/11



كتابة تعليق لموضوع : أيكفي أن تحاكموه.؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net