صفحة الكاتب : حميد الموسوي

ويسألون عن النزاهة
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نزِهت الأرض "بكسر الزاي" اذا تزينت بالخضرة.
وفلان نزيه اذا كان بعيداً عن اللؤم، والنزاهة البعد عن الشر وعن الأقذار.
وبما ان المال "وسخ الدنيا" كما يقول العراقيون. وهو الشر بعينه إذ بحفنة دولارات يُذبح العراقي من الوريد الى الوريد، اذن فالمال هو الشر وهو القذر!.
وفي كتب تفسير الاحلام، إن من رأى نفسه وسط القذارة والنجاسات فمعنى ذلك انه سينال مالاً. وهذا دعم للدليل اللغوي.
وقد قرأتُ في كتاب ديني قديم، انه حين ضُربت الدنانير قال ابليس الشرير: "بهذا سأسقط بني آدم"، واظن انه قد فعلها وهذا دعم آخر للتفسير اللغوي، وعليه تكون النزاهة هي عدم تلطخ الأيدي بحقوق "أموال" الآخرين.
وأموال الدولة هي أموال العراقيين، وكل فساد حصل في دوائر الدولة وراءه مال حرام.
بهذا المدخل حملت "تطوعاً" هموم لجنة النزاهة التي صارت تحتاج لوزارة للنزاهة .
فبمن سيبدأون، وكيف سيعملون؟!.
ينزهون مَنْ، ويطهرون مَنْ، ومَنْ سيغسلون؟!.
والجميع يعلمون ان القوانين وحدها لا تكفي إن لم تكن مدعومة بسلطة تنفيذية قوية ومصحوبة بضمير حي رادع ورقيب إذ بموته تموت كل الفضائل وتضيع كل القيم وتنتفي الحاجة للعلاقات الانسانية، وتصبح الحياة بلا معنى.
قد يتصور البعض إن تفشي الفساد في دوائر الدولة وأجهزتها المتشعبة بهذه الفضاعة جاء نتيجة للإنفلات الأمني وغياب الرقابة بعد التغييرات الديمقراطية الجديدة، صحيح ان هذه العوامل ساعدت كثيراً على تفشي حالة كهذه ولكنها في الحقيقة إمتداد لقاعدة الفساد الكبرى التي اشادت عليها سلطة القهر المقبورة كيانها حين تفنن اعضاء حكومة القرية وكلٌ من موقعه في نهب خيرات العراق وبأساليب لا تشبه بعضها ساهمت بشكل متعمد في اشاعة الخراب الشامل وعلى مدى اربعة عقود سود تجذّر هذا "الفيروس" الفتاك وصار حالة طبيعية بمرور الزمن ليتفاقم في ظرف ملائم غابت فيه السلطة، وتفرعنت المسوخ!.
لقد ساعد وضع الحكومات المتعاقبة منذ 2003واساليبها الفاشلة في ادارة الدولة حين تركت الحبل على الغارب وتساهلت مع المفسدين والمجرمين ،ولم تستعن بالاكفاء والمختصين ..لقد ساعدت هذه الحكومات الضعيفة  على تفشي حالة الفساد بحيث اصبحت تحتاج الى "وزارة للنزاهة".
ترى في ظل هذه الظروف وهذا التخبط كيف سيتسنى للجنة النزاهة معالجة الامور؟!.
يضاف لهذه المعضلة عدم توفر الحماية والاسناد بسلطة رادعة لما تقرره هذه اللجان
فأي خراب شامل سيعالجون، ومع من يتعاونون؟، بمن يبدأون، بالوزارات والرواتب والتخصيصات، بالمنح الدولية والاعانات، بالتعيينات والايفادات، بالمنهوبات والمهربات، بتخصيصات الاعمار والمؤتمنين على الاعمار.بتخصيصات المهجرين والنازحين ..؟.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/09



كتابة تعليق لموضوع : ويسألون عن النزاهة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net