يُوقره الناس كثيرا ...فبدى ابو لهب سعيدا بارتداء عمامة محمد !
~محمد يمضي الليل حزينا وابو لهب منشغلا بآياته...
~هل يكون نصف الدين برزخا..؟!
~عدلا ان يرد جهنم من كان يتلو القرآن آناء الليل واطراف النهار
~استجمعت باستغاثة موجعة كل ما في جعبة الأفراح من شهامة ولم تغاث !
~ أغمضت عينها وهي باسمةٌ...لتبصر النور بدموع ما جاد به رحمها المعذب
~هل جاءَ عزرائيل مبشرا حتى تستقبله بأروع ابتسامة؟!
طالما مزج هذا الحلم بأحمرار وجنتيها حياءا ذلك الحلم الذي يراود كل فتاة كما يراود الزهرة الندى
رقيقة كابتسام الوليد .....تبدو أنفاسها هادئة كسيمفونية أزلية ... ضفيرتها مسلة تحكي تاريخ ما عرفته الدنيا من اساطير وملكات
يسكنها الحياء فتبدو كمرتع للدل.... أو مرج للعفاف....
قدمت ما قدمت لامها برقة لم تعرفها اجفان الاطفال.....
-الله يسعدكِ إن شاء لله.... ويوم أشوفك عروس... يجي هذا اليوم واني عايشه
هربت كالنسيم تحت أشعة كلمات والدتها
فككل مساء تجتمع هذه العائلة بعد العشاء تتجاذب الألسن اطراف كل ما يطال من الاحاديث
..ولكن هذا المساء طالت اطراف حديث واحد حتى حوت الجلسة برمتها
-- صدك اليوم شفت سيد ...(فلان) وحاجاني على ...(يقصد ابنته)
بدت كلمات زوجها ثقيلة الوطء فنهضت من وحل ما الفى به زوجها
-لكن ...هذا رجال متزوج وكبير بالعمر وهي مازالت صغيرة بعد.... نفثت بما خالجها....... ظليمة والله حرام
- استغفري الله يمعوده هي الناس تحلم تنطي بنتها لسيد...(ابو لهب) وشي لخ شباب هلايام مدري شلونها والزين منهم ميكدر يتزوج..مراح يصح لها أحسن منه
سرب النوارس يدخل الاقفاص الواحد تلو الاخر .....(بعضها ذهبي)
حلوه جدا الصورة الله يهنيكِ...قالت كلمات عمرت في داخلها قصر من الأمنيات حين رأت صور زواج صديقتها وجارتها.........قصر موهن مبني على رمال عطشى لدماء الامنيات
الأيام تعجل بساعاتها ودقائقها فبدت كثور وحشي على عكس ماتمنتها بأن تطول وتطول
بدأت الأحلام تتبدد كتبدد الظلام تحت سياط الفجر... واستحال الامل كابوسا
عالخير والبركة إنشاء لله تتهني ..قلن صديقاتها حين جئن مهنئات
-- بس شعجب هلسرعة احلى شي فترة الخطوبة؟
.أطرقت ثم قالت :خطوبة ؟ انتن ما تعرفن وضعنا...!!
يؤرقها الصمت وهو يتلو قرآنه وهي تنصت لا لشئ بل لتبدد وحدتها التي إن لم تكن من هذا فهي من ذهابه لزوجاته الأخريات.....
-والله اضوج وماجاي أشوفك غير كل ثلاث أيام.....
...على ان تعدلوا ........ اجابها بقران لم يفده الا بما يجاري مصالحه
حرمت من الكثير مما تستحق....
-هله يمه والله مشتاقتلج..
_ اليسمعج يصدك ..لو مشتاقه جان جيتي وشفتي امج من تزوجتي لهسه ماشفناج ..
ليس غريبا أن تعتليها حسرة فقد حرمت من كل شيء
_والله أنقهر على شبابك ِحتى قطعه ذهب مابيدج ..مثل حظ امكِ الله يسامح أبوكِ على هالشمرة
-يمعوده اسكتي وخليها ذهب ايش؟ سواله مشكلة شكبرها لان كلت هذا نزار قباني من طلعو صورته بالتلفزيون ....
همهمت ثم واصلت .....هي بقت على هاي دشوفي عيشتي...
.الله كريم بنيتي....
يواصل تلاواته فيوصله كلام الجليل الى ما يُعجز عن الجواب (واذا المؤوده سألت)
--صدك عود ليش جان يكتلوها (تسائلت جهرا ) ثم تبسمت ليش اكو احلى من البنات؟؟
فعلى صوته وهو يتلو معبرا عن عدم تقبله لحديثها اثناء قراءه القرآن
...فرح كثيرا حين اخبرته بحملها فحمد ربه لانه رغم اشتعال رأسه شيبا حدث ذلك لا لانه لم يكن بدعاء ربه شقيا ولكن ....!!
صغيره كانت فبدى الحمل مضنكا فلم تكن لتقوى على حمل نفسها لتحمل معها جنينا
-بس كون فرحتنا تكمل ويطلع ابطنج ولد !! صرح ابو لهب عن امنياته فبدى وكأنه يضرب قوانين لطالما كان بدعة في الحض على تنفيذها
رحله الحمل اضنتها كثيرا وحين جائها المخاض لم تجد نخلة لتهزها فهزت بعمامة ابي لهب..
بعد ان رن الهاتف .... اجابت امها :
-هسه بس البس عباتي واجي ...قالت مرتبكة فبدت انفاسها تنذر بالغيب هذا حالها حين علمت بأن ابنتها ستلد بالحال
-خل ناخذها للقابلة ام... هذا ما قاله ابو لهب...
سيد تحتاج نقل للمستشفى البنت صغيرة وولادتها صعبة وأخاف عليها .....قالت القابلة بكلمات متسارعة
علت صيحات السيد ابي لهب حين علم بعدم وجود طبيبة انثى في المستشفى
....مايجيسها طبيب جيبو الطبيبة
_اخي ماكو طبيبات بالليل واذا تبقى مصر على هالشي تره العواقب موزينة ....هكذا قال الطبيب الخافر بمرارة
...سمع بكاءا موهن لطفل لم يبصر النور الا بانطفاء النور من أعين حيرى
-بشري ؟ اجالك ولد ..قالتها واطرقت برأسها ربما ارادت الممرضة ان لاتكون نذير سوء فرح السيد ابو لهب وتألق بريق شبابي قديم في عينيه ولم يسمع كلمة -بس- التي نطقتها الممرضة
بعد شكر الله ادار فوجد حديثا لم يخفه الصمت
(بس ) قالت الممرضه فرد على عجل : خير بس شنو؟
البقية بحياتك !! بمنو؟! قال وربما قد تمنى في نفسه سلامة ولده !
•- بأمه. اجابته على مهل.....
فبكى بدموع لم تستجم بهواء الدنيا وقال بعد صمت الله يرحمها شهيدة راحت.....!!
بدى وجهها باسم فخطفت بسمتها بأنغام الصمت الساحرات خطفت الانتباه عن بكاء الوليد
يكاد ذوو البصيرة ان يسمعوا هذا الحوار فقد ابسمت عن ثغر سماوي حين اخبرها ملاك الموت بأنه رسول الله اليها سينقلها الى عرشها الموعود ......قبل ان تجف دموع ابي لهب....
وربما اخبرها ايضا باجابة لتسأؤلها عن الذنب الذي قتلت الموؤدة لأجله؟؟
لم يتجرأ احد ان يغطي ذلك الثغر الباسم فبدت كآية من ايات الله او كشمس لايغطيها تجمهر السحب رحلت واغلقت ملف الحبس الذي عانته تحت وطأة ابي لهب....
دموع امها بدت كبلورات تحتضن صور من حياتها فتساقطت الدموع متفجرة وفي كل دمعة صورة من صور ابنتها فمر شريط الذكريات فهاهي تسترجعها طفلة تبصر النور شحيحا وهاي هي اول كلمه تنطقها وهاهنا في دمعه ضلت حائرة صورة لضفيرتها وصورة لابتسامتها وصورة لصورة تبكي على عرش الجمال...تذكرت حين جائتها بلهفة (ماما المعلمة رسمتلي وردة) فأعادت الذكريات وجسدتها حين احتضنتها بلهفة ولكن هذه المرة لا لانها جائت فرحه بوصف المعلمة اياها (وردة) بل لتعبق بعطرها الذي عما قريب سيعطر الثرى ويشيع السلام في الارض التي بدت ضجرة من وطأة اقدام الظلم ....حين لاتجد الكلمات منفذا للخروج ويؤذن المؤذن بالصمت
شفاه الأم لاتجد سوى ولولات تنعى بها الازمان بل هي ابلغ من البلاغ حين تولوَل بانفاس تكاد تحرق الظلم بحراسه وقلاعه
ياشباب الورد تذبل والذهب ضمه التراب
زرار بعده الورد توه ومافتح للدنيا باب......
~الحروف كما السياسيين ترقص في جمهرة الافراح وتحضر مآتم الافراح
~ الحروف كاذبة طالما هي نفسها من ترتدي ثياب الفرح تارة وتارة َ أخرى تجدها بحلي الأحزان
لذا فمن يقرأ الحروف لا كمن يعيش المأساة........
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat