البطالة كواقع اجتماعي
عبد اللطيف الشمري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد اللطيف الشمري

البطالة كواقع اجتماعي لا يحدث هذا إلا عندما يعتبر الرأي العام البطالة عاراً على الفرد، ويُرجِعها إلى الفشل الشخصي بدل ان يعتبرها من التغيرات الموضوعية في الدولة بسبب السياسات الخاطئة والفساد الاداري . ليس من النادر أن يخجل الذين أصبحوا عاطلين عن العمل من محيطهم، ويدّعون انشغالهم رغم عدم وجود أي شاغل . حيث اصبح في المعامل المتوسطة الحجم ظاهرة الموظفين المتخوفين ممن يذهبون في نهاية دوامهم الرسمي إلى ساعة تسجيل الحضور والانصراف لتثبيت حضورهم ويعودون إلى مكان العمل خوفاً من ان يفقدوا عملهم الذي هو مصدر قوتهم وعوائلهم وتجدهم يقضون ساعات عمل إضافية في موقع العمل دون أجر يذكر ، والطريف في الامر هو أن المرء عادته يفضل راتب معقولٍ حتى لو كان مستغَلاًّ على ألا يصبح غير مستغلٍّ دائماً كما يرضى بعملٍ يلزمه التخلي عن بعض كرامته بدل الفقدان الكامل للظروف المادية التي تؤمن حياة كريمة . ان الخوف يجعل المرء سهل الانقياد .
والخوف مرشد سيء، عندما يصبح ظاهرة عامة فإنه يهدِّم الأمن الداخلي والاجتماعي. إنهُ مرتبط بفقدان المسؤولية السياسية المنظمة، عندما تُلغى الدولة الاجتماعية ويستمر التمسك في نفس الوقت بنموذج مثالي لوظيفة ثابتة في علاقات العمل . يبدو العمل المأجور بشكل متزايد كمسألة عفا عليها الزمن . وفي مناطق كثيرة ينتشر الحديث منذ فترة طويلة عن نهاية مجتمع العمل . بطالة جماعية ليست مشكلة فردية للمعنيين فقط ، بل هي مشكلة بنيوية ، لأنه في عملية الإنتاج تستخدم الآلة والكومبيوتر وتتناقص الحاجة باستمرار للعمل البشري من أجل إنتاج كميات أكبر من السلع .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat